أحمد المرقشي.. ذلك المظلوم

> منصور بلعيدي:

> ليس أقسى ولا أمر على النفس من الرمي بالظلم والافتراء وتحميل الإنسان وزر غيره رغما عن أنفه.. وأي ظلم أشد من أن يدفع الإنسان ثمن جريرة غيره.. لا خطأ.. ولكن تعمدا وإصرارا.

لكننا رأينا فصول مأساة بطلها المظلوم أحمد عمر العبادي المرقشي القابع في السجن المركزي بصنعاء ظلما وعدوانا، خاصة بعد أن تبين للناس أن القتيل المتهم به العبادي قد قتل من خلف ظهره لا من الواجهة، وأن الطلقة القاتلة كانت من مسدس لا من بندقية آلية، وهذه الحقائق وغيرها لا تدع مجالا للشك في معرفة من القاتل الحقيقي، لكن على الرغم من وضوح الدلائل، ألا أن العدالة ظلت عمياء عن الوقائع والحقائق.. وظل أحمد عمر العبادي رهن الاعتقال منذ عام ونيف ومازال، لا لثبوت إدانة ولكن لأنه رفض الخضوع والمهانة والمساومة.. إنه ليحز في نفوسنا أن تسقط العدالة بهذه الطريقة المهينة الفاضحة في قضية العبادي، ويسجن البريء ويترك الجاني حرا طليقا على الرغم من وضوح التهمة وتواتر الأدلة.. إنه الافتتان بعينه حين وُسِّد الأمر لغير أهله فضُيِّعت الأمانة.. فهل علينا أن ننتظر الساعة؟! كما جاء في الحديث الشريف.

أيها المسجون ظلما لاتبتئس.. فأنت عملاق بمبادئك السامية ووقوفك في صف الحق وأهله، وأنت عملاق يتقزم أمامه الجهلاء والأدعياء في زمن انقلبت فيه المعايير، واختلت الموازين، وتراخت ضمائر البعض، ولاذ الكثيرون بالصمت في زمن أحوج إلى الجهر بالحق.. فكن كما عهدناك.. صبورا وجسورا لا يهاب الصعاب والشدائد في سبيل نصرة الحق الذي يؤمن به، وقد كانت لك مواقف يفخر بها قومك حين تطوعت للجهاد في لبنان للمشاركة في وقف نزيف الدم غير عابئ بمصير حياتك في سيل نصرة الحق ودرء الفتنة، وما يجري لك اليوم إنما هو امتحان صعب، لكننا نؤمن بأنك خير من يجتاز بنجاح.. بمؤازرة أهلك ومحبيك وكل الشرفاء في وطنك وعلى رأسهم صحيفة «الأيام»، ولن يطول الليل مهما ازور وستشرق شمس الحقيقة آجلا أم عاجلا، وستعود سالما غانما إلى أهلك ومحبيك بإذن الله فدولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.

ياشاكي الليل البهيم انهض

وشد العزم لا تخشَ الظلم

لا تجعل اليأس المهيمن في سهول الفكر

يكتسح الهمم

لا تبتئس كفكف جراحك وليعِ الصماء

أن الحق أبلج

لا يضيع الحق مهما الظلم عم

وانثر على قمم الذرى ذرات آمال العزيمة

واكسر القضبان

في سجن انكسارك

لا يهد عزيمتك ثقل الألم

الفجر مهما طال آت لا محالة

لا يعوقه ليل دامس

لا

ولا خوف السأم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى