إلى المجاهد الصامد أحمد عمر العبادي المرقشي

> عبدالمنعم العبادي:

> مشيناها خطىً كتبت علينا **ومن كتبت عليه خطىً مشاها ..هذه هي حال الدنيا أخي أحمد، وهذا هو الوضع الذي نعيشه في ظل القتوم وعدم اتضاح الرؤيا.

وهذه هي اليمن التي نواجه فيها مشاكل يومية البعض بل الكثير منها مفتعلة، كما هو حاصل معكم في هذه القضية الباطلة الباطل أهلها، ولا يختلف المقام يا أحمد فأنت في سجنك الصغير ونحن في سجن، ولكن أكبر قليلا ولا وجه للمقارنة والشبه، وقد يكون سجنك أرحم لأنك لا ترى ما نراه في سجننا الكبير إزاء ما لا أستطيع نقله لك بهذه الرسالة العاجلة، شاب الطفل الرضيع من هول الفاجعة وعظمة المنظر، واعذرني أخي أحمد لأن الصورة قاتمة ومستوى الرؤية يجعلني غير قادر على نقل الواقع كما هو، نهب الحقوق، سلب الكرامة يقودنا لوبي إلى مجهول مفعم بالكراهية ليس للأشخاص بل للجميع، ولذا لا نجد غير التوجه إلى الله ورفع أكف الضراعة إليه وإنه ليس بغافل.

ولكي أزيدك من الشعر بيتا فأنت يا أخي، وكما عرفناك وعهدناك لم ولن تتقهقر مهما عصفت رياح الشر والجبروت وكل أدوات ووسائل الطغاة، ولم تقترف ذنبا أو جرما بل قمت بعمل قد يقوم به أي منا كان مكانك في المكان والزمان الذي وقع فيه العدوان على آل باشراحيل، وهذا الموقف الذي قمت به والذي شهد له به كل من يملك ذرة إيمان بالله سبحانه وتعالى أو شهامة ونخوة عربية خالصة بل هي الرجولة بعينها، ولهذا أقولها بحق لبني عباد خاصة والمراقشة عامة أن تفخر بأن خرج من صفوفهم هذا الصنديد الذي وقف وقفة المناضل المجاهد الصابر الذي لم يخضع ولن يركع يوما ما إلا لله الواحد القهار جبار السماوات والأرض، وستظل كما عرفناك أكبر من كل هذه الخزعبلات المفتعلة ولنا في رسول الله أسوة حسنة القائل بما معنى الحديث أنه براء عن شفاعته من لم يقاتل على شرك نعليه، وإذا كان جهادك في جنوب لبنان ضد أعتى نظام مغتصب بكل ما يملك من عتاد وآلة حرب حديثة كان من منظور فقهي فرض كفاية، فإن ما قمت به هو جهاد مقدم وهو في الأصل فرض عين علينا القيام به كلنا وعلى كل نفس حرة أبية ترفض الظلم والطغيان واغتصاب حقوق الآخرين دون وجه حق أو خوف من رب عظيم أو ضمير أو رادع من قانون وعليك التمسك بهذه الروح الشامخة التي تقبع بين أضلاعك والتي نجد فيها معزة لنا أجمعين فقد وقفت أمام همجية وطمع في أموال وممتلاكات الآخرين مستغلين البلطجة ولغة القوة التي يعانيها الوطن كل يوم.

أخي أحمد نسأل الله لكم الثبات والصبر وإنها من عزم الرجال الأبطال أمثالك وإن شاء الله يكون سجنك رباطا واتصالا دائما مع الله سبحانه وتعالى إلى أن يفرج الله محنتك وأنت مسلح بالإيمان وهذه هي الحياة والصراع مع قوى الشر وأهله.

وإياك أن تضعف فكن كما كنت وعرفناك وعرفتك الجموع من أبناء الوطن صنديدا في جميع المواقف والمحن، وليكن من كان خلف هذه القضية الظالمة والظالم أهلها وكل من كان ظاهرا وباطنا وأنه سيأتي الوقت الذي تتكشف فيه الحقائق ويظهر زيف وبهتان الادعاء المرجف ويعلو صوت الحق وينقشع الظلام ويعم النور والصفاء وإن غداً ليس ببعيد (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى