تمارض الأبناء عند الذهاب للمدرسة

> «الأيام» متابعات:

>
مع بدء العام الدراسي تواجه بعض الأسر مشكلة لدى احد ابنائها بالامتناع عن الذهاب للمدرسة والتمارض بأي مرض مثل وجع الرأس، البطن ....الخ من حيل تشفع له عند والديه عدم الذهاب للمدرسة ولاشك أن لكل مشكلة أسباب تكمن وراء نشوئها وقد يكون الطفل صادقا فيما يقول وقد يكون خاطئا.

ويستعمل التمارض كحيلة هروبية من المدرسة فيجب ان تتأكد الأم في البداية ما اذا كان الطفل مريضا فعلا اوانه يحتال بإعطائه المسكنات والادوية والذهاب به الى الطبيب لتتأكد من سلامته.

اما اذا كانت المسألة نفسية للاحتيال على الاسرة بالامتناع عن الذهاب للمدرسة هنا لابد ان نضع هذه المشكلة تحت المجهر و نقف على اهم تلك الاسباب اولا وان نحلل تلك المشكلة بجميع ابعادها لنرى ماهو السبب الخفي الذي يجعل الطفل يتمارض ويتعلل بالمرض لكي لايذهب للمدرسة فعلى الأم ان تبحث جاهدة عن السبب وتتلافاه وكما يقال ( إذا عرف السبب بطل العجب)

ومن تلك الأسباب :

1- تعلق الطفل الشديد بأمه وخوفه من فقدانها وتركها له او تعلقه بألعابه وغرفته او للعب مع اخوته .

2- الخوف من المدرسة نفسها او من المعلمين من عقابهم او عدم اداء احد الواجبات او للتخلص من حصة مادة معينة لا يحبها الطفل او لعدم حضور الامتحان.

3- شعور الطفل بالملل وتقليد بعض أصدقائه الذين يتغيبون عن المدرسة .

4- رغبة الطفل بجذب انتباه والديه خاصة اذا كان الطفل يفتقد الحب والحنان والرعاية او كان غيورا من أخيه أو أخته الصغرى التي نالت مكانه من الدلال او كان مهملا من قبل والدته فيتمارض لكي يكسب الحب والحنان والاهتمام من والدته .

5- مشكلة نفسية يعاني منها الطفل في المدرسة مثل السخرية والاستهزاء به من قبل المعلمين أو الأصدقاء ونحوها .

اما عن الطرق الفعالة و الناجحة لحل هذه المشكلة فتتمثل في التالي :

- أن نبحث عن سبب هذه المشكلة إن كانت في المنزل أو في المدرسة ببحثها مع معلم الابن أو الاختصاصي الاجتماعي بالمدرسة ومعرفة الأسباب أن كانت من المدرسة اما مع جماعة الأقران .

- أن نحاور الابن ونناقشه في سبب عدم ذهابه الأسباب والحلول وتشجيعه على الحوار والتحدث عما يواجهه بكل ثقة وبدون خوف أو تردد.

- التعزيز والمكافأة للابن في حالة ذهابه والعكس الحرمان من رحلة أو من مصروف في حالة تحايله.

- إشعار الابن بالحب والعطف والحنان وإشباع حاجاته النفسية حتى يشعر بالأمان النفسي .

- تجاهل مرض الابن إذا كان فعلا يتمارض وعدم السماح له بالتغيب عن المدرسة وعليه الذهاب للمدرسة وبعدها أخبره أنك ستتناقش معه بالموضوع، لأنك عندما تسمح له بالتغيب تصبح لديه عادة .

- قد يكون الطفل يتمارض بسبب خوفه وخجله من المعلمين أو من زملائه أو بسبب شعوره بالنقص وقد يتحول هذا الخوف إلى مرض جسمي عندها يكون الطفل مصاب بالسيكوسوماتية ( الأمراض نفس جسمية) فيشعر بالمغص أو بالتقيؤ أو غيرها من أعراض القلق والخوف فيجب تطمين الابن وتهدئته ومعرفة الأسباب التي تشعره بالقلق والخوف ومحاولة إزالتها.

- تجنب الضرب والقسوة الشديدة على الطفل واستخدام الأساليب الأخرى مثل الحرمان كقول ( لو كنت ستذهب اليوم للمدرسة كنت سأذهب بك إلى التنزه، الملاهي ...أو سأعطيك مصروف أكثر ..الخ).ونحوها

يؤكد علماء النفس أن عبارات التشجيع لها أثر كبير على نفسية الطفل، وأنها تعطيه الثقة بالنفس والقدرة على تحمل المسؤولية.

ودائما تكون النصيحة التي يقدمونها للأمهات هي: تشجيع الطفل على اتخاذ قراراته بنفسه طالما أنه قادر على اتخاذ القرارات المناسبة على أن يكون ذلك تحت إشرافهن ، فالطفل يحتاج إلى تمرين وصبر، وجهد ليكون قادرا على تحمل المسؤولية. والاستماع إلى ما يشعر به الطفل من أحاسيس ومشاكل يعد من أهم العوامل لتحقيق هذا، فالطفل يشعر بالقلق والانفعال عندما يلاحظ أن والديه لا يستمعان إليه باهتمام .. وهذا يؤدي به إلى عدم الثقة بنفسه .

فعلى الآباء والأمهات إتاحة الفرصة لأطفالهم للتعبير عن مشاعرهم دون حرج أو خوف، والطفل عندما يعيش في جو يسوده القلق والتوتر فإنه لن يصل إلى مستوى تحمل المسؤولية ولقد أثبتت الدراسات أن أسلوب العنف والتسلط يبعد الطفل عن الاعتماد على نفسه، ولكي تعّودي عزيزتي الأم طفلك على تحمل المسؤولية اتبعي هذه النصائح والأساليب الصحيحة التي ينصح بها العلماء :

- علمي طفلك المبادئ والقيم السليمة فالوالدان هما القدوة وواجبهما تعليم أطفالهما لكي يكونوا مواطنين صالحين .

- استمعي إلى أطفالك ليشعروا بالتفاهم والاستجابة واحرصي أن تكوني دائما موجودة عندما يحتاج إليك طفلك واجعليه يدرك إن بإمكانه أن يتحدث معك بصراحة.

- ساعديه على الاستقلال بنفسه فمنذ سن الخامسة يمكنك تعليم طفلك القيام ببعض الاعمال بنفسه.

- الحزم في المعاملة ضروري فإذا طلبت من الطفل القيام بعمل ما فاحرصي على ان يؤديه على النحو المطلوب فالنظم والطاعة من أهم أسس الاعتماد د على النفس.

- أن للقراءة فوائد نفسية واجتماعية وثقافية، فعن طريق الكتاب يستطيع الصغير اكتساب الثقة بنفسه والقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بسهولة.

- إشاعة جو السعادة وإحاطته بالحب والأمان وبكل ما يتيح له نموا جسمانيا وعقليا ووجدانيا واجتماعيا دون ضغط أو إرهاق.

- تعتبر الأم مدرسة لطفلها كذلك عليك التقرب أكثر لطفلك ولا تفقدي أعصابك أثناء التعامل معه.

- تؤكد الدراسات أن أفضل الطرق لمساعدة الطفل على تحمل المسؤولية هو أن يشعره الأب والأم بالحب والاستقرار فالوالدان يلعبان دورا فعالا في إعطاء الصغير إحساسا داخليا بالراحة والسعادة والثقة بالنفس فينمو ويتطور في جو من الطمأنينة يكسبه صفات تجعل منه أمل اليوم ورجل المستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى