يا أبناء هذا الشعب الجنوبي العظيم في العاصمة عدن، يا من تسعون للحياة الكريمة التي تليق بكم وبأولادكم، وتتوقون للرخاء والرفاهية التي حرمتم منها ظلمًا، وتتطلعون إلى مستقبل جميل ومشرق لكم وللأجيال القادمة: إن الطريق الوحيد لتحقيق كل هذا لا يمر عبر الصمت والانتظار، بل يمر عبر الفعل والمواجهة. يبدأ من هنا من هذه اللحظة، من هذه الدعوة التاريخية التي وجهت إليكم. لبوا نداء الواجب، نداء الحق، نداء الكرامة الوطنية، واخرجوا عن بكرة أبيكم في مظاهرات سلمية تزلزل الأرض تحت أقدام الفاسدين، وتعبر عن غضب شعب لا يمكن قهره.

اخرجوا لتقولوا لهؤلاء المفسدين والمستهترين والعابثين بمقدراتنا: نحن هنا لقد صبرنا عليكم عقدًا من الزمان أو يزيد، صبرنا بما فيه الكفاية لعلّكم تتراجعون عن غيّكم وتخجلون من أنفسكم وتتركون فسادكم وتتخلون عن أنانيتكم المفرطة التي لا تعرف سوى ذواتكم، وتلتفون لمصالح شعبكم المكلفين شرعًا وقانونًا بخدمته لا نهبه واستعباده، لكنكم أبيتم إلا أن تواصلوا طريق الشر، معتقدين أن نهايتكم ستكون مختلفة عن نهايات الطغاة والفاسدين عبر التاريخ الذين سحقهم غضب الشعوب، واخترتم بأنفسكم أن تكون نهايتكم مخزية على أيدي هذا الشعب الذي استخففتم به وبصبره.

سنخرج يا أبناء شعبنا العظيم، وسنكون في مقدمة الصفوف، وسنثبت للعالم كله أننا شعب حي ويقظ ولا يقبل الظلم ولا يستسيغ الهوان وسنقف كالجبال الرواسي ضد عصابة النهب والفساد التي استغلت صمتنا وصبرنا للاستمرار في العبث بثرواتنا وخيرات وطننا. سنخرج بإذن الله، ولن نعود إلى بيوتنا إلا وقد أنجزنا المهمة مهمة إسقاط الفساد من عروشه، مهمة استعادة الكرامة الوطنية المسلوبة، مهمة بناء المستقبل الذي نحلم به ويليق بتضحياتنا.

يا شعبنا الأبي.. موعدنا في 17 مايو القادم لنجعل من هذه اللحظة بداية النهاية للفساد والطغيان، لنجعل من أصواتنا المشتركة رعدًا يزلزل عروش الظلم ويعيد للوطن روحه وعافيته وكرامته، فلا مكان للخوف بعد اليوم، فالحياة الكريمة لا تمنح كصدقة، بل تنتزع بقوة الإرادة ووحدة الصف. انهضوا يا أبناء الشعب الجنوبي، فقد دقت ساعة الصفر، وآن الأوان ليشرق فجر الحق والعدل من تحت رماد الظلم الذي حاولوا أن يدفنونا فيه. إلى اللقاء في ساحة العز والكرامة، لاستعادة الوطن وبناء المستقبل الذي نستحقه.