صحافيو الجنوب .. إلى أين؟

> هاجع الجحافي:

> بينما ينشغل الساسة بالانتخابات النيابية منذ أكثر من عام ومؤشرات التأجيل وعقد صفقة بين السلطة وما تسمى المعارضة، يجد رجال الصحافة أنفسهم منشغلين بأزمة نقابتهم المتمثلة بترحيل انعقاد مؤتمرها العام لأكثر من مرة.

ولعلها ليست مصادفة أن تأتي انتخابات النقابة قبل موعد انتخابات البرلمان ، ربما لأن ما سيتمخض عن النقابة يؤشر للحياة السياسية بشكل عام .

اتجاهات كثيرة في الجنوب حددت مواقفها الصريحة من أي انتخابات نيابية قادمة.. دافعهم في ذلك تراكم الشعور بسوء المواطنة والإقصاء ونهب الحقوق والممتلكات، التي امتدت بعض مظاهرها إلى وسائل الإعلام الرسمية والحزبية وغيرها بل والغريب أن تمتد إلى نقابة الصحفيين نفسها، ليجد الكثير من الصحفيين الجنوبيين أنفسهم أمام معاناة الإقصاء والإهمال وعدم الحصول على الفرص المناسبة .. فهناك من لم يحصل على تصريح إنشاء صحيفة وآخر لم يجد صحيفة مستقلة يعمل بها واحتكار المؤسسات الرسمية لغير الجنوبيين وكذا استحالة أن يحصل الجنوبي على فرصة لمراسلة وسيلة خارجية وإن وجد فهو مراسل من الباطن . ولعل الأسوأ أن نقابة الصحفيين نفسها أضحت تمارس- بقصد أو من دون قصد- خطط إقصاء الجنوبيين الذين عجزوا حتى عن الحصول على فرصة للمشاركة في العمل النقابي الطوعي .

شروط ومعايير تصريحات الصحف أو العمل بها أو مراسلة الوسائل الخارجية وحتى عضوية النقابة جميعها تمثل عقبة كأداء أمام أي صحفي جنوبي .. وما من شك أن استمرار هذه السياسات والأساليب سيجعلنا أمام حقيقة وهي أننا لن نجد إلا النزر القليل من الصحفيين في الجنوب خلال المستقبل القريب، لأن الكثير منهم سيهجرون هذه المهنة إلى مهن أخرى من أجل لقمة العيش.

لا يمكن إنكار أن كل الزملاء في الوسط الصحفي يعانون الكثير من المشاكل والمضايقات والصعوبات، إلا أن الزملاء الصحفيين في الجنوب هم أكثر وأشد معاناة جراء واقع ما تشهده مناطقهم وما يعتمل في حقهم من قبل مختلف الأطراف.

هذه الحقائق دفعتني والعديد من الزملاء الصحفيين الجنوبيين إلى البدء بتدارس ما نعانيه جميعا وقد شكلت لجنة لهذا الغرض، وكم هو رائع ذلك التواصل والتوافق الذي لمسناه وذلك لتحديد الموقف المناسب مما يجري في البلد ومن مؤتمر النقابة المزمع عقده منتصف مارس القادم.

وأنا شخصيا مع الحوار والتواصل والتشاور واحترم أي قرار يتوصل إليه الجميع بدءا بمقاطعة انتخابات النقابة أو المشاركة فيها ، مرورا بمقاطعة النقابة نفسها، وانتهاء بإنشاء نقابة أو منظمة للصحفيين الجنوبيين تدافع عن هويتهم ودورهم الفاعل ومستقبلهم وشراكتهم في الحياة والنشاط والعيش الكريم.

أرجو من كل الزملاء في الوسط الصحفي أن يتفهموا هذه الحقائق وأن يساعدونا في تدارسها حتى لا يصل بنا الحال إلى اتخاذ مواقف قد تكون قاسية ومؤلمة ويصعب التراجع عنها .. قد لا نستغرب تشكيل نقابة صحفيين جنوبيين أو أي كيان آخر ينضم إلى كيانات المتقاعدين والشباب والمناضلين والعاطلين عن العمل وبالتأكيد سيكون أكثر قدرة على دعم وتوجيه بقية الكيانات في إطار صراعات المواطنة والهوية.

أحتفظ بالتقدير والاحترام لزملاء كثر في صنعاء من صحفيين ومراسلين ورؤساء تحرير وأعضاء في مجلس النقابة وأثق بنبل قيمهم وأخلاقهم ومهنيتهم ومشاطرتهم همومنا وما نعانيه بل وتحمسهم لقضايانا ولكنها للأسف تبقى مواقف فردية ومشتتة وتشكو من المعاناة نفسها.

وأدرك أيضا أن هناك من لا يعجبه هذا الطرح وهؤلاء أقول لهم: إذا لم تشعروا بما نعانيه وأنتم المدافعون عن الحقوق فمن ذا الذي يحس بنا غيركم.. أما إذا لم تشعروا وتعترفوا بهذه الحقيقة فلا تنتظروا منا أن نصبر أكثر مما نحن فيه ولا تنتظروا منا أن نبقى متأخرين وعاجزين عن اللحاق بما يجري من حولنا.

الثقافة وموروث الضالع!

شيء جميل أن تحرص وزارة الثقافة على تكريم الشعراء والفنانين والمبدعين بالضالع، وهي خطوة تستحق الإشادة، وعلى الرغم من أن الكثير من الأدباء والكتاب والمبدعين لم يكرموا، إلا أن ما يغفر هذه الزلة هو تكريم أدباء وشعراء مثل محمد مسعد العودي وعبدالكريم أسعد قحطان ومحمد علي شائف وتوفيق على مثنى.. ولكن المؤسف أن يتحول التكريم إلى مجاملة وتظاهرة دعائية لموقف ما وأن يشتمل على تضخيم تكريم أشخاص لم نسمع عن أدبهم أو ثقافتهم مثل ذلك الشخص الذي كرم نهاية الحفل بدرع وزارة الثقافة ووصفوه بـ«الكاتب والأديب».. كما أنني أشهد بأن الأخ المحافظ - الذي أحترمه كثيراً - يستحق جائزة نوبل للإبداع وذلك لقدرته على تشخيص وتعريف ما تعنيه حروف كلمة (فخامة) في الكلمة التي ألقاها بالحفل.. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه لوزير الثقافة والمحافظ: هل يوجد أصلا مكتب ثقافة حقيقي يعكس ثقافة وموروث الضالع الزاخر ؟.. عيب عليكم يا جماعة !!

في الأخير تهنئة صادقة من القلب أزفها بكل محبة وسرور إلى الزميل والصديق الحبيب محمد هشام باشراحيل بدخوله القفص الذهبي اليوم السبت أول أيام الربيع.. متمنيا له الربيع الدائم في حياته الزوجية والعملية والمهنية.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى