سلطة لا تمنح العدل لاكرامة لها يا مرقشي

> صالح البجيري:

> لم يكن ثمة ذنب تستحق عليه السجن سوى هتكك لستر دولة (الفيد) الغنيمة التي تخلي كل يوم فسحة من الوطن، لتسلمه للوبيات الفساد، لتزيده وهناً وتأخراً.

عُرفتَ رافضاً للخنوع أبياً، ففي زمن الاستكانة والذل العربيين أبيتَ إلا حمل زادك وبندقيتك ذوداً عن بيروت، وكان ما عرفنا من بطولات.

آثرت الصمت تواضعاً فقصها رفاقك وهم يشيرون بالبنان «أحمد رجل حومات الوغى» الذي لاينكسر.

ولكم أبيت الانكسار في وطن تتشظى فيه القيم النبيلة إلى حد إدمان سرقة أحلام الشرفاء فأنت فيه لا تملك سوى أمتار من التراب وبيت مهترئ .

ذات ليلة وفي الهزيع الأخيرة داهمك سارقو الوطن، ولم يكن بد من الدفاع عن حياضك وملاذك الأخير.

إن سلطة لا تمنح العدل لا كرامة لها، سلبتك قبل العدل الكرامة.

هكذا هم خلسة يسترقون ويباغتون وكلهم ذعر.. متيقظ حذر وذهن وقاد وسمع مرهف يأبه لدبيب النملة.. هكذا دائماً أنت قلب يشع للجميع، أمين إذا ما اؤتمن في زمن لم يعد لهذه الخصال من معيار.. زمن صار المنكر معروفاً والمعروف منكراً، وعلا الاستثناء على القاعدة، واليقين أنك القاعدة والقيم الخالصة النبل في وجه عسكري السلطة وهو يطلق الرصاص من نأمة صاحبها في توجسه وحقده، ولكم فرقت بينهم، فعسكري الدولة المحبط قوته مال الأتاوات، أما عسكري السلطة المدلل والذي تثقله هبات السلطة فلا يفز له ضمير ولا تدركه رحمة.

صديقي: كلنا سجناء مع مقدار ضئيل من حرية المراوحة حتى لا يفيض الكيل، غير أن الأمر معك يختلف، يفزعهم أن تنعم بهذا المقدار من إعادة التوازن، فقلصوا مساحة سجنك إلى متر مربع، هذا نصيبك من الوطن الكبير الذي أضحى فيداً يعتصره الفساد ويستظل به الناهبون.

ولهم أن يعرفوا «يا أحمد» أنك لم تؤذ أحداً قط، وصفحت عمن آذوك، لكنك دون الكرامة وعزة النفس.. ليث هصور .. إن الشجاع أجدر أن يصفح عنه ويستحقه، لكن شموخ خلقك يأبى أن يظلمه إلا بحق، فهل يعدل السلطان معك، ويمنحك المقدار الضئيل من الحرية واليسير من الكرامة.. وهنا المحك..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى