قدرة المرأة على التفكير والإبداع وتغيير مجرى الأحداث

> «الأيام» متابعات:

>
منذ القدم والمرأة تلعب دورا فاعلا في الحياة التي ضمت بين ركنيها الذكر والأنثى لخلق التوازن، والمرأة في وقتناَ الرهان تعيش حياة صعبها مقارنة بحياة اختها السابقة.

وللمرأة بطولات ومواقف سجلها لها القرآن الكريم والسنة المطهرة كنماذج عظيمة تدل على قدرة المرأة على التفكير والإبداع إذا ما أتيح لها المجال. وهذه النماذج التي سنعرض لبعضها ما هي إلا أمثلة واقعية تعكس حالة عامة، تتمثل في قدرة المرأة على التفكير والعطاء بصفتها إنسانا يتميز بخاصية التفكير، وليست حالات شاذة كما يحلو للبعض أن يصفها بها، في محاولة يائسة لتعميق صفة نقص العقل بالمرأة.

فالمرأة كائن يستطيع أن يتحكم بعواطفه وتتصرف بطريقة سليمة حين تقابلها الأزمات والمواقف الصعبة، واليوم نطرح لكم نماذج من تصرفات عقلانية قامت بها المرأة في مواقف صعبه ،ومن هؤلاء النسوة:

أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها

هذا المرأة المؤمنة كان لها تجارة تديرها وتشرف عليها، كما أن مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على حسن تدبيرها وعقلها الواعي. فقد هدأت من روعه صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي، وذكّرته بما هو عليه من الصفات الحميدة، وطمأنت نفسه، ثم أخذته عند ورقة بن نوفل. وهذا درس عظيم في التحكم بالعواطف، وفي التغلب على الموانع وتهدئة النفوس، ومن ثم إدراك عواقب الأمور؛ لأنه لو تراجع الرسول عن هذا الأمر لما قامت للإسلام قائمة.

مريم بنت عمران

تلك المرأة المؤمنة التي كرست حياتها لتعبد ولذكر الله أرسل الله إليها مَلَكا في صورة بشر، فتفاجأت به عندما دخل عليها في المكان المعزول الذي اتخذته بعيدا عن أعين الناس.

لكنها تماسكت وواجهت الموقف وتعوذت بالله، ثم ذكرته بتقواه، أي وجهت نظره إلى الأثر الفعال الذي يمكن أن يصدر عنه بصفته تقيا يخاف الله، فتتجنب بذلك الضرر الذي يمكن أن يلحقه بها.

وهذا ما ينبغي أن تتمرن عليه كل امرأة مسلمة في مواجهتها للرجال بأن تذكرهم بالله وتقواه إن لمست منهم شرا، ولا تخاف ولا تضطرب، فتأخذ بالصراخ والعويل وغيره من التصرفات الغريزية الأخرى.

(قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) (مريم: 18). كما أن مريم البتول ناقشت الملَك بطريقة عقلية، وحصرت الاحتمالات التي يمكن أن يكون بها لها ولد، ونفتها عن نفسها. ومع صعوبة هذا الموقف فقد تمالكت نفسها، وضبطت عواطفها، وتحكمت فيها، على الرغم من كل ما يقال بأن المرأة تغلب عليها العاطفة.

أم سلمة رضي الله عنها

حيث أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم برأيها يوم الحديبية بشأن أصحابه حينما امتنعوا عن الحلق والتقصير، فأشارت عليه بأن يحلق رأسه ويخرج للناس، فكان أن تبعه الناس كلهم بعدما امتنعوا عن الاستجابة لأمره.

ثم أشارت عليه أن يعجل بالسفر بهم ففعل ولم يعترضوا. فبدلا من الدخول في جدل ومحاولات للإقناع دخل الرسول في العمل مباشرة بناء على رأي أم سلمة السديد.

هذا غيض من فيض من إبداعات المرأة في القرآن والسنة، وما قدمناه هو أمثلة نموذجية تظهر قدرة المرأة على التفكير والإبداع وتغيير مجرى الأحداث. كما أنه يبين قدرة المرأة على التحكم في عواطفها، مما يؤهلها -وفق الظروف المناسبة- للقيام بما يوكل إليها على أتم وجه.

المصدر : موقع إسلام أون لاين نت

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى