«الأيام».. الأفراح رغم المعاناة

> علي صالح محمد:

> حين يجري الحديث أو الكتابة عن القضية الجنوبية فنحن لا نفتري على أحد ولا نتكلم من فراغ، بل نتحدث من موقع الواقف في قلب المعاناة والخسارة، بل والعقاب المستمر.

الذي مس وجودنا وكياننا وحقوقنا منذ تدمير مشروع الوحدة في عام 1994م، ولدينا ما يكفي من الأدلة والحقائق ما يؤكد صورة المعاناة وعدالة القضية.

وفي إطار هذا المشهد يأتي دور مؤسسة «الأيام» المتميز كمؤسسة صحفية كانت ولم تزل الناشر الأهم لأنين ومعاناة الناس، تعتمد المهنية العالية في نقل الحقائق والأخبار والوقائع رغم كل الضغوط، لتصنف رغم تعدد المنابر وكثرتها في نظر الكاره وفي عين المحب بكونها المنبر الصحفي الأبرز للقضية الجنوبية وهو شرف لم يسبقها إليه أحد.

بسبب ذلك لم تسلم من الأذى والإيذاء المستمرين، حيث تعرضت طيلة الأعوام الماضية- ولم تزل- لكل أصناف التهديد والترهيب والترغيب، منها ما ظهر ومنها ما بطن، لتصبح هذه الصحيفة في موقع العقاب الأبرز، ليشمل ذلك عددا من كتابها المميزين وحراسها الأوفياء، كما هو حال الرجل الشجاع أحمد المرقشي المستمر سجنه منذ أكثر من عام في إطار ممارسة النكاية والتمييز والإذلال.

وهناك في المقابل وعلى الضفة الأخرى تتسع خارطة التقدير والاحترام الجماهيري الواسع للصحيفة كصوت شجاع لا يتردد في نشر الحقيقة، يستمد قوته منها ومن حب الناس المتنامي، لتصبح الصحيفة الأكثر انتشارا وتداولا في عموم البلاد، والأكثر حضورا ومصداقية في عقول وقلوب الناس وفي التأثير على الرأي العام.

ولا أبالغ حين أقول ذلك، لأن ما شاهدته في مقيل عرس الابن العزيز محمد هشام باشراحيل الذي سعدت وتشرفت- مثل المئات غيري- بحضوره يوم الخميس 2009/2/26 في (عدن مول) يؤكد هذه الحقيقة، حيث كان بحق تظاهرة فرح رفيعة تحمل الكثير من الدلالات والكثير من مشاعر التضامن ومعاني التقدير والاحترام والمحبة والاعتراف لهذه الصحيفة والقائمين عليها، إذ يكفي ذلك المشهد المميز لذلك الحضور المتنوع الجميل للنخبة وللعامة كممثلين لكل ألوان الطيف السياسي والأكاديمي والفني والثقافي والصحي والتجاري والاجتماعي والشعبي والحكومي والمدني والإنساني القائم في عدن المدنية في أبلغ تعابيره ومعانيه، الأمر الذي يؤكد المكانة أو المنزلة التي بلغتها هذه الصحيفة في قلوب وعقول الناس على اختلافهم، كصحيفة ومؤسسة تمنح التنوع والتعايش والاختلاف حضورا وحدويا وإنسانيا حقيقيا يدحض أية مقولة تقف على النقيض أو تدعي غير ذلك.

المناسبة كانت فرصة طبيعية بغاية التواضع والبساطة لتقديم التهاني بعيدا عن أشكال المديح أو التزلف وأيضا فرصة استثنائية للقاء الكثير من الأصدقاء والأعزاء ممن فرقتنا عنهم الأيام وجمعتنا بهم «الأيام» في واحدة من أفراحها رغم معاناتها الكثيرة!!، وأكثر من ذلك فرصة للتعبير عن مشاعر المحبة تجاه الجهود المخلصة التي يبذلها هشام وتمام وأولادهما وكل القائمين على الصحيفة وللتضامن معهم تجاه الهجمة العدائية المستمرة التي يتعرضون لها .

ختاما نقول ومن القلب مبارك، ودامت أفراحكم وقلت أحزانكم وعشتم صوتا ومنبرا صادقا محميا بقوة الحق وبعدالة القضية التي تحملونها ومحاطين بحب الناس الدائم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى