أخي أحمد المرقشي الحق سينتصر ولو بعد حين

> علوي عمر السقاف:

> من المعروف أن الإنسان يمر في حياته بمحطات بعضها تترك الأثر في نفس الإنسان، وبعضها تمر مرور الكرام.

وأمثال أحمد المرقشي شخص إن عرفته فإنك لن تنساه، لأنه رجل جمع كثيرا من شيم الكرم والتضحية والجهاد والإيمان بالله.

أخي وصديقي أحمد المرقشي: إن الظلم وإن تمادي فلا بد له من نهاية، لأن حكم الله (إن الباطل زهوقا). وما أنت فيه اليوم ليس جديدا على شخص مثلك، لأنه صورة من الصور الكثيرة التي مرت بحياتك في الصراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل.. ومنذ فجر الإسلام وهذا الصراع قائم، ولن ينتهي إلى أن يرث الله الأرض.

وكما كانت معارك جنوب لبنان صورة من صور مقارعة الباطل عندما ذهبنا برفقة مجموعة من الشباب الذين وهبوا حياتهم للدفاع عن الحق في وجه العدوان الصهيوني.

نعم أخي أحمد عهدتك في تلك الأيام في مواقف كثيرة تختبر فيها معادن الرجال، ولا أنسى موقف استشهاد الأخوين عمر علوي ومحمد كرمان، وكذلك الموقف الذي أثبت فيه أنك مؤمن بوحدة المصير، لم يكن ذلك الموقف تصنعا أو تزلفا، ولكنه كان وليد اللحظة، وكان ذلك عندما حصل سوء فهم بين القوات اليمنية الجنوبية والقوات الليبية، وكاد الموقف أن يتفجر بين الأشقاء، وتلبد الجو بغيوم الخوف من اقتتال الأشقاء والموقف عسير بكل معنى الكلمة، ولأن المواقف الصعبة تبرز مواقف الرجال ومعادنهم، خرجت برفقة قائد القوات اليمنية الشمالية الأخ السنباني وتنادي بأعلى صوتك: إن الوحدة بين الأشقاء تبدأ من هنا، وعندما وضعتم (طرابيشكم) على فوهات البنادق، وتحول الشجار والتوتر بين الإخوة إلى عناق الأبطال وتسامح المناضلين.

أخي وصديقي أحمد المرقشي: إن الموقف الذي تعيشه اليوم هو صورة مشرقة في حياتك، من خلال دفاعك عن حرم منزل الباشراحيل الذي استأمنك عليه وفيه نساؤه وأطفاله ونبراس الحق صحيفة «الأيام» هو الوجه الآخر لمقارعة الظلم الذي كان بالأمس القريب في دفاعك عن حرم بيتك في منطقة العريش.

إن الظلم والباطل يأتيان في أشكال مختلفةأنت ونحن نعرفها جيدا، لكن الذي يستفزنا في سجنك في السجن المركزي بصنعاء هو وقاحة الظالم الذي يحاول بكل ما يملك من سلطة وإعلام أن يحول الضحية إلى جلاد، والجلاد إلى ضحية! وهي الصورة المطابقة للقول:

ما كنت أظن أنني باعيش لا فترة

الزور فيها حقيقة والحقيقة زور

قرن الوعل في حياته حيث كان ظفره

ووسط رأسه نبت حيث القرون أظفور

أخي أحمد إنه انقلاب للحقائق بكل المقاييس، لكن ثقتنا بالله وبحقائق التاريخ أن اشتداد الظلم والظلام يلحقه فجر جديد، وأن الضيق يلحقه الفرج.. ونحن على الدرب سائرون.

القائد العسكري من الجنوب عام 1982 في جنوب لبنان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى