كان عام 1996م نقطة التحول الكبرى في مسيرة نادي شعب صنعاء الذي تأسس في العاصمة صنعاء متزامناً مع قيام الثورة في مطلع الستينيات من القرن الماضي، حيث أسندت رئاسة النادي للدكتور الرياضي يحيى محمد الشعيبي، الذي لا يزال مستمراً في رئاسته لهذا النادي حتى اللحظة.

المتتبع لمسيرة النادي خلال العقد الماضي يجده يراوح في مكانه من خلال نتائج فرق النادي المختلفة..ففريق كرة القدم (واجهة النادي) يعيش حالياً أوضاعا لا تسر أحدا ويتذيل قائمة ترتيب فرق الدوري مع قطع قطار الدوري منتصف الطريق ولم يختلف الأمر في الأعوام الماضية ، فكلما حقق الإنجاز بالتواجد بين الكبار في الأضواء سرعان ما يعود إلى دوري المظاليم مجدداً واستمرت رحلة الصعود والهبوط تلازم الفريق حتى بات أكثر الفرق التي فرحت بالصعود وفي نفس الوقت أكثر الفرق التي ذرفت الدموع لمفارقة الأحباب في دوري الكبار.

ولم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للألعاب الأخرى، حيث لم يكن تواجد هذا النادي على الساحة بصور مميزة إذا ما استثنينا بعض الألعاب كلعبتي المصارعة والشطرنج اللتين حققتا إنجازات تحسب لها خصوصاً بعد أن تم تقليص عدد الألعاب الممارسة في النادي وإلغاء بعضها كلعبتي الطائرة والسلة نظراً لعدم توفر الإمكانيات.

علامات استفهام

علامات الاستفهام ظلت موضوعة أمام أحوال هذا النادي الذي يقف على رأس هرمه الإداري شخصية مشهود لها بالنجاح والتفوق أينما حلت وذهبت.. جميع المتابعين لم يخفوا استغرابهم من الإخفاقات المتتالية لإدارة النادي بقيادة د. الشعيبي، ومن الصمت الطويل للرجل الرياضي لما يحدث في البيت الشعباوي وعدم وجود بروز أي تطور في مسيرة النادي خلال قيادته ، حتى أن البعض وصل إلى حد اتهام رئيس النادي بالعمل على هدم النادي من خلال سكوته على الأوضاع وتمسكه بالرئاسة رغم عدم إحداث أي نقلة نوعية ، ووصفوا ذلك بأن (الشعيبي قدر شعب صنعاء).

السر الشعباوي

«الأيام الرياضي» كشفت السر الشعباوي الغامض وأوجدت الإجابة عن تساؤلات المتابعين ومحبي فتيان العاصمة عندما قامت بزيارة استطلاعية للنادي الواقع في حي مذبح ورصدت بالصور الإنجازات الكبيرة التي تحققت في هذا النادي خلال العقد الأخير.. فالنادي أصبح حالياً ناديا نموذجيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بعد إكمال بنيته التحتية الأساسية ، فهو الآن يملك ملعبا لكرة القدم من أفضل الملاعب في الجمهورية تم تعشيبه بالعشب الصناعي بمواصفات دولية، وأصبح لديه صالة دولية وصل العمل في إنجازها إلى نسبة كبيرة لمزاولة كل الألعاب الأخرى..وأضحى النادي يعتمد على نفسه بالنسبة للموارد المالية بامتلاكه لمشروع استثماري متمثل في عدد كبير من المحلات التجارية على الشارع الرئيسي ، كما يوجد في النادي سكن نموذجي للاعبي ومحترفي النادي بعد إنشاء عدد من الشقق وتأثيثها.

استراتيجية ناجحة

عندما تسلم د. يحيى الشعيبي، رئاسة النادي قبل حوالي عقد من الآن كان النادي عبارة عن دكان لا يختلف عن بقية الأندية تمارس فيه ألعاب موسمية، إما أن تصيب أو تخيب ، فقام بوضع استراتيجية لبناء نادٍ نموذجي في المستقبل معتمداً على خطط واستراتيجيات دون الالتفات إلى النتائج الحالية والسهام التي سوف توجه إليه.

ظل الدكتور يحي الشعيبي في السنوات الماضية متحملاً الانتقادات اللاذعة مكتفياً بعبارة واحدة للرد عليها (بكره نشوف)..وفعلاً جاء اليوم الذي يفتخر به فهو يرى أمامه نادٍيا نموذجيا يفاخر به أمام الأندية الأخرى التي ظلت طوال السنوات الماضية مهتمة بالألعاب والمشاركات دون فائدة وتمارس أنشطتها في دكاكين وملاعب بدائية لا يمكن أبداً أن تحقق أي تطور.

الدكتور الشعيبي بعد أن وضع الأساس المتين سيتجه الآن إلى بناء فرق منافسة ولا شك أنه يستطيع أن يجعل نادي شعب صنعاء قريباً في أعلى الهرم الرياضي نظراً لسهولة الأمر بعد أن انتهى من ما يجب عمله وهو الأهم.