من وحي مولد الرحمة للعالمين.. المحبة الصادقة لرسول الله

> أسماء الحمزة محمد:

> في هذا اليوم العظيم بعظمة مولد نور الحق في الثاني عشر من ربيع الأول الذي تحتفل به الأمة الإسلام قاطبة في بلاد الإسلام، وحيثما حل المسلمون يستوجب منا الوقوف أمام حال الأمة الذي يصعب على الأحرار في العالم وليس على المسلمين أنفسهم فقط، كما أننا بحاجة، بل في أشد الحاجة لأن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة لنرى أين نحن من محبة رسول الله؟ وما هي دلائل هذا الحب ومدى الاتباع سلوكا وعبادة لمن بلغت محبته مبلغا عظيما في النفوس المؤمنة حقا ضرب فيها الصحابة رضوان الله عليهم وأرضاهم رجالا ونساء أروع الأمثلة لأسمى مراتب الحب مترجمة من أعمالهم ومواقفهم الجليلة في كل نواحي الحياة تبدأ ببناء دولة الإسلام والحق والدفاع ورد الطغاة ونشر العدل والحق..

ومن هذه المواقف الرائعة التي يحز في النفس إغفالها من حياتنا المشهد المهيب للصحابي الجليل (خبيب بن عدي) رضى الله عنه صاحب الأنشودة المشهورة الخالدة.. التي قالها إيمانا وثباتا وعزة، وهو في موقف يحشد فيه الكفار الرماه لتمزيق جسده الطاهر الأبيات:

لقد أجمع الأحزاب حولي وألَّبوا

قبائلهم واستجمعوا كل مجمع

وقد قربوا أبناءهم ونسائهم

وقُربت من جزع طويل ممنع

وقد خيروني بالكفر والموت دونه

فقد ذرفت عيناي من غير مجزع

إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي

وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي

ولست أبالي حين أقتل مسلما

وعلى أي جنب كان في الله مصرعي

وبعد الانتهاء اقترب منه أبو سفيان قائلا: «أيسرك أن محمدا عندنا تضرب عنقه وأنك في أهلك؟».. ماذا قال خبيب وهو مايهمنا هنا لنكون قدوة في مواقفنا؟.. قال: «لا والله ما يسرني أني في أهلي وأن محمدا صلى الله عليه وسلم في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه». (رواه البخاري).

وكذلك كان موقف المرأة المسلحة التي لها نصيب في المحبة الصادقة للرسول جليا في حياة الرسول، فقد ظهرت معالم الحب والتفاني من المؤمنات الصادقات، كما ظهرت من المؤمنين.

يروى أن امرأة من بني دينار أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله في غزوة أحد فلما بلغ الخبر عند أقربائها وأحبتها قالت: «فما فعل رسول الله؟» قالوا: «خيرا وهو بحمد الله كما تحبين»، فقالت عن رؤيتها النبي بخير: «كل مصيبة بعدك صغيرة»..

فهكذا كانت المرأة المسلمة التي تحتفل بيومها الثامن عشر من مارس مع نساء الدنيا مثال يحتذى به الذي يصادف هذا العام من مولد منقذ البشرية ومحطم قيود العبودية، فمن كانوا يظنون أنهم أسياد الدنيا فمتى نكون في مستوى التضحية والتفاني والسير على خطى الحبيب المصطفى كما أمرنا سبحانه وتعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) (الأحزاب) لنكون في مستوى التصدي لطغاة اليوم مصاصي دماء البشرية المستهزئين بأخلاق وتعليم كل الأديان والقيم وشرائع السماء والأرض.

وختاما بعد الصلاة والسلام على خير الأنام لا يسعنا إلا أن نقول: مرحبا وألف مرحبا برحمة ربي العالمين، وليكون شعارا (ما يسرنا أن نكون في أهلنا وسنة النبي صلى الله عليه وسلم يصيبها شيء).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى