من قصص الناشئين

> عباس عبده محمد صالح:

> عرفته منذ الصغر تلميذاً مواظباً حسن الأخلاق مثالاً للطالب النزيه، اجتاز المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية وبقي كما هو محافظاً على سيرته الأولى لم يحد عنها، ثم بدأ ينحرف تدريجياً فلم يعد ذلك الطالب الذي يقضي معظم وقته في الاستذكار وأدى هذا إلى رسوبه.

وهو الذي لم يعرف عنه أنه رسب قط، حار أبوه في أمر رسوبه، لأنه لم يكن يتوقع منه حدوث ذلك وحاول أن يعرف الأمر وصرف أوقاتا كثيرة في معرفة الأسباب ولكن دون جدوى .. وبعد لأي ما عرف والده السبب، حيث علم أنه وقع في غرام إحدى الفتيات بالحارة الأخرى وانه يقضي الساعات الطوال أمام بيتها يبادلها النظرات وهو كل مايستطيع أن يعمله ابنه وعندما أنذره أبوه ووبخه من عاقبه الأمر باللين، وخاصة بعد أن تدهورت صحته وساءت حالته ولم يأبه بهذا.

وأخيراً كانت له صدمة عنيفة فقد علم أن الفتاة زفت إلى آخر، وهنا أيقن أبوه أن الأمر سينتهي عند هذا ولم يدر أن الأمر لم ينته بعد.

وفي إحدى الأيام بعد الزفاف خرج يذرع الشوارع بغير وعي ولاهدى وانتهى به المطاف مع عصابة من الأشرار الذين لا يزال البوليس يبحث عنهم، وفي ذلك اليوم يعود إلى البيت وحار أبوه مرة أخرى واضطرب وخرج يبحث عنه في الحافات والأماكن التي يرتادها وعاد إلى البيت ليجد مكالمة تليفونية من ضابط البوليس، وهي أن ابنه قد قبض عليه مع بعض الأشرار في حادث سطو أحد المتاجر وقد كان أحد اعضاء العصابة وهكذا دخل السجن لأول مرة في حياته ولأول مرة جلس وراء القضبان ليعيش بين جدران حجرته التي لا تعرف النور لقد سقط ضحية حبه الفاشل.

المعهد الفني

العدد 142 في 21 يناير 1959م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى