الصحة في مستعمرة عدن .. بين عامي:1957-1958م

> حمزة عبدالقادر العطار

> نظراً للموقع الجغرافي الذي امتازت به مستعمرة عدن كميناء دولي، وكمنطقة مدنية حضارية في هذا الجزء من العالم، كان من الأهمية بمكان التفكير والاهتمام بالرعاية الصحية، وتقدير خدمات طبية راقية للمرضى المقيمين في المستعمرة وغير المقيمين فيها، والذين كانوا يشكلون (1.5) من إجمالي المرضى المقيمين فيها. وبافتتاح مستشفى الملكة «اليزابيث» بمدينة خورمكسر توسعت الطاقة السريرية للمستشفيات الموجودة في المستعمرة، هذا المستشفى الذي تم تصميمه وفقاً لأعلى مستوى من التجهيز وتقنية العلاج الموجود فيه، إضافة إلى الخدمات الراقية المقدمة للمرضى المقيمين كافة، وغير المقيمين في المستعمرة.. حيث شكل المرتادون لهذا المستشفى القادمين من المحميات، والمملكة المتوكلية اليمنية في عام 1957م نسبة (44%), وفي عام 1958م نسبة (45%) من إجمالي المرتادين من سكان المستعمرة المقيمين (العدنيين- الهنود- الصومال) لهذا المستشفى. وقد بلغ عدد المرتادين لمستشفى الملكة «اليزابيث» في عام 1957م حوالي (5.611) مريضاً، وفي عام 1958م حوالي (6.502) مريضاً.

ولم تكن الأمراض التي تصنف بالأستوائية مثل (الملاريا- الجذام- البلهارسيا) منتشرة في مستعمرة عدن- آنذاك- بقدر ما كانت منتشرة بكثرة لدى المرضى القادمين إلى داخل المستعمرة للعلاج فيها، حيث يتواجد البعوض - من وقت لآخر - خاصة في المناطق المتاخمة لقرى المحمية الغربية.. ولمواجهة ذلك اتخذت التدابير والسبل كافة للقضاء عليها.

لقد وضعت إدارة صحة ميناء عدن آنذاك ضوابط صارمة، تمثلت في ضبط عملية دخول وخروج الوافدين من وإلى المستعمرة «عدن» عبر الجو والبحر، في محاولة منها للحيلولة دون انتشار الأمراض المعدية إليها، والتي كانت تنتقل عبر الحدود مع المحميات، والمملكة المتوكلية اليمنية.

ونتيجة للفحص والمعاينة لهذه الأمراض اكتشف مرض «الجدري» الذي انتشر داخل المستعمرة «عدن»، وبذلت جهود طيبة من أجل توفير لقاحات للقضاء على هذا المرض الخبيث، كما حدث تقدم ملموس في السيطرة على مرض «السل» الذي كان انتشاره يشكل مشكلة بين المقيمين وغير المقيمين في مستعمرة «عدن» .

وفيما يلي إحصائية بالجانب الصحي في مستعمرة «عدن» للعامين (1957/1958م):

الإدارة الصحية والطبية:

افتتح مستشفى الملكة «اليزابيث» في مايو 1958م، بعد استكمال بنائه، حيث اشتمل على مبنى مكون من (5 طوابق) مكيفة، ضمت (270) سريراً، جهز لمعالجة الأمراض المستعصية، والتي كانت متفشية في المستعمرة، كما تم استحداث قسم للأشعة، و(4) غرف للعمليات الجراحية، وأقسام للأمراض العامة، والعلاج الطبيعي والاستشارات التخصصية، وتم توزيع (225) سريراً على أجنحة المستشفى، منها(75) سريراً للحالات الخاصة بالعلاج الطويل من الأمراض المزمنة، و(150) سرير لمعالجة المصابين بالسل الرئوي، وتم نقل المرضى من المستشفى المدني القديم الكائن في منطقة كريتر- بعد أن تم إغلاقه- إلى مستشفى الملكة «اليزابيث» في خور مكسر، وكان العلاج مجانياً في جميع أقسام المستشفى.

بالإضافة إلى مستشفى الملكة «اليزابيث» وجدت منشآت صحية أخرى في المستعمرة «عدن» مثل عيادة ميناء عدن، والمستوصفات الطبية الحكومية التي انتشرت - آنذاك- في المعلا والتواهي، والشيخ عثمان، وعدن الصغرى، والتي كان يوجد فيها إلى جانب العيادات الخارجية حوالي (8) أسِرة في كل مستوصف، وبلغ إجمالي عدد المرضى في العيادات الخارجية لهذه المستوصفات (382.739) مريضاً في عام 1957م، و(457.863) مريضاً في عام 1958م وقد ضمت هذه المستوصفات - التي كانت تقدم خدماتها العلاجية بشكل مجاني- عيادات خارجية تخصصية في الجراحة، والعيون، والأنف، والأذن، والحنجرة، وكانت تستقبل مرضاها من أبناء المستعمرة، والمحميات، والمملكة المتوكلية اليمنية.

إلى جانب ذلك كان هناك مستشفى الأمومة بكريتر الذي بلغت طاقته السريرية (60) سريراً للأمهات و(40) سريراً للأطفال «الخُدَّج».

علماً أن ثلث مواليد مستعمرة «عدن» ولدوا في هذا المستشفى، وبلغ إجمالي الأمهات اللواتي ارتدن مستشفى الأمومة في عام 1957م (2500) أم، وفي عام 1958م (2.972) أماً، وقد ضم هذا المستشفى عيادات خارجية للأطفال وللأمهات- قبل الولادة - وبلغ عدد المرتادين لتلك العيادات في عام 1957م (21.479) أماً وطفلاً، وفي عام 1958م (26.670) أماً وطفلاً.

وقد أنيطت مسؤولية الصحة العامة في مستعمرة «عدن» لمجلس بلدية عدن، ولسلطتي ضاحيتي الشيخ عثمان وعدن الصغرى.

وبالإضافة إلى المنشآت الصحية الآنفة الذكر كان هناك مستشفى مصفاة عدن الذي بلغت طاقته السريرية (70) سريراً، وكان يقوم بمعالجة موظفيه وعائلاتهم، ومستوصف تابع للكنيسة الإرسالية الإسكتلندية الكائن في الشيخ عثمان لمعالجة

المواطنين، وتوزيع الأدوية المجانية عليهم.

ووجدت جمعيات خيرية عملت على توفير المساعدات الطبية للمحتاجين، كجمعية عدن لمنع انتشار السل، جمعية عدن للعناية بالعميان، جمعية إعانة فقراء عدن، الخدمات التطوعية النسائية، جمعية أطفال عدن، فرع عدن للصليب الأحمر البريطاني، وفرع عدن للواء إسعاف القديس «جون».

هوامش:

1- المستشفى المدني القديم: كان يقع جوار مقر شرطة كريتر الحالي.

2- مستشفى الأمومة: وموقعه هو نفس موقع مستشفى (الصين/ الشعب) بالقرب من ملعب الحبيشي.

?المعهد التقني الفندقي والسياحي م/عدن

Aden «1957-1958»

P.46-50 Her Maieatyo Stationery affiee.

Pinted in London-u.k.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى