المطارات القديمة مابين آثارها وذكرياتها

> ناصر محمد سالمين المنهالي:

> المطارات الرئيسية والفرعية .. إن المطارات الرئيسية والفرعية التي أقيمت في مواقعها الهامة جغرافياً وعسكرياً شكلت مهمة عسكرية من خلال امتداد جسر جوي من وإلى قيادة الجيش البدوي الحضرمي بالمكلا ومراكزه في صحاري حضرموت والمهرة من الشرق إلى الغرب بموجب البرامج المتضمنة رحلات جوية وفقاً ومواعيد هبوط وإقلاع الطائرات التي حددت مطاراتها رسمياً بتخطيط حسب الاستراتيجية العسكرية لجيش البادية المنفذة بتحديد مواقعها بالقرب من مواقع مراكزه التي أسست في بداية الخمسينات من القرن العشرين بتحصين متوالي تباعاً على مستوى حدود شريط الصحراء أسست في مطلع الستينات من القرن الماضي .

المطارات بالصحراء

مطارات الشريط الصحرواي هي مطار النخرية بثمود والذي توقفت فيه الطائرة أثناء سيرها بعد هبوطها عندما وقعت إحدى إطاراتها بحجر ضب أي حفرة كبيرة لحيوان الضب من الحجم الكبير وتلك الحفرة هي مسكن ومخبأ للضب في باطن الصحراء وتوجد في تلك المخابئ لحيوانات الضبان (حناش) ثعابين كبيرة هي بالمثل تختبئ في هذه المخابئ، وعند مرور إحدى إطارات الطائرة فوق الحفرة وقع الإطار في تلك الحفرة مما تسبب إلى توقف الطائرة في مدرج المطار، وبعد عدة محاولات منها إحضار الجنود أحجار كبيرة مستطيلة الشكل وضعت تحت إطارات الطائرة من ثم استأنفت الطائرة سيرها في إطار المطار وأقلعت بالطيران، وهناك مطارات أخرى مطار سناو، مطار حبروت، مطار زمخ، مطار منوخ مطار العبر التي أسست بالقرب من تلك المراكز العسكرية لذلك الجيش البدوي الحضرمي.

كما حددت مطارات في محاط الشركات النفطية العاملة آنذاك بالصحراء مطار بون شمال بئر ثمود، مطار سطول جنوب آبار حلية والحلوية، مطار حثوث، مطار ثوف، مطار عفير، مطار شحر، مطار شحن، مطار وادي خضرة، مطار الساروب، مطار حزر، وتلك المطارات تعتبر فرعية بالنسبة للمطار الرئيسي الريان بساحل حضرموت والذي يأتي بعده المطار العسكري في بحران والمطار المدني بالغرف بوادي حضرموت.

أما المطار الدولي بمدينة عدن يعتبر مطار مدني وعسكري في صفاف المطارات الدولية المتواجدة في عواصم الدول، حيث إن مطار عدن يعد من أقدم المطارات على مستوى الجزيرة والخليج العربي، وقد غنى الفنان أبوبكر بلفقيه أغنيته المشهورة (ياطائرة طيري على بندر عدن)، أما في جزيرة سقطرى يوجد فيها مركز ومطار عسكري تابع لجيش البادية الحضرمي وسقطرى مقرا رئيس للسلطان بن عفرير سلطان المهرة في عهده .

مطار الربع الخالي

مطار الفرعة بالفرائع الربع الخالي أقيم من قبل شركات النفط التي تعاقبت العمل بمنطقة ثمود وظلت فترات طويلة تستخدم ذلك المطار في خدمة أعمال تلك الشركات أثناء أعمالها النفطية، حيث بدأت العمل الشركة الأولى (L.C.B) البريطانية أعمالها في مجال المسح عن النفط في أواخر ثلاثينات القرن الماضي بصحراء ثمود من ثم عقبتهما في بداية الستينات الشركة الثانية بان أمريكان الأمريكية في مجال التنقيب عن النفط بمنطقة ثمود امتدادا إلى صحاري ورمال الاتجاه الشرقي والشمالي الممتد من الربع الخالي، وحفرت عدة آبار للبترول من أهمها بئر وادي ترفات بالقرب من منطقة سناو وثوف بحفار بترول كان في زمانه يعد من أضخم الحفارات في مجاله النفطي ولاتزال البئر معالمها باقية مع بقايا هيكل الحفار.

وبمثل سابقتها أعلنت انسحابها دون معرفة أسبابها ومن الحكايات التي تحكى في ذلك الزمن القديم والتي تروى من أناس عاشوا تلك الحقبة التاريخية من خلال انخراطهم في أعمال بسيطة حسب قدراتهم العملية، وهم من قاطني الصحراء مواقع الامتياز من الجنود الحراس العسكريين والمدنيين والسوقين والكوالية العمال العضليين على حد قولهم بأنهم يسمعون أثناء أعمال نوبات العمل من الخبراء الإنجليز والأمريكان أن في باطن صحاري ورمال ثمود بترول غالي الثمن .

حراسة المطارات

إن مهام وواجبات الحراسات العسكرية على الشركات النفطية بمواقع ثمود حينذاك كانت مهمة عسكرية مناطة بالقوات المسلحة لحفظ السلام الجيش البدوي الحضرمي بقوة سرية مشاة بكامل جاهزيتها العسكرية، حيث تمكن تلك المهام العسكرية بالحراسة المشددة على المحطات الرئيسية الثابتة والمؤخرات التي تؤمن فيها المعدات الثقيلة من أنابيب وغيرها والمحطات الفرعية المتنقلة والآليات من السيارات الصغيرة الجيب وسيارات النقل الثقيل والحفارات (الونوش) وحراسة الخبراء أثناء تحركاتهم اليومية وعند المبيت في الكنب والحراسات الأخرى منها الثابتة والمتحركة بطريقة النوبات المستمرة في حراسة مطارات الطائرات التابعة لشركات النفط لحمايتها ومنعا من مرور الأبل والأغنام في حرم المطارات وبالذات أثناء مراحل الهبوط والإقلاع للطائرات وفقاً والإشعارات الرسمية عبر الاتصال برقياً بمواعيد الرحلات الجوية حفاظاً على سلامة الجميع .

طائرة مدير الشركة

كانت من إحدى طائرات الشركة طائرة صغيرة مخصصة لمدير الشركة في تنقلاته مابين المقر الرئيسي للشركة والمحطات الرئيسية والفرعية لتفقد الأحوال والأعمال النفطية، وأذكر بأن المرحوم عبدالله حسن أبو أنيس من سكان مدينة عدن المشهورة بالكفاءات الإدارية كان مدير إدارة شركة (L.C.B) من ثم مدير شركة بان أمريكان نظراً لكفاءاته وقدراته الإدارية وخبراته السابقة واللاحقة بتلك الشركات مع إجادته اللغة الإنجليزية بطلاقة نطقاً وكتابة، وقد اطلعت على شهادة تقديرية لعمال الصحراء بخط يد المدير عبدالله حسن جعفر مدير شركة (L.C.B) وتلك الشهادة باسم مقدم الكوالية مشرف عمال الشركة المرحوم مرزوق العبد المنهالي بتاريخ 7/6/1956م مرفق صورة منها للاطلاع والتوثيق، كما وأن إدارة الشركات النفطية كانت تعطي الأولوية في التشغيل في أعمال الشركات العاملة لأبناء صحراء ثمود قاطني مناطق مواقع امتياز العمل النفطي حينذاك.

مغادرة الخبراء الأمريكان

هناك رواية تحكى من حكايات تراب الربع الخالي رواها عمال مشتغلون في تلك الشركات وحراسها من المدنيين والعسكريين في عهد من العهود القديمة الذي من خلاله شهدت صحراء ثمود أول الأعمال في مجال البترول نتحدث عن البيع والشراء الذي تم مابين الشركات النفطية التي تعاقبت العمل في صحاري ورمال ثمود، حيث إن تلك الشركة الأمريكية (بان أمريكان) اشترت من الشركة البريطانية (L.C.B) نتائج أعمالها في مجال المسوحات النفطية التي قامت بمسحها أثناء أعمالها بثمود لاسيما وأن تلك الشركة الأمريكية لم تجر أي مسح عن النفط في المنطقة، بل قامت بإجراء أعمال الحفر في بداية فترة أعمالها في الستينات بصحراء ثمود وسناو من خلال حفرها في حدود ثلاث آبار للبترول بحفارها الكبير مثلما أسلفنا ذكره.. إلا أن تلك الشركة الأمريكية (بان أمريكان) قد سلكت نفس الطريقة التي سلكتها الشركة البريطانية (L.C.B) المحدودة حضرموت التي سبقتها في عمل المسح النفطي والانسحاب المفاجئ.. حيث إنه في عام 1966م أعلنت تلك الشركة الأمريكية انسحابها.

وفجأة غادرت صحراء ثمود من خلال النقل السريع بالطائرات من مطارات محطاتها.. ورأيت بالعين مغادرة خبراء النفط الأمريكان..وهم مسافرون في حالة عاجلة وبأيديهم حقائبهم الصغيرة ليس إلا.. تاركين خلفهم كافة معدات الشركة في محاطها بصحاري ثمود في ظل ظروف غامضة ومنها اندلاع ثورة 14 أكتوبر من قمم جبال ردفان لتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني.

معالم المطارات

أما بالنسبة لمعالم المطارات والتي تعتبر في حد ذاتها معالم أولية بالصحراء تتمثل في معالم مساحة المطار وتحديد اتجاهات الرياح من خلال وضع أحجار مستطيلة بشكل أسهم مرشوشة بالنورة البيضاء توضح موقع المطار، كما يوجد في وسط المطار عمود طويل مرتكز وبأعلاه مربوط به كيس من القماش الأبيض له منفذين زمن أعلاه ومن أدناه الكيس من أجل تحديد اتجاه الرياح أثناء هبوط وإقلاع الطائرة وهذه الوسائل البسيطة بمثابة مرصد أولي من خلاله يتم تعريف توجه الرياح، أما الأحجار البيضاء تحدد مدرج المطار ولا تزال البعض من تلك الأحجار معالم باقية، على الرغم من مرور الزمن القديم على تلك المطارات في الصحاري والرمال المتحركة.

أهداف المطارات

إن تلك المطارات جميعها صخرة لصالح قوة تلك المراكز العسكري منها التعزيزات العسكرية عند الطلب استجابة لأي نداء عسكري عاجل برقياً من مواقع المراكز مقر القيادة بالقاعدة العسكرية بالمكلا لحسم الحالة الطارئة عندما يكون الموقف خطير وكذا لتغطية الاحتياجات من المواد الغذائية ومؤن العهد الأخرى من العتاد العسكري وكذلك أثناء عمليات التنقلات من معسكر القيادة إلى المراكز الواقعة في الاتجاه الشرقي البعيد مثل مركزي سناو وحبروت لبعدهما جغرافيا من قيادة جيش البادية الحضرمي، حيث إن السلاح الجوي في أساسه يخدم التعزيز العسكري لمواقع الجيش الثابتة والمتحركة لما يقتضيه الحدث الأمني والعسكري على مستوى الحدود الصحراوية والبحرية على امتداد مناطق حضرموت والمهرة آنذاك ولخدمة أعمال الشركات النفطية وتأمين حراستها.

حطام الطائرة بسناو

في خمسينيات القرن العشرين سقطت طائرة عسكرية بمطار سناو تقل على متنها من جيش البادية الحضرمي من مطار الريان لاستبدال القوة السابقة بالمركز بقوة جديدة في سناو وفقاً وبرامج التنقلات العسكرية ما بين المراكز، فقد كان حادث الطائرة أثناء مرحلة التهيئة للهبوط عندما بدأت بنزول إطاراتها حدث فجأة خلل فني مما سقطت الطائرة بسرعة غير اعتيادية وقعت في أطراف مساحة المطار وعندما لامست إطاراتها أرضية المطار هرعوا الجنود بالخروج من أبواب الطائرة ونوافذها بعد تكسيرهم الزجاج بمؤخرة بنادقهم.. وعلى كل حال لم يصبهم أي أذى يذكر وهبوا سائرين مشياً على الأقدام في مسار سير معتدل مارش في خطوات منتظمة بانتظام، مقبلين وليس مدبرين، حاملين حقائبهم على ظهورهم، متكتفين بنادقهم مع الذخيرة خط أول وثانٍ وقائدهم في مقدمتهم في خط منتشر منضمين وقبالتهم الجنود قوة المركز في صف واحد، متساويين وعند وصولهم جميعاً إلى ساحة المركز بسناو تبادلوا التحيات والتهاني بمناسبة النجاة من حادث الطائرة عقب ذلك تمت إجراءات الدور الاستلام والتسليم ما بين القوة المسلمة والمستلمة لمركز سناو بقوة فئة.

أما بالنسبة للطائرة لم يتم إقلاعهم، بل ظل حطام الطائرة بمطار سناو فترة طويلة من الزمن وكان عند لقاء البدو على موعد مورد الماء بسناو تراهم جالسين في وقت الظهيرة تحت حطام تلك الطائرة الرابضة في الرمال في أطراف المطار متظللين في ظلالها من عناء الرمضاء أشد حرارة الصيف في الصحراء، أما بالنسبة لطاقم الطائرة نقلوا في طائرة أخرى وصلت من مطار الريان إلى مطار سناو، وتم نقلهم فيها مع القوة العسكرية السابقة الفئة التي تم استبدالها بتلك القوة التي تمركزت في مركز سناو في طريقهم جواً إلى مطار الريان حينذاك.

وقوع الطائرة وقفز الجندي

في بداية الستينيات القرن الماضي أقلعت طائرة عسكرية تنقل على متنها قوة فئة من جيش البادية الحضرمي من مركز حبروت متوجهة إلى مطار الريان أثناء رحلة التبديلات العسكرية ما بين المركز ومقر القيادة وعند المسار الجوي للطائرة وعلى مشارف ساحل مدينة الشحر حدث خلل فني في الطائرة مما اضطر قائد الطائرة (بريطاني الجنسية) على إنزال الطائرة في تلك الحالة الاضطرارية، وأثناء اللحظات الحرجة قرر أحد الجنود ركاب الطائرة القفز من الطائرة.. وعند لحظات الهبوط قفز الجندي عوض عمر كرامة المنهالي من نافذة الطائرة قبل وقوعها بلحظات على الأرض وقع قائماً وبيده بندقيته نوع الكندة (B.F) متحزما بمسبت الذخيرة ومتكتف على ظهره كيس معداته العسكرية (كتبيت) ولم يصبه أي أذى ماعدا عمامته فرت من الرياح وبعض من شعره تساقط نتيجة شدة الرياح أثناء عملية القفز.

سلامة الطاقم والركاب والشاة

على الرغم من العطب الفني الذي لحق بالطائرة إلا أن قائد الطائرة عمل على هبوط الطائرة بطريقة فنية مقتدرة نتيجة خبرته في القيادة في مجال الطيران فقد هبط بها على الأرض.. بموجب التعليمات الصادرة بناء على بلاغه بالارتري للقيادة العسكرية بالخلل الفني الذي أصاب محركات الطائرة نصها: «عليكم عدم إنزال الطائرة في البحر لأن الجنود لايجيدون السباحة أنزلوها باقواز رمال الساحل حفاظاً على سلامتهم»، اعتراف ومباشرة نفذت التعليمات بحذافيرها دون حدوث أي ضرر من الأضرار إن كانت بشرية أم حيوانية، حيث يوجد بالطائرة إلى جانب الطاقم القيادي والركاب العسكريين ماعز (شاة واحدة) وبعد الهبوط خرج الجنود من الطائرة وتم ترتيب نقلهم في السيارات الجيب اللاندروفر التي كانت واقفة في انتظارهم المرسلة من قيادة الجيش مع الرئيس (النقيب) يوسف بن طالب الكثيري، قائد السرية، أما قائد الفئة الملازم سليمان الشماسي، حسب الاعتقاد.. وعندما دخلوا معسكر القيادة أجريت لهم مراسيم الاستقبال بمناسبة سلامة رؤوسهم من حادث الطائرة.

الاستطلاع الجوي بالطائرة

إن الشعار العسكري للجيش البدوي الحضرمي المكون من الثلاثة الحروف باللغة الإنجليزية (H.B.L) يعد رمز عسكري يوضع في كافة المعدات والآليات من السيارات والمصفحات التابعة لجيش البادية الحضرمي لمعرفة النقاط العسكرية للمربعات الجغرافية في الخرائط أثناء عمليات المسح الطبوغرافي من الجو بالطائرة لتحديد النقاط والموقع والمحطات المتواجدة بالصحاري والرمال بحضرموت والمهرة لذلك الجيش على الرغم من أن أغلبية التضاريس الصحراوية تجدها متشابهة في تضاريس طبيعتها.

وبهذا الشعار العسكري تتضح المعالم الطبيعية لمواقع المراكز والمحاط والمطارات، وأثناء الدوريات لتلك القوات المسلحة المكلفة بحفظ السلام، وذلك من خلال الشعار المعروف لدى الجهات ذات المعرفة بالرموز العسكرية لاسيما وأن الجيش البدوي الحضرمي طبيعة أعماله العسكرية على مشارف الحدود وأطراف المرتفعات لما تقتضيه الظروف عملاً بالتعليمات التي تقتضي بالحافظ على الأمن والأمان في نطاق جغرافيته العسكرية.

محطة ليست الأخيرة من المحطات

إن تلك المطارات تعتبر بحد ذاتها محطة هامة وليست هي الأخيرة من جملة محطات من التاريخ العميق للجيش البدوي الحضرمي، حيث إنه من خلال تلك المسيرة الطويلة لتلك الحياة العسكرية التي شهدت محطات تاريخية تجسدت في المواقف الوطنية لجيش البادية الحضرمي الشجاع الذي يستحق كل التقدير والاحترام لإعادة الاعتبار.

وعلى هذا الأساس نرفع هذه المناشدة الموجهة إلى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بالتكرم بإعادة النظر في ترتيب أوضاع العسكريين الذين خدموا في صفوف جيش البادية الحضرمي من كبار القادة والضباط وصف الضباط والجنود المشاة والكوادر المتخصصة في الشؤون الإدارية والمالية وشؤون العهدة لوازم الواجبات وفي مجال الطب والاتصالات اللاسلكية والشؤون الفنية، وفي هندسة الآليات من السيارات وهندسة السلاح جزاء أعمالهم التاريخية التي صنعوها بمواقفهم البطولية أثناء تأديتهم الخدمة العسكرية في الجيش البدوي الحضرمي البطل من خلال اللفتة الكريمة الهادفة إلى دفع مستحقاتهم الحقوقية ومنحهم الرتب العسكرية نظير خدماتهم الجليلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى