أطفالنا وتشريعات ليكرغوس

> برهان عبدالله مانع:

> عاش المشرع ليكرغوس في فترة ما بين 900-600 ق.م وقيل أنه عم الملك (كاريلوس) ملك أسبارطة، حيث يضع ليكرغوس التشريعات والإصلاحات من أجل تصحيح الاعوجاج في الحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

واستطاع أن ينظم مهام مجلس الشيوخ وفروعه، وركز على تقوية النظام الاجتماعي وصلة القرابة وتقوية النسل، وصب جل اهتمامه بتربية الأجيال بطرق حسنة حتى يتمكنوا من تحمل الصعاب ومصائب الحياة وحماية الوطن من الأعداء.

فكان الولد الإسبارطي يؤخذ من أمه عندما يبلغ 7 من العمر لتتكفل الدولة بتربيته، وبعدها يتم تدريبه على الألعاب الرياضية، وإن بلغ 10 من العمر يطلب منه أن ينام في العراء صيفاً وشتاء على فراش خشب، ليتعلم الصبر على الشدائد، وبعد ذلك يتعلم القراءة والكتابة والترقية الشفهية في تقويم الأخلاق واحترام النظام والقانون والكف عن شرب الخمر وعدم ارتكابه الحماقات.

وفي 20 من العمر تبدأ الخدمة العسكرية، والثمرة الأخيرة هي بروز شباب حسنيو السلوك يجيدون فن الحديث مهتمون بعلوم السياسة، ويمنحون كل الحقوق من تبعات أو مسؤوليات..

أما البنت الإسبارطية فكان يلزم عليها القيام بالألعاب الرياضية لكي تصبح صحيحة البدن وصالحة للأمومة الكاملة وحدد زواجها بالعشرين، وكانت العزوبة مخالفة ممنوعة ويحرم على الأعزاب من حق الانتخاب.وياسبحان الله البشر (ق.م.) يعملون بآلية منظمة في تربية الأجيال وحماية الأوطان، أما نحن في اتجاه آخر عرضة للسخرية والاستهجان، وقد أخذنا عهدا على أنفسنا أن ينام أطفالنا على الرصيف فوق الكراتين وعند الصباح يعملون الأعمال الشاقة وعند الظهيرة تبدأ ظاهرة التسوق.. نعم عاهدنا أنفسنا أن يستمر أطفالنا في بيع ومضغ القات، واعتدنا مشاهدة أطفال مكبلين بالقيود الحديدية رهائن بسبب خلافات كبيرة بين القوم، وممكن لغرض الاغتراب يتم تهريب الأطفال إلى البلاد المجاورة بالفرادى أو الجملة.

تشير المادة (149) من القانون رقم (54) لعام 2002م بِشأن حقوق الطفل التي تنص على أن «الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما لا يستطيعون المشاركة في النزاعات المسلحة أو التوظيف العسكري»، لكن واقعنا صورة مغايرة..أطفال يحملون السلاح، وفي بيتنا زغروطة حلوة لبيع زواج مبكر للبنات، وفي البيت المجاور حزن وألم بسبب اغتصاب طفلة عمرها خمس سنوات!! إذا أين حقوق أطفالنا في الحياة الطبيعية؟

أما شبابنا ممكن عبر الوساطة يتحصلون على العمل بالأجر اليومي ويتم بناء حوش المنزل وتنتهي العزوبية وتبدأ المآسي بعد إنجاب الأطفال.

شكراً ليكرغوس قرأنا تشريعاتك بعمق لهذا أطفالنا لاترغب بالانتخابات، بل تحب شراء الألعاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى