أشتي لحمة من كبشي وأشتي كبشي يمشي!!

> بلال غلام حسين:

> الكثير من شركات التلفون (الجوال) في معظم دول العالم تدخل في منافسات لتقديم أفضل الخدمات لزبائنها، من خلال العروض المميزة التي تنزل إلى الأسواق بين فترة وأخرى.

سوف أذكر لكم مثالا أو مثالين من خدمات شركات الجوال الموجودة في بريطانيا، ولانقول «نحن فين وبريطانيا فين !!» لأن الشركات هنا في اليمن وغيرها من البلدان، كما تريد أن تدر أرباحا لشركاتها يجب عليها تقديم خدمات لزبائنها إذا أرادت أن تكسب الزبائن.

المثال الأول هو كانت شركات الجوال في بريطانيا خدماتها بسيطة سابقاً، فمثلاً كانوا يعرضون عليك خط التليفون بـ 15 إلى 20 جنيها استرلينيا في الشهر مقابل 300 إلى 500 دقيقة مجانية شهرياً إلى خطوط الشركة نفسها، وكانت التسعيرة إلى خطوط الشركات الأخرى وجيزة، ولكل شركة لها خدماتها دون أن تخرج من هذا المصاف تقريباً. في بدايات القرن الحالي وبالتحديد في العام 2000م دخلت شركة يابانية في معمعان المنافسة التجارية مع شركات الجوال البريطانية، وقدمت عروضاً قلبت كيان الشركات البريطانية المتخصصة في تلفونات المحمول.

العرض المقدم من هذه الشركة اليابانية المبتدئة في السوق البريطانية كان ادفع خمسة عشر جنيهاً استرلينياً في الشهر مقابل خط، والمميزات التي سوف تعطى لك هي 500 دقيقة مجانية في كل شهر إلى أي تلفون (جوال أو أرضي) و 100 رسالة، هذا العرض المغري قلب موازين العروض الموجودة في تلك الفترة.

وأزيدك من الشعر بيتا، وهو أنه مقابل اشتراك في خط مع هذه الشركة اليابانية تعطى أي تلفون جوال مجاناً.. وبعد ذلك ماحصل أن جميع شركات الجوال البريطانية عملت على غربلة خدماتها بما يوازي خدمات الشركة اليابانية. حالياً العروض تطورت كثيراً في جميع هذه الشركات رغم رفع قيمة إيجار الخط، ولكن التلفونات المعروضة عليك ومجاناً بالطبع هي من أحدث الموديلات.. إليك مثال من هذه الخطوط الجديدة المعروضة حالياً في الأسواق البريطانية تأخذ خط بقيمة 35 جنيها في الشهر مقابل حصولك على أي جوال آخر موديل + كمبيوتر شخصي (اللاب توب) + 750 دقيقة شهرياً إلى أي تلفون جوال أو أرضي + 2000 رسالة، وكل إيجارات الخطوط هي لمدة ثمانية عشر شهراً، وطبعاً جميع شركات الجوال تقدم عروضاً مشابهة.

هذه العروض المقدمة من شركات الجوال المختلفة والتنافس الموجود بينهم عمل على خلق بيئة استثمار ممتازة جعلت العديد من الشركات تدخل هذه المنافسة وتستثمر في ذلك البلد.. تعالوا لنأخذ نظرة على الخدمات المقدمة من قبل الشركات الموجودة في بلدنا وفي معظم الدول العربية، أقولها وقلبي يتحسر من الغيظ كونها من أردى الخدمات التي ممكن تقدم إلى زبائنها، لاتجد تلفونا مجانيا أو دقائق مجانية أو غير ذلك تقدم، أقصى شيء عملت هذه الشركات على تقديمها، ومثل مايقولون خدمات متقدمة هي إعطاء مدة أكبر لاستقبال وإرسال المكالمات فقط، ونحن لانريد مايعرض على الناس في أوروبا أو غيرها من البلدان، ولكن نريد خدمات مقابل ماندفعه من مال.

إلى حد الآن يوجد في اليمن أربع شركات جوال، وكل شركة من هذه الشركات خدماتها متشابهة إلى حد أكبر ماعدا شركة واحدة لأنها شركة حكومية، ولم تستطع هذه الشركات الخاصة إلزامها بتحديد أسعارها مثلما عملت الشركات الخاصة مع بعضها البعض من تحديد سعر واحد تقريباً، وهذا فرض على أية شركة جديدة تريد أن تدخل للمنافسة في سوق الجوال اليمني، لهذا لا تستطيع العديد من الشركات الاستثمار في بلدنا نتيجة لهذه الشروط المفروضة و المجحفة عليها من خلال عدم الخروج عن الجماعة في الأسعار وتقديم خدمات منافسة.

وفي الأخير مانريد أن نقوله إن الشركات المعتبرة والجادة في تجارتها تقدم خدمات أفضل لزبائنها مقابل مايدفعونه من أموال، غير الشركات التي في الظاهر يخبرونك بأنها تقدم خدمات، ولكن في الخفاء تنصب على زبائنها.. والمفيد نقول ياجماعة ياحكومة إذا كنا نريد استثمار صحي جيد ومفيد لننافس السوق العالمية لنترك الشركات وشأنها لتقديم الخدمات وتحديد الأسعار التي تناسبها دون فرض حق الوصاية عليها.. والله من وراء القصد .

BILAL [email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى