اليمن.. بين التأهيل.. والدمج.. والاندماج!

> أحمد محسن أحمد:

> من يستطع تفسير هذه المرحلة الطويلة التي رسمت طريق اليمن نحو المقعد الذي تسعى إليه (السعيدة) لتؤكد عضويتها في مجلس التعاون الخليجي؟!.. قالوا إن الفرصة الأولى هي تأهل اليمن؟!.. وياحسرتاه.. كيف قبلت قيادة اليمن تصنيفها بعدم التأهل؟!.

هم في مجلس التعاون الخليجي معذورون في اختيار هذا التصنيف.. ذلك لأن المسألة عندهم تقاس بقياس مستوى الجانب الرسمي.. أي الحكومي.. أو بعبارة أوضح طبيعة النظام وتكوينه وسلطته الواضحة والمنظورة وسلطته (المخفية)؟!.. لكن من سابع المستحيلات أن يكون للإخوة في الخليج العربي أي انطباع حول عدم أهلية الشعب اليمني للاندماج أو الدمج الطوعي وليس (القسري) في بوتقة الخليج العربي؟!

والصورة تكون أوضح عندما سمعنا (ولم نر شيئا) بأن هناك اتفاق لتأهيل اليمن خطوة.. خطوة.. على طريقة أغنية الأطفال القديمة.. داده.. خطوة خطوة..داده لما تقوى! وسمعنا ولم نر شيئاً يذكر أن المجالات التي اتفق عليها أن تكون الخطوط الأولى (كامتحان) لليمن للتأكد من أهليته هي مجالات ثانوية ومحصورة في الجوانب التي ليس لها أي تأثير على عملية الدفع باليمن نحو التأهيل؟!.. فعندما نستعرض هذه المجالات التي اتفق على اعتبارها الخطوة الأولى على طريق التأهل سنكتشف أنها فعلاً مجالات ثانوية وهي محصورة في الجوانب الثانوية وليست الجوانب التي تمس جوهر النشاط العام في الاقتصاد والاجتماع.. وقليل من السياسة؟!.. والأهم من هذا وذاك.. أن الذين يمثلون اليمن في هذه المجالات هم من شطر واحد ومن طينة معينة؟!

وهي (هذه المجالات) لاتمس جوهرياً المجالات التي ستؤثر إيجاباً نحو الدفع بعجلة التطور في كل مناحي الحياة والاقتصاد، ولاهي ما يتمناه الخليجي لليمني والعكس، فإشراك اليمن في مجال (المقاسات.. والتصنيفات.. والمصنفات) هو دليل على ما نقوله إن التأهل هو للجوانب الاختبارية لاغير!.. لكن نحن ندرك أن إخوتنا في الخليج ينظرون إلى الشعب اليمني نظرة ملؤها الحب والتقدير والاحترام، لكنهم يشكون كثيراً من بعض العادات والإجراءات والأحكام التي تقيد بها السلطة اليمنية الفئات الاجتماعية المحبة للسلام الاجتماعي وتطلق يدها لمن استباح الحق العام والخاص معاً! فهذه الإجراءات والأحكام والأنظمة هي الآفة، وهي المساحة التي تباعد بين ابن الخليج عن ابن اليمن!.. ولكي نكون أكثر وضوحا في هذه المسألة.. علينا وضع قضية على بساط الشفافية والوضوح كمثال نقيس به نظرة الإخوة لنا وواقعنا المرير الذي نشكو منه ويشاركنا الشكا إخوتنا الأعزاء في الجزيرة والخليج!

نلاحظ أن ابن الجزيرة أو الخليج عندما يضيق به الحال من أي إجراء وعدم توافق مع الوضع الداخلي لبلادنا سنجده يأخذ (شنطته.. وجواز سفره) وعلى المطار (عدل) لتستقبله أي دولة في العالم فاتحة له ذراعيها..وبالرحب والسعة..أهلاً وسهلاً بكم في بلدكم الثاني!!.. لكن ابن اليمن.. عندما يضيق به الحال- وحتى لا نسبب لأنفسنا متاعب ومشاكل مع سلطتنا.. عافاها الله- نقول فقط.. ضاق به الحال.. وأراد أن يهاجر.. فمن هي الدولة التي ستفتح له أبواب سجونها.. آسف.. أبواب مدنها؟!

اليمني المسكين (سيدوخ) السبع دوخات حتى يحصل على تأشيرة دخول أو حق اللجوء الإنساني وليس السياسي.. ويا مصلحين ويا مبرحين حتى تلتفت السلطات الأجنبية إليه؟! وعندما نسأل عن أسباب هذا التعب.. هل اليمني هو شخصياً السبب.. أم دولته.. وحكومته هي السبب؟!.. هذا قياس لكي نعرف أن إخوتنا في الخليج ينظرون إلى هذه المسألة من منظار واقعي.. اليمن بحاجة لأن يتأهل؟!... بس ياترى عوامل إحداث التأهل ستكون داخلية.. أم خارجية؟!.. ففي اعتقادي أن العامل الداخلي (خبرته) وعرفت كيف تهادنه وتسايسه السلطة.. وتديه حبوب التنويم!.. لكن العامل الخارجي لم ولن تستطيع السلطة تنويمه.. ليش ياترى؟.. لأن العامل الخارجي تحكمه مصالحه في اليمن.. ومن هذه الزاوية يعرفون كيف يلوون ذراع السلطة!.. أما العامل الداخلي فقد نجحت السلطة في كسر ذراعه.. وليس فقط ليه.. وتليينه!!

إذا فلم يبق معنا في هذه الحالة سوى (نيه.. هذه) العصا التي ترتفع على رأس السلطة عندما تحاول مس مصالح الخارج.. وهي التي داست وشطبت من أجندتها مصالح الشعب وحقوقه المشروعة؟!.. وآخر الأواخر.. جملة (اليمن غير مؤهل) يمكن لنا قبولها في الظروف الحالية.. وتحديداً ما نتج بعد الوحدة التي فرضتها حرب 1994م المشؤومة!!.

لكن هل يستطيع أحد إخوتنا في الخليج والجزيرة أن يقول إن (عدن والجنوب) لم يكن مؤهلاً قياساً بأي دولة أو إمارة أو مملكة أو سلطنة(مع تقديري لهم جميعاً) قبل الوحدة وقبل الاستقلال وقبل.. قبل كل القياسات التي تحكم هذا الزمن الرديء الذي آلت إليه أمور اليمن؟!.. ورحم الله حكيم العرب المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد(زايد الخير) وما كان يقول عن عدن والجنوب قبل أن تصبح(عدن الخير)في نظر هذا الزمن غير مؤهلة!.. ومن منا لا يذكر ويلمس المكانة التي تحتلها عدن في قلب ووجدان السلطان قابوس الذي عاش في عدن ومدينة التواهي تحديداً وتعلم ودرس في مدرسة جبل حديد بالمعلا.. فأحب أهل عدن وبادلوه الحب بحب أكبر وأعظم؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى