حول السجين ظلما أحمد العبادي

> د.عيدروس نصر ناصر:

> كان كاتب هذه السطور قد أشار في إحدى المقالات السابقة إلى كيفية تعامل أجهزة الأمن مع الحادثة الشهيرة المتصلة بمحاولة السطو على منزل الأخوين باشراحيل في العاصمة اليمنية صنعاء، حينما حاول أحد الضباط السطو على المنزل عن طريق البلطجة وهي ظاهرة مألوفة في سلوك بعض اليمنيين بكل أسف.

وأشرت إلى أن أجهزة الأمن والبحث الجنائي قد حولت المنزل إلى مايشبه الثكنة العسكرية على الرغم من أن ساكني المنزل هم المعتدى عليهم .

كان حارس المنزل وهو الضابط السابق في جيش اليمن الديمقراطية أحمد العبادي المرقشي والمشارك في قوات الردع العربية في جنوب لبنان في ثمانينات القرن المنصرم قد اشتبك مع المعتدين المسلحين وحدث تبادل إطلاق نار نجم عنه مقتل أحد المعتدين .

ومن غير شك أن سقوط ضحايا وفقدان روح مواطن يمني هو أمر مؤلم حتى وإن كان هذا الضحية معتدياً، لكن من يجد نفسه مضطراً إلى الدفاع عن نفسه وممتلكاته لايستطيع التحكم بما يفعله الآخرون.

وبعد هذه المقالة وقعت في يدي صورة لبعض أوراق التحقيق ومحاضر جمع الاستدلالات المتصلة بهذه الحادثة ومنها تبين لي أن أحد الشهود وهو من المرافقين للشيخ الذي ادعى ملكية المنزل والأرضية، وقال في شهادته إن الرجل الذي أطلق النار (يعني العبادي) كان عند البوابة بينما كان المصاب الذي توفي وراء السيارة وأن الإصابة أتت من جهة غير الجهة التي كان فيها العبادي مما يستدعي إعادة النظر في محاضر جمع الاستدلالات ومحاضر الاتهام، والأهم من هذا الكف عن اتهام العبادي بحادثة القتل باعتباره على الأقل لم يعد المتهم الوحيد هذا إن لم يكن بريئا أصلا.

اعتقال السيد العبادي يمثل عملية انتقامية أكثر منها عقوبة جنائية ويعلم الكل أن المضايقة التي كان ولايزال يتعرض لها آل باشراحيل لم تكن بسبب التباس في من يملك المنزل والأرضية ومقر «الأيام» فكل من يعرف المكان يعلم أن آل باشراحيل يمتلكون الموقع ويقطنونه منذ نهاية سبعينات القرن المنصرم حينما كانت منطقة الستين الجنوبي ماتزال فلاة يسافر الناس إليها من العاصمة سفرا، ولم يدع أحد ملكية هذا الموقع طوال الثلاثين عاما المنصرمة وأن هذا الادعاء جاء بهدف معاقبة آل باشرحيل وأسرة «الأيام» على موقفها المنتصر للحقوق والحريات ومؤازرة الحق الجنوبي في التعبير عن الرفض لسياسات الإقصاء والنهب والعبث وتزوير التاريخ ومسخ الهوية وانتهاك الحقوق وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء، وهي أفعال لم يقدم عليها جناة مجهولون، بل تمت بممارسة سياسية رسمية تحولت إلى نهج مباشر منذ السابع من يوليو 1994م، ولهذا كان لابد من معاقبة كل من يتصدى لتلك السياسـات وإرغامه علـى التراجـع عن مواقفه .

استمرار اعتقال العبادي ظلم لايمكن السكوت عنه، والوقوف منه موقف التفرج يجعل الظالمين يتمادون في ظلمهم والمتعنتين يضاعفون تعنتهم، وهنا لانجد أنفسنا إلا داعين لسرعة الإفراج عن المناضل أحمد العبادي وتعويضه عن الظلم الذي تعرض له والاعتذار له ومعاقبة الجناة الحقيقيين في إزهاق روح المواطن (المصري)، والكف عن سياسة خلط الأوراق من خلال استهداف الناشطين الوطنيين بقضايا جنائية لاتملك أساسا لاقانونيا ولا أخلاقيا.

برقيتان :

- أصدق التهاني للشاب محمد هشام باشراحيل بمناسبة الدخول إلى قفص الأفراح والسرور الدائم بإذن الله وعقبى للبكاري، مع التهاني للأسرة الكريمة .

- وبمناسبة عودته بالسلامة من مدينة بونا الهندية بعد إجراء عملية استبدال أربعة شرايين في القلب التهاني والتبريكات للدكتور النائب محمد صالح علي .

عضو مجلس النواب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى