إلى السجين وابنه

> علي عمر الهيج:

> عزيزي أحمد المرقشي .. نعلم أنهم سجنوك ظلماً وبهتاناً، ونعلم أنك رجل نقي وتقي لاتخاف في الله لومة لائم .. أحببت أرضك وناسك وكنت مثالاً رفيعاً للوفاء والمحبة .

أخي أحمد .. هذه هي قوانين العبث والفوضى .. يذهب العابثون والقتلة إلى دنيا الحرية فيما توضع الأغلال والقيود للرجال الصالحين الذين لم يرتكبوا أي مخالفات تهدد الوطن.. عرفناك يا ابن المرقشي رجلاً صمصوماً عاشقاً للحقيقة الساطعة في ضوء النهار .. لاتعشق الباطل والدسائس ولم تسلك يوماً الاحتيال والتربص والاصطياد في المنزلقات والممرات المظلمة ..!

يا أحمد ياعزيزي .. إن العدالة هي أقصر الطرق للوصول إلى الحق والسكينة والسلام ..لكنهم لايريدون أن يكون الطريق قصيراً بيناً .. يعشقون الطرق الطويلة الشائكة العابثة الممتلئة بالتمييع والتلكؤ ومصادرة الحقوق .

لقد اعتادوا أن يلوكوا القضايا العادلة، أما القضايا التي يترأسها لصوص القوت والعبث والفوضى فسرعان مايتم البت فيها للإفراج عن كل العابثين .

أخي أحمد.. لقد جاءوك إلى مكانك الآمن .. جاءوا ليزعزعوا السكينة وليقتلوا الأمان .. جاءوك حاملين الأذى فيما كنت في محلك ومكانك حارساً أميناً هادئاً تؤدي عملك .. لم تذهب إليهم لزرع الأحقاد والفتن .. وحدهم جاءوك لزرع الفتنة رافعين رايات الأذى والتخريب .

لن يطول سجنك .. ولن يستمر هذا العبث .. فالله قد بشر الصابرين.. فاصبر تنل أجرك مرتين .

ولدي ابن السجين .. إننا نعلم والله أن الفرحة قد تضاءلت داخل المنزل ونعلم أن الأعياد والأفراح قد أظلمت أمامكم .. إن أباكم ياولدي بريء وسينقذه الله عاجلاً أم آجلاً .. إننا نشعر بالحزن والمرارة جراء غياب الأنظمة والمحاكمات العادلة .. لكن ثق أن أباك صالح وشجاع .. سر ياولدي على نهج أبيك .. وهذا لاشك متأصل ومغروس فيكم، لأن هذا الشبل من ذاك الأسد .

باركك الله أنت وأباك .. فالعدالة ستشرق يوماً، وعندها سينزاح عنكم الكثير من الظلم والأحزان .. ثق ياولدي أن بيت الظالم خراب ولو بعد حين.. فاصبروا وصابروا فإن غداً لناظره قريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى