الحراك الجنوبي سبب رئيس في تأجيل الانتخابات

> أحمد عبدالله امزربه:

> حقق الحراك الجنوبي السلمي والحضاري انتصارا فيما يخص قضيته الجنوبية العادلة على الساحة السياسية، على الرغم من تعنت السلطة ومكابرتها في عدم الاعتراف بالقضية الجنوبية رسميا كأزمة سياسية بين أبناء الجنوب والسلطة.

وهي تعلم (أي السلطة) أن المخرج الرئيس والأساسي للأزمة السياسية في اليمن هو الاعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس على مائدة الحوار، ومراجعة حساباتها الخاطئة في استخدام القوة ضد الاعتصامات الاحتجاجية والفعاليات السلمية في المحافظات الجنوبية واعتقال وملاحقة رموز هذا الحراك السلمي، والإساءة للرموز الوطنية الجنوبية أمثال الرئيس علي ناصر محمد، وحيدر أبوبكر العطاس وغيرهما من الوطنيين الشرفاء، لأن الجنوبيين يعتبرونهم من تاريخ الجنوب النضالي والوطني، والإساءة لهم تعتبر إساءة لأبناء الجنوب قاطبة وتاريخهم الوطني، (فمن سره أن لايرى مايسره/ فلا يتخذ شيئاً ينال به نقدا).

إن الأزمة السياسية بين السلطة والمعارضة لم تكن هي السبب الوحيد في تأجيل الانتخابات النيابية مدة عامين من موعدها المحدد بدليل خطابهم السياسي المتشابه إلى حدٍ ما فيما يتعلق بالقضية الجنوبية، حيث راهن أحد قيادات المشترك على احتواء الحراك الجنوبي لكن..(سدرت عليه الغزالة في قاع جهران)، لأن المعارضة تعلم قبل السلطة في حالة دخلت انتخابات مع السلطة أن صناديق الاقتراع ستأتي من المحافظات الجنوبية (فارغة) في حالة تمت انتخابات والسلطة لم تعترف بعد بالقضية الجنوبية كقضية سياسية أساسية تخص أرضا وثروة وإنسانا، وهي الحقيقة التي تدركها السلطة، لكنها تكابر في إعلانها رسمياً كإحدى الأزمات السياسية في الساحة اليمنية إن لم تكن أهمها على الإطلاق، ولا يستطيع أحد لا في سلطة ولا في معارضة إنكار أن هناك قضية جنوبية من تداعيات حرب 94م الظالمة التي أراد المنتصر عسكريا فيها تصفية حسابات مع الحزب الاشتراكي، فكان لها تأثير على كل أبناء الجنوب على اختلاف انتماءاتهم السياسية والحزبية ، وهذا ما لا تأخذه في الحسبان السلطة المنتصرة عسكريا على الجنوب بعد حرب 94م والمأزومة سياسيا لأنها اكتفت بالحسم العسكري في حينه وأهملت السياسي، وهو ما حرك الشارع الجنوبي للخروج معبرا عن رفضه لتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي أدت إلى زيادة الفقر والبطالة في المحافظات الجنوبية في الوقت الذي يستفيد غيرهم من ثروات الجنوب.

وعلى الرغم من القمع والقتل والملاحقات والاعتقالات حقق الحراك الجنوبي السلمي انتصارات على مدى الأعوام الثلاثة الماضية تكللت بتأجيل الانتخابات النيابية ولا ننسى أن النجاح الذي حققه الحراك الجنوبي السلمي يعود لمبدأ التصالح والتسامح الذي أعلنه أبناء الجنوب في 13 يناير 2006م من جمعية ردفان الخيرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى