اتفاق الحاكم والمشترك على خلفية قصة المؤرخ بامطرف

> نجيب محمد يابلي:

> فوجئ الشعب الذي لا حول له ولا قوة بصدور قرار تمديد فترة المجالس المحلية، ولم يفق من الصدمة حتى داهمته صدمة أخرى عنوانها تأجيل الانتخابات مدة عامين على أمل أو قل على وهم بأن الدنيا ستتغير وأن النظام السياسي سيتطور.

لأنهم قد أعدوا العدة لبلورته، وقد حملت الأمر على غير محمل الجد، وشاطرني ذلك الرأي عدد من المثقفين، وبصرف النظر عما إذا كان هناك رأي ورأي آخر، إلا أن الوثائق والوقائع ماثلة أمامنا أقلها تصريحات وآمال لرموز عربية باحت بها قبل عشر سنوات (1999م) وكلها طلعت «في المشمش» أو بلغة أهل الكوتشينة «بوجي».

عادت بي الذاكرة إلى سبتمبر، 1987م وهو التــاريخ الذي نشرت فيــه صحيفــة «الشرارة» في المكلا قصة «ولكن ماهو السؤال؟» للراحل الكبير والمؤرخ المعروف محمد عبدالقـــادر بـــامطرف، وهي القصة التي أحدثت زلزالاً هزّ مدينة المكلا وروّع سكانها، وملخص هذه القصة أن جرس هاتف سلمان عوض النـــارجيلة رن في تمــام الساعة الحادية عشرة والنصف مساء، رفع سلمان السماعة وكانت ابنته زهرة على الطرف الآخر والتي أبلغت أباها بالحضور إليها بسيارته في الساعة الثانية عشرة ليلاً لأخذها من دار العرس في حي الثورة (بالمكلا) حيث شــاركت في حفل زفاف إحدى صديقاتها.

تحرك سلمان في الوقت المحدد بسيارته من منزله بمنطقة خلف، وعند وصولـــه قالت له ابنته أن معها امرأة من حي الشهيد خــالد وطلبت منا أن نوصلها إلى بيتهــا بمنطقـة الواسط.. كـــان سراج السيارة الداخلي مضيئاً ومن خلال المرآة العاكسة شاهد المرأة الغريبة خلف مقعده مدثرة بشيدرها «ولكن وجهها كان باهتاً ومغموتاً» ولم يتبين ملامحه فسألها عن اسمها، فأجابت بأنها مريم عبدالرحمن المسكتي.

وأمام باب مقبرة يعقوب الغربي طلبت المرأة الغريبة من والد زهرة بأن يوقف السيارة وفتحت الباب الأيسر ونزلت منه قبل أن يهدئ من سرعة السيارة وأقفلت باب السيارة وراءها قائلة «الله يطول أعماركم» ومضت مهرولة نحو باب المقبرة ولم يلاحظ سلمان أي قدمين للمرأة تمشي عليهما بل ولم يسمع وقعاً لهما.

أخذ القلق يساور سلمان حول مصير تلك المرأة في ذلك الليل البهيم والمقبرة الموحشة، فلجأ إلى مرشد الهاتف ووجد ضالته في رقم هاتف عبدالرحمن المسكتي.

دفعه القلق للاتصال بالمسكتي على الرغم من عدم ملاءمة الوقت، رد المسكتي على الاتصال وتخللت صوته حشرجة النوم فأبلغه سلمان بعد اعتذار بأنه أوصل ابنته مريم مع ابنته زهرة واللتين كانتا مشاركتين في حفل زفاف فلانة، استغرب المسكتي من تصرف سلمان وما إذا رمى من وراء ذلك مزاحاً، إلا أنه بعد أن تأكد صدقية وجدية الرجل قال له: «إن ابنتي مريم قد توفيت منذ أربع سنين من تعسر الولادة ودفنت في مقبرة يعقوب، ولم يكن لي أولاد أو بنات سواها - رحمها الله - والبنت التي حضرت ابنتك زهرة حفلة زفافها البارحة هي أخت مريم من الرضاعة».

إن وعود السلطة وعهودها قد ماتت منذ زمن طويل.. ترى هل خرجت من القبر للمشاركة في الحفل الكاذب لتعود إلى قبرها من جديد، «ولكن ماهو السؤال؟».

ترى من سيلعب دور سلمان عوض النارجيلة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى