زهرة الجنيد: مسؤولة بالمكتبة الوطنية السنغافورية لـ«الأيام»: الحضارم أول العرب الذين وصلوا سنغافورة وأول مستشفى للفقراء بسنغافورة بناه الحضارم

> «الأيام» علوي بن سميط :

>
الزميل علوي بن سميط بجانبه زهرة الجنيد وشيريل لو في شبام
الزميل علوي بن سميط بجانبه زهرة الجنيد وشيريل لو في شبام
الحضارم هم أول المهاجرين العرب إلى أقاصي الشرق، هناك بنوا حضارة واندمجوا مع المجتمعات الأصلية وأضحوا من أهم روابط نسيج تلك الأصقاع وولدت فيهم في ذلك العالم البعيد أجيال هي اليوم أندنوسية، سنغافورية، ماليزية مع ذلك لم تنس جذورها ومنشأها الأول، أو الأصح تكوين العائلة الأول أو الموئل الأول.

معاني الارتباط والجذب في المواطن الآسيوي والعربي الحضرمي قوية تتمثل في صلات متعددة، وفي سنغافورة تسعى السلطات الرسمية لإقامة تجمع مهم من حيث علميته، إذ تنظم المكتبة الوطنية السنغافورية في أوائل العام القادم في قاعة مساحتها 700م2 في مبنى المكتبة الوطنية -أحد أهم ملامح سنغافورة الثقافية- معرضاً عن علاقة العرب عموما والحضارم خصوصاً بجنوب شرق آسيا وتحديداً سنغافورة عبر التأريخ وأنشطتهم التجارية والاجتماعية والثقافية وتأثيرهم وتأثرهم..

ولهذا الغرض وللتحضير الجيد تقوم مسؤولتان في المكتبة هما زهرة جنيد الجنيد، وشيريل لو بزيارة اليمن وحضرموت، فكان لـ«الأيام» فرصة لقاءهما بوادي حضرموت في السطور الآتية وفي البدء أشكر أ. لطفي سبيت صالح باجندوح، الذي ترجم لنا الأسئلة المكتوبة وأجوبة السيدة الجنيد من الإنجليزية إلى العربية في شبام حضرموت.

جدي قدم أرضا في سنغافورة لبناء أول مسجد

> في البدء نسأل عن أسرتكم التي ساهمت في عدد من الأنشطة تأريخياً في سنغافورة.. من أول من قدم إلى سنغافورة من آل الجنيد؟

> السيد عمر الجنيد هو أول من أتى إلى سنغافورة خلال فترة رافلز تايم، وبهذا أنا من الجيل الخمسين للسيد عمر الجنيد، الذي كان يتاجر في الملابس والتوابل، وأسس بعدئذ ملكيته الخاصة، وفي عام 1820م وهب وقدم جدي أرضا لبناء أول مسجد في سنغافورة وساهم في عام 1844م ببعض الأراضي لبناء مستشفى الفقراء، يعرف إلى الآن باسم (تان توك سينق هوسبيتل)، كان السيد عمر الجنيد من أبرز رجالات سنغافورة وقائداً للجالية العربية، وكان من النشطاء المساندين والمساعدين للقضايا اليومية للجاليات العربية والمسلمة ومطالباً ومدافعاً عن حقوق الجاليات وتقديمها للحكومة البريطانية.

> فيم تتركز أنشطة حضارم سنغافورة عموماً الحياتية، ومامدى ارتباطهم بالجذور؟

> هناك نحو 12000 عربي في سنغافورة جاءت عائلاتهم أصلاً من حضرموت، تعايشوا تأريخياً ويتعايشون بسلام مع المجتمعات الأخرى في سنغافورة وللحضارم أدوار مهمة وفعالة، ووصل كثير منهم إلى مراتب عليا في الحكومة والسياسة السنغافورية..وتحافظ الأسر الحضرمية السنغافورية على الصلات والارتباط مع أسرهم في حضرموت واليمن بعدة طرق ومنها الزيارات المتبادلة، وتقدم جمعية الوحدة العربية دوراً مهماً للحفاظ على الروابط العائلية هنا وهناك (أجرت «الأيام» الأسبوع الماضي لقاء مع رئيس الجالية في سنغافورة خالد باشراحيل - المحرر -) وتواصل زهرة الجنيد: مثلاً قامت جمعية العرب بسنغافورة بإرسال وفد وبعثات طبية لمساعدة الضحايا في حضرموت عقب أحداث السيول الأخيرة.

حضرمي (دايزبورا)

> زيارتكم هذه تأتي للتحضير لإقامة معرض عن علاقة العرب بشرق آسيا في المكتبة الوطنية السنغافورية، وأيضاً كما علمنا أنه يتضمن تحديداً هجرة الحضارم أو معرض أيضاً (حضرمي دايز بورا) ما أبرز ما تطمحون له في هذا المعرض أو مضامينه؟

> المعرض هو فكرة أو مبادرة تقوم بها المكتبة الوطنية ويتضمن مؤتمرا دوليا لدعم الأنشطة والفعاليات التي تركز على الحضارة ومساهمات العرب في سنغافورة وسيظهر المعرض المعلومات الحالية والأنشطة والمراحل التاريخية واستعراض الموروثات وكل ما يتعلق بالجالية بالوثائق والصور من الجمعيات المحلية والدولية العربية والإسهامات الثقافية وسوف يقوي من التعرف على أماكن المهاجر التي ذهب لها الحضارم، وسيدوم لستة أشهر على مساحة 700 متر مربع في المكتبة بدءا من فبراير 2010 والدعوة للمهتمين بالموروث والتأريخ والباحثين والشخصيات وهي دعوة مفتوحة. كما سيتطرق المعرض وفعالياته في المضامين التالية رحلة العرب من الشرق الأوسط إلى آسيا وبالذات سنغافورة.

ويتضمن هذا المحور استعراض حياة العرب في الشرق الأوسط خصوصاً حضرموت، حيث إنهم باكورة العرب وأولهم الذين جاؤوا إلى سنغافورة، رحلات العرب اتجهت نحو جنوب شرق آسيا، حيث واجهوا تحديات في إيجاد مستقرلهم في المهاجر في سنغافورة وجنوب الشرق الآسيوي، ونحن هنا مع السيدة شيريل لو من مسؤولي المعرض بهدف تأصيل الموروثات والجلوس لتأسيس صلات الناس هنا والتشاور معهم والبحث عما هو قد يفيد في معروضات المعرض المزمع إقامته وأي متعلقات ذات علاقة من المكان الذي انطلقت منه الهجرات الأولى.

> المعرض وفعالياته الأخرى لمن هو موجه وهل هو فقط يختص بهجرة الحضارم وشتاتهم في بقاع الأرض أم أنه أيضاً سوف يسلط الضوء على علاقة العرب بكم في سنغافورة؟

> نحن نرمي أن يكون المعرض للعامة للمحليين في سنغافورة، وكذا للحضور الإقليمي والدولي، سيتضمن المعرض أيضاً العلاقات الحميمة بين الشرق الأوسط وسنغافورة وبلدان جنوب شرق آسيا والارتباط التجاري بين إقليم الشرق الأوسط وآسيا أمس واليوم، وكذا ستقدم أيضاً رؤى واضحة للجانب الاقتصادي والحضاري للعرب في سنغافورة في العصر الحديث، والأهم في هذه الفعالية أيضاً تأثير سنغافورة وجنوب شرق آسيا على الدول العربية وعلاقتها مستقبلاً.

وبعد..

ودعنا السيدة زهرة جنيد الجنيد والسيدة شيريل لو، اللتان قدمتا في مهمة علمية يتم التحضير لها منذ وقت مبكر أي قبل إقامتها بعام، وهذا يعود لمستوى التفكير، فالتحضير الذي تحمله عقليات الآسيويين لضمان نجاح الفكرة، كما أن المكتبة الوطنية السنغافورية تدرك جيداً أهمية الاعتراف بأحقية كل الأثنيات والجاليات التي تشكل مجموعة المجتمع السنغافوري، وتحفظ حقوقهم وإرثهم الثقافي، فالحضارم ذهبوا إلى المهاجر البعيدة أو أرض الشتات، ولكن في رأيي الشخصي كصحفي، فإنها لم تعد أرض شتات فهي مواطن لهم، إذ أن هجراتهم المتتالية إلى الشرق البعيد لم تنتج مساوئ على السكان الأصليين، بل على العكس أضحوا إلى جانبهم سكاناً أصليين غدوا تلك المجتمعات بأفكارهم وحضارتهم ونهضوا بها مع احتفاظهم بالانتماء، حيث الجذور حضرموت وإن كانوا بعيداً عنها في أرض المهجر أو«الوطن الجديد» أو «أرض الشتات» كما يحلو للبعض.

وما بين حضرموت وتلك الأصقاع بعد جغرافي خرافي، ولكن القرب الوجداني أمر لايمكن تخيله فإذا ذكرت في حضرموت أندونيسيا، سنغافورة، ماليزيا، الهند وكل أرخبيل الملايو سيأتي الجواب حديثاً وكأنها في المحيط الجغرافي الذي يعيشه الحضارم، فالتأثير والتأثر بين الطرفين واضحة وإيجابية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى