صحيفة روسية:رئيس اليمن يستبدل الأسلحة بالديون

> «الأيام» عن «روسيا اليوم»:

>
التقى أمس الرئيس اليمني على عبد الله صالح الذي كان قد وصل إلى موسكو مؤخرا مع دميتري مدفيديف رئيس روسيا الاتحادية، وبحسب المعلومات المتوفرة لدى صحيفة «كوميرسانت» فإن الرئيس اليمني يعول على شطب الدين اليمني لروسيا الاتحادية والبالغ 1.2 مليار دولار مقابل منح موسكو الحق بتطبيق البرنامج الواسع النطاق، الخاص بتحديث الجيش اليمني.

ويقدر البرنامج بقيمة 4 مليارات دولار، بالإضافة إلى ذلك فإن الرئيس على عبد الله صالح أعرب عن استعداده لضمان مشاركة المؤسسات الروسية في تحقيق مشاريع مدنية كبرى. وتكمن المشكلة في أن اليمن تحاول المراهنة على نيل تسهيلات كبيرة فيما يتعلق بشراء الأسلحة الروسية في الوقت الذي لا تجد موسكو نفسها مستعدة لها بشكل كامل في ظروف الأزمة الاقتصادية.

وتعتبر اليمن مستوردا تقليديا للسلاح الروسي، إلا أن التعاون العسكري التقني مع هذا البلد انتهى تقريبا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ومن جانب آخر يحتاج الجيش اليمني في هذا الوقت بالذات إلى التحديث وإعادة التسليح، وبهذا الصدد أعد في صنعاء مشروع كبير يقدر حجمه الإجمالي بقيمة 4 مليارات دولار، وتعول اليمن على اهتمام موسكو بهذا المشروع.

وبحسب المعلومات الواردة من مصار لصحيفة «كوميرسانت» فإن الوفد العسكري اليمني الرفيع المستوى، الذي يضم أيضا وزير المالية كان قد زار موسكو قبل زيارة الرئيس اليمني بأسبوعين، وطرح اليمنيون قائمة بالأسلحة التي يهتم بها الجانب اليمني، ويدور الحديث بصورة خاصة حول المقاتلات «ميج 29-» والمروحيات والدبابات وعربات المشاة القتالية وناقلات الأفراد المدرعة ووسائل الدفاع الجوي وراجمات الصواريخ والزوارق القتالية والرادارات.

غير أن اليمن لا تستعد لتزويد مجمع الصناعات الروسية بطلبياتها، إلا بشرط، وهو أن تقدم روسيا على تقديم تسهيلات وامتيازات جادة لدى تسديد قيمة السلع، الأمر الذي لا تستعد روسيا لقبوله في ظروف الأزمة المالية العالمية.

وكما أفاد ناطق رفيع المستوى باسم شركة «روس أوبورون أكسبورت» الروسية لصحيفة «كوميرسانت» فإن الجانبين اتفقا بعد إجراء مباحثات طويلة في إطار مجموعات العمل المشتركة على عقد 3 صفقات لا تعتبر كبرى. وعلى سبيل المثال فإن موسكو أعربت عن استعدادها لتزويد الجيش اليمني بـ 100 مدرعة من طراز «بي تي ار 80 – آ» و300 شاحنة «كاماز» و50 هاون عيار 120 ميلمتر مع ذخائرها. ويقدر الحجم الإجمالي للصفقة بمقدار 250 مليون دولار، الأمر الذي لا يعد كافيا، آخذا بالاعتبار طموحات اليمن في هذا المجال، وعلى كل حال فإن الرئيس على عبدالله صـالح يأمل بـأن تقوم روسيـا بتنـازلات جادة.

وبحسب المعلومات المتوفرة لدى صحيفة «كوميرسانت» فإن الرئيس اليمني جاء إلى موسكو بخطة شاملة لتعزيز التعاون بين البلدين، تقضي بشطب الدين اليمني لروسيا بمقدار لا يقل عن 2.5 مليار دولار، وبالإضافة إلى ذلك فإن الشركات الروسية ستحصل على امتيازات في تحقيق مشاريع مدنية يمنية، ويدور الحديث بصورة خاصة حول إنشاء المحطات الكهرحرارية ومصافي البترول وخطوط أنابيب النفط والغاز التي كانت قد أبدت اهتماما بها شركة «ستروي ترانس غاز» الروسية.

ويبدو أن الرئيس اليمني يعول لدى طرح فكرته على المسؤولين في القيادة الروسية الذين يتولون الإشراف على القوات المسلحة. ويعطى العسكريون الروس أهمية بالغة لليمن، التي تحتل موقعا استراتيجيا مهما في الجزيرة العربية يسمح لها بالسيطرة على أحد أكثر المسارات البحرية حيوية الذي يربط أوروبا بآسيا، عن طريق قناة السويس، فيما تعول القوة البحرية الروسية على استعادة قاعدة بحرية لها في جزيرة سقطرة اليمنية، الأمر الذي يتيح لها إمكانية السيطرة على قسم من المحيط الهندي، بما في ذلك حركة ناقلات البترول الكبرى القادمة من الخليج العربي.

ويقول العسكريون في موسكو أنه من المستحسن الإسراع في إبرام عقود مع اليمن، علما بأن هناك دولا أخرى تحاول التمسك بسوق الأسلحة اليمنية، وذلك بحسب المعلومات الواردة من مصدر لصحيفة «كوميرسانت» في مجمع الصناعات الحربية الروسية. ويقول المصدر على وجه الخصوص إن الولايات المتحدة كانت قد اقترحت على صنعاء مشروعا لتحديث الجيش اليمني على حساب الأسلحة التي استغنى عنها الجيش الأمريكي، وهناك أوكرانيا التي تبدي أيضا اهتماما بإعادة تسليح اليمن.

وبالرغم من كل ذلك فلا يتوقع أن تكلل المباحثات مع الرئيس على عبد الله صالح بنجاح تام. ويقال في موسكو إن شطب قيمة 1.2 مليار دولار من الدين اليمني يعد تنازلا لا معنى للحديث بعده في موضوع أية تسهيلات أخرى لليمن.

وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية في حديث مع مراسل صحيفة «كوميرسانت» بأن روسيا كانت قد شطبت القسم الأكبر من الدين اليمني بمقدار 6.6 مليار دولار بعد وقوع الأزمة العالمية السابقة، ولم تحصل على شيء مقابل ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى