اجعلوا صحافتنا.. صحافه عالمية

> بشير محمد خان:

> الجامعه الأمريكيه ببيروت ... نزلت من الطائرة ونظرت حولي فإذا بي في عاصمة عربية شاهدت الكثير من المتاعب و الاضطرابات .. وعاشت بين عواصف شديدة كادت أن تحطم كل شيء.

وفكرت قائلاً لنفسي إنه لابد من أن أهل هذه البلاد بصفتهم أناس مجاهدين يقظين،لابد أنهم يعرفون عن بلادي وعن شعبي.. وعن كفاح شعبي.. ولكن أول ماشاهدته وسمعته حطم كل ما كنت آمله.. ولكني كنت أشك في كل ما رأيت وسمعت.. ولهذا قررت الاحتفاظ برأيي إلى أن أعرف الوضع تماما.. ولكن بعد أن قضيت بين ربوع لبنان الجميل ما يزيد عن 4 أشهر... عرفت أن رأيي الأول كان صحيحا.

إن أهل لبنان لا يعرفون شيئاً عن بلادنا عدن . .. لا يعرفون إلا أن البن الذي يتناولونه بكثرة يأتي من عدن... ولكنهم في هذا أيضاً كانوا خاطئين . . .فما يسمونه البن العدني هو في الواقع البن المخاوي ... وفي الجامعة التقيت بالكثير من الطلبة الذين يتوافدون على لبنان من أنحاء العالم. . منهم من يأتي من سوريا والعراق والأردن والسعودية ومنهم من يأتي من الباكستان وإيران والحبشة واليونان وحتى الولايات المتحدة.. وهؤلاء جميعاً لايعرفون عن عدن أي شيء إلا أنها ميناء كبيرة على مدخل البحر الأحمر... إنهم للأسف لايعرفون عن حركة الاستقلال والوحدة.. لا يعرفون عن التضحيات التي يقدمها الشعب العدني في سبيل الحرية والسيادة الوطنية... إنهم للأسف لا يعرفون من هو الشعب العدني ... بينما نعرف الكثير عنهم. . . عن كفاحهم وآمالهم عن بلادهم، وعن ما يدورفيها. .

وعندما حاولت معرفة السبب وجدت أن جهلهم لقضايانا ومشاكلنا يتركز على شيء رئيس هو أن صحافتنا لا تصلهم..بينما صحافتهم في أيدينا تؤدي واجبها على الوجه الأكمل.. ويعتقدون أن ليس لدى عدن أية صحافة أو إذاعة وربما كانوا على حق لأنهم لم يشاهدوها بعد... وهذا ليس معناه أن صحافتنا من ذلك النوع الرخيص الذي يمكن تسميته «بالسخافة» لا ولكن لم يبذل المشتغلون بالصحافة مجهوداً لجعل من صحافتنا العدنية صحافة عالمية.. ولهذا من الضروري أن تصل صحافتنا إلى أقطار العالم أجمعها يجب أن تصبح صحافة يهتم بها الناس في داخل عدن وخارجها.

يجب أن تصبح صحافة تشرح قضايانا وتعلن علناً كفاحنا... وإذا بقت صحافتنا على الشكل التي هي الآن فلن يعرف العالم عنا وربما أعتقد أننا شعب كسول متأخر وبطبيعة الحال نحن عكس ذلك، وفينا العزم على التقدم والكفاح حتى نحقق سيادتنا القيومية..

ومن ناحية أخرى يجب على أدبائنا وشعرائنا أن يحملوا إنتاجهم تحت أنظار العالم ... يجب أن يبعثوا بإنتاجهم إلى الصحافة العربية وإذا كان من الممكن أن تهتم صحافة لبنان مثلاً بإنتاج شباب العراق فأليس من المعقول أن نهتم بإنتاج شبابنا ..

إذا أردنا أن نكون أمام أنظار العالم فلابد أن تعرف العالم ما يدور في بلادنا بواسطة صحافتنا..فيا رجال الصحافة اجعلوا من صحافتنا صحافة عالمية.

العدد 142 في 21 يناير1959م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى