ولدي عبدالحكيم..لا تحزن فإن الله معنا..

> أحمد عمر العبادي المرقشي :

> رغم أسوار السجن المركزي في صنعاء.. رغم قضبان الحديد.. رغم الجلادين.. ورغم كل الظروف ورغم.. ورغم.. لكن بحمد الله وصلتني كلماتك التي تنبض صدقاً وحقاً.. كما علمتك وربيتك أنت وأخوتك.

ولن تشعر بشعور الأبوة هذا إلا حين تصير أباً.. ستعلم حينها ماذا يعني شعور الفخر والاعتزاز الذي ينتاب كل أب وهو يرى ولده.

فلذة كبده يخطو بثقة نحو تحمل الأمانة والمسؤولية كما تعلمها.. يا بني.. ليس لدى من نصيحة أو وصية أكتبها إليك وإلى كل أبناء وطننا الحبيب عبر منبر الأحرار صحيفة المقهورين من البسطاء والمستضعفين صحيفة «الأيام» الغراء داعياً كل أبٍ وأم أن يعلما الأبناء والبنات.. ألا وهي وصية سيدنا لقمان الحكيم عليه السلام وهو يعظ ابنه بتلك الكلمات الرائعة التي سطرها رب العباد في كتابه العزيز وستبقى إلى ما شاء الله.. يا بني اقرأ تلك الموعظة وتأملها وتدبرها.. لا تقرأ يابني السطور ولا يعجل لسانك بها.. بل اقرأ ما بين السطور.. وتأملها.. وتدبرها ثم اعمل بها.

يابني.. لقد عاصرنا عهوداً في حياتنا علمتنا الحياة فيها أن العالم منقسم إلى ظالمين ومستبدين (نسوا الله فأنساهم أنفسهم.. أولئك هم الفاسقون) وإلى مظلومين، صابرين محتسبين مؤمنين حق الإيمان، وهم فئة قليلة (ومن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقا) (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضما).. هذا التقسيم الدولي جددت ولايته شيطانة السياسة الأمريكية في عهد بوش الذي غادر البيت الأسود بعد أن كان آخر عهده برمية موفقة إلى وجهه الكريه بحذاء عراقي نزيه.

لقد نسي ولاة أمرنا ومن حولهم من الدائرين في فلكهم قول الحق سبحانه وتعالى: (ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى، ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير) البقرة 120.

يابني.. لو أن ولاة أمورنا اتبعوا شرع الله وما أنزل من الآيات والذكر الحكيم، ماكنت اليوم بعيداً عنكم، وتم اقتيادي إلى السجن ظلماً وعدواناً.. وأنت تعلم أن أباك ما دخل خلف القضبان إلا لأنه يدافع عن الحق.. وأقولها لكل الظالمين عودوا إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى في سورة الزمر (ولو أن للذين ظلموا مافي الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون).

يابني.. إن السعي للاستشهاد من شيمنا وهي -أي الشهادة- من الله لنا.. فلا تحزن ياولدي مما أعانيه فهي لي أوسمة ونياشين أحملها على صدري.. حتى ألقى ربي الذي ابتلاني بهذا.. وقيل «إذا أحب الله عبداً ابتلاه».. وثق يابني أن لو اجتمع الإنس والجن ومن في الأرض وفي السماء على أن يضروني بشيء لم يكتبه الله عليَّ فلن يضروني بشيء إلا ما كتبه الله.. ولو اجتمعوا كذلك على أن ينفعوني بشيء، فلن ينفعوني إلا بما كتبه الله لي.

ختاماً.. يابني.. إن الشكوى لغير الله مذلة.. وأبشرك بأن دولة الظالمين زائلة لامحالة قريباً بإذن الله وستتحقق كلمات ربنا سبحانه وتعالى (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً) صدق الله العظيم.

والدك/السجين ظلماً وعدواناً

صنعاء - السجن المركزي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى