للذكرى... فإن الذكرى تنفع المؤمنين

> مقبل محمد القميشي:

> يخال للبعض منا شيء .. مثلما يخال للبعض أنهم ذوو صفات ومواصفات على نحو العظمة والوجاهة ومن ثم يصابون بالغرور فيلبسهم شيطان الهيمنة وإبليس الغطرسة والتكبر على عباد الله !!

وبالطبع ما قلته لا ينطبق على كل الناس لكن هناك من إذا وصل - على سبيل المثال - إلى رئيس دائرة أو شعبة أو حظيرة أو حتى وزير فإنه يعتقد أن منصبه هذا يجيز له أن يفعل أو يقول ما يريد المهم أنه يمثل دولة ليس مهماً حجمها بين الدول وليس مهماً حجم مسؤوليته في دولته .

فترى مثل هؤلاء يعتبر الطرف الآخر خصماً له في الوقت الذي كان قبل وصوله إلى هذا المنصب بمثابة الشريك والأخ.

لذا نسمع ونقرأ بشكل يومي كلاماً جارحاً وعبارات جارحة تقفل كل أبواب التفاهم وتسد أية ثغرة قد تؤدي إلى مخارج واقعية فما السبيل إلى المخارج التي تساعد على حل القضية الجنوبية وقد صدت الأبواب بمثل هذه العبارات : «الوحدة خط أحمر أو الثوابت الوطنية» أو «الوحدة أو الموت»؟!!.. وآخر هذه المصدات مانسمعه أخيراً من البعض «خلُّوا البراميل تنفعكم»، وهذه العباره بالذات قد سمعناها في العام الماضي كانت حديثاً لأحد الضباط في معسكر استقبال المجندين في يريم بقوله (خلوا البراميل تنفعكم)!! أمام الشباب الجائع القادم من أرض الجنوب الغنية .. وبعدها رأينا ما الذي حصل من تداعيات .

فماذا تعني هذه العبارة بالنسبة لشعب تعوَّد على احترام الآخرين وله تاريخ حضاري؟ لذا أتساءل .. ما هو الخط الأحمر ذاك وإلى متى سيظل بهذا اللون؟ وهل مازلنا نعيش على رؤوس الأفاعي؟ وهل ستستمر إشاعة التخويف وإن استمرت فإلى متى؟

ثم ما هي الثوابت سوى الله والقرآن الكريم، ذلك ما نعرفه وغير ذلك متغير مع مرور الزمان وتغير الأجيال والإنسان والأنظمة .

أما بالنسبة لشعار (الوحدة أو الموت) فهو شعار غبي فليس من المعقول والمنطق أن يموت شعب في سبيل وحدة.. خاصة وقد وصل الأمر بـ (وحدويين) إلى التجريح ونفث حقدهم ضد شعب بأكمله، بينما هذا الشعب دخل في وحدة شراكة وبصدق، ولكنه مع الأسف لم يجد سوى الكذب بعكس ما كان يتوقعه .. لا تفاهم في حل قضايا الناس ولا مخارج للقضايا والأزمات الحاصلة والوضع يزداد تدهوراً والقمع مستمر، بل يزيد على ذلك تحريض المؤسسة العسكرية ضد المواطن ، الفقراء تزداد أعدادهم ولا يلوح في الأفق الاعتراف (بالقضية الجنوبية) ، وحتى الحديث عنها يعتبر خيانة حتى المطالبة بالمعالجات القيمة قوبلت بالرفض لسبب واحد هو التناقض مع واقع النهب وهوامير الثروة بعد ذلك.

وللتذكير كانت الأسعار ثابتة، كان الاقتتال بين القبائل والثارات خامداً .. وكان الوقت من ذهب، وكان الجيش يداً تبني وأخرى تدافع وكانت الشرطة في خدمة الشعب ولا خوف في طرقاتها، في ظلها كانت الرشوه محرمة .. فكيف صار الحال في ظل الفيد والغنيمة ونهب الثروات وتجويع الشعب وإفقاره في الوقت نفسه؟!!

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى