وأخيرا.. تنفسنا الصعداء!!

> أحمد محسن أحمد:

> فعلاً كان كابوسا ثقيلا على نفوسنا.. وقلوبنا.. وعقولنا.. بل وشلّ حركتنا تماما ونحن في صراع مع الاسترخاء و(ليس النوم) في تلك الأيام التي مرت إلى حين إعلان تأجيل (اللي ما تتسمى.. الانتخابات) لسنا وحدنا الكبار.

رجالا ونساء عشنا حالة التوهان والكبت.. وضيق النفس من جراء الحالة التي عشناها ونحن بين (في انتخابات.. وإلا ما في).. تقاذفتنا أمواج الشكوك والتباينات في المواقف الصادرة عن السلطة.. والمعارضة!

وفعلاً لم نكن وحدنا الكبار الذين عشنا هذه الحالة.. فقد انعكست هذه الحالة على الأطفال.. ولحسن الحظ أن الأطفال الرضع كانوا في مأمن (نسبيا) لأنهم ينظرون إلى أعين أمهاتهم (فقط) وعلامات الاستفهام بادية.. الأم لا تدري ما ذا تقول لطفلها الرضيع.. فهو لا يعرف أي مستقبل ينتظره وحالة الناس والبلاد من سيئ إلى أسوأ؟! الكل كان في حيرة من أمر الجهات المسؤولة والرسمية في مواجهة مع الجهات المعارضة.. والجهات الأخرى (وهي الأغلبية) من الناس الذين قالوا (لا)!.. طبعاً الحيرة كانت أشد على من كان يعلن بكل شجاعة وجرأة رأيه ووجهة نظره فيما يدور من حوله، وهو أيضاً لا يعرف سر الإصرار في موقف السلطة على أن تسير في الاتجاه المعاكس ضد رغبات الناس.. وهي - أي السلطة - تعرف أن الشعب له رأي فيما هي عليه من إصرار.. بل أن أصدقاء السلطة من الخارج قالوا..«إن هناك ضرورة لمراجعة الموقف»!.. لكن السلطة كانت إلى وقت قريب تقول .. «سنسير على خطى ثابتة إلى الانتخابات.. وحسب موعدها المحدد».. وفجأة وقبل مضي 48 ساعة على إصرار السلطة المتعنت والمجافي لما يريده الشعب نرى ونسمع موقفا يفاجئ الجميع بمن فيهم الأطفال (دون الرضع).. بأن السلطة قبلت تأجيل (بنت الشيخ.. الانتخابات)!! نعم قبلت السلطة بعد تحكيم العقل والمنطق بالعدول عن موقفها المتعنت لقناعة الشعب!! لكن السؤال المهم هنا هو: كيف وصلت السلطة إلى هذه القناعة و(بغمضة عين) وهي تعرف أن هذا الموقف كان مطلبا داخليا وشعبيا.. فلم تلتفت إليه؟! هل قوة التأثير للأصدقاء من الخارج كانت هي الأقدر على توصيل السلطة إلى نقطة المراجعة، في حين لم تستطع قوة تأثير صوت الشعب من الداخل أن تحقق ما حققه الأصدقاء من الخارج؟!.. على الرغم من أن هذا ليس تقليلاً من دور الشعب الرافض لتعنت السلطة.. ولا هو رفع من شأن (التدخل الخارجي).. ولكن.. مايحز في النفس هو إبراز السلطة دور صوت الأصدقاء في الخارج وإعطاؤهم الأحقية قبل الشعب من إعلان السلطة لموقفها فقد كان جديرا بها أن تتوجه إلى الشعب.. وتقول.. (رضوخا للمطلب الشعبي.. وتلبية للمصلحة العليا للبلد والناس فيها قبلنا/قبلت السلطة تأجيل اللي لا لها طعم ولارائحة.. الانتخابات)!.. هنا فقط سيرفع الشعب قبعته .. آسف.. كوفيته.. أو مشدته.. وليس جنبيته ولا مسدسه ولا رشاشه.. انحناء وإجلالا وتقديرا للسلطة.. التي اعترفت بأنها فعلا سلطة شعب!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى