متضررو السيول بساه في انتظار وعو د لم تثمر

> «الأيام» قيس سالم الدوعني

>
صلاح باجابر مع أطفاله الستة في حوش للمناسبات
صلاح باجابر مع أطفاله الستة في حوش للمناسبات
تسوء حالتهم المعيشية من يوم لآخر و طول الانتظار نزع رباطة جأشهم وهدم جسوراً من الأمل في أنفسهم تمر عليها الأحلام للعيش الكريم في ظل سيادة دولة النظام والقانون.. أعناقهم تشرئب في كل الاتجاهات.. يترقبون من يفرج همهم بعد أن تقطعت بهم السُبل ولم يجدوا من يقف في صفهم.. الطمأنينة وروح الأمان سلبت من صدورهم واستبدلت بالخوف من المجهول والمستقبل المفخخ بعبوات اللامبالاة الناسفة .

لاجئ في حوش للمناسبات مع زوجته وأطفاله الستة

لا يزال المواطن صلاح باجابر يعيش في ضنك من العيش في حوش للمناسبات احتمى به مع أطفاله في غرفة واحدة بعد أن جرفت السيول بيتهم الذي أفنى أكثر من نصف عمره في تشييده، يقول باجابر :«نحن ننتظر أن تعوضنا الدولة وطال صبرنا ونتابع يوميا وسائل الإعلام الرسمية ولكن لا جديد على أرض الواقع ويبدو أن يوم الحكومة يساوي سنة من أيامنا».

أملنا أن يفي فخامة الرئيس بوعوده

المواطن عبد اللاه بلحويصل من المتضررين فقد منزلين مكونة من ثلاثة طوابق وسيارة هايلوكس موديل 2007 وهي حصاد غربة استمرت 25 سنة قال: «نحن الآن نسكن في منزل أقربائنا المغتربين في الإمارات، ولكن إلى متى سنظل على هذا الحال؟, أسرتي تتكون من 26 فردا محشورين في ثلاث غرف بينما بيتي السابق يضم أكثر من 20 غرفة، حالنا اليوم سيئة للغاية, ومن خلال متابعتنا لوسائل الإعلام أثناء الكارثة أعلن فخامة الرئيس علي عبد الله صالح عن تحمل الدولة إعادة الأعمار وتعويض المتضررين التعويض العادل أملنا اليوم أن يفي فخامة الرئيس بوعوده».

الحاج عبد اللاه بلحويصل مع حفيديه أمام حطام منزليه المنهارين
الحاج عبد اللاه بلحويصل مع حفيديه أمام حطام منزليه المنهارين
سلطة محلية ساكنة في ساه

عضو المجلس المحلي السابق بساه وأحد المتضررين الأخ صالح محمد محضار بن الشيخ أبوبكر تحدث هو الآخر بالقول: «السلطة المحلية في المديرية لم نلحظ لها أي تحرك، فعلى الأقل كان من المفروض أن تعقد لقاءات متكررة بالمتضررين لتطلعهم بكل ما استجد، وتقوم بالتحركات اللازمة للجهات المعنية وتبرئ ذمتها أمام مواطنيها, نحن الآن ساكنون في بيوت الناس ونعيش وضعا سيئا نطالب الدولة أن تعمل وبصورة سريعة لإعادة ترتيب أوضاعنا، وأن لا تنسى الجهات المعنية وضعنا خصوصا أن الاهتمام بقضيتنا يتلاشى يوما بعد آخر».

البطائق التمويهية

المواطن أحمد سعيد حنبل أحد المتضررين قال: «بطائق التموين التي وزعت للمتضررين ما هي إلا عبارة عن مهدئات وفرقعات إعلامية وتمويه، فمنذ أن صرفت لنا لم يصرفوا لنا أي شيء رغم أن المواد الغذائية مكدسة في المخازن وبعضها انتهت صلاحيتها، وكان أملنا في قرب الانتخابات أن الحكومة ستعمل على حل مشكلتنا أوتوماتيكيا، ولكن تأجيلها بدد آمالنا و لكن فيما يبدو علينا الانتظار كثيرا».

وأضاف: «وأنا من هنا أناشد لجنة الإغاثة بالوادي أن تلتفت إلى وضعنا الذي يزداد سوءًا من يوم لآخر ويضعوا أنفسهم في مكاننا، فخيراتنا في حضرموت ستكفي لإعادة الأعمار وأكثر من ذلك».

بئر مطمورة لم يستطع مالكها إعادة تأهيلها
بئر مطمورة لم يستطع مالكها إعادة تأهيلها
لا توجد رؤية واضحة للإعمار

رئيس لجنة التخطيط والمالية بالمجلس المحلي بمديرية ساه الأخ سعيد يماني الجابري كان هو الآخر له رأي خاص ورؤية أخرى قائلا: «المعاناة الحقيقية بدأت في الظهور الآن بحكم أن المتضررين كانوا متفائلين في بداية الأمر وكذلك لم تظهر أي حالات نفسية أثناء زيارة الفريق النفسي للمديرية، ولكن الآن أعتقد أن هناك حالات سيتم اكتشافها لو أن الفريق عاود زيارته للمنطقة، والسبب في ذلك المعاناة الحقيقية الموجودة على أرض الواقع».

وقال: «وبخصوص البطائق التموينية التي منحت للمتضررين لم تصرف المواد لهم والسبب أنه لم يتم ترتيب الوضع مع المندوبين، وهناك آلية لم يتم الاتفاق عليها في السابق، ولكن هناك مجموعة من المواد الغذائية وصلت المديرية لاحقا سيتم توزيعها الأسبوع القادم، وبخصوص المخططات السكنية وصل هذا الأسبوع فريق المسح المكلف بمسح الأراضي من قبل لجنة الإغاثة بوادي حضرموت والتي سيتم عليها بناء مساكن المتضررين والتي تكفلت ببنائها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والقطاع الخاص بغرفة وتجارة حضرموت، وبخصوص ضرورة اللقاء بالمتضررين لإطلاعهم على الجديد نحن لا نعرف شيئا في المجلس المحلي ولا توجد تعاميم لدينا فكيف نخبرهم بشيء لا نعلمه، وإلى حد الآن لا توجد رؤية واضحة لإعادة الإعمار، هل سيتم تسليمهم مبالغ مالية أم أن الدولة ستبني منزلا؟ ونحن نرى أن تسليم مبالغ نقدية هو الأفضل».

تقرير اللجنة البرلمانية هزيل

عضو مجلس النواب د. عوض سالم باوزير تحدث بالقول: «هناك تقرير أعدته اللجنة البرلمانية التي نزلت إلى مواقع الكارثة في وقت متأخر وقد تم نشره قبل أسبوعين، ولكنه كان تقريراً هزيلاً لا يحتوي على أرقام لحجم المساعدات والكيفية التي وزعت بها، ونحن الآن هنا في ساه لا زالت آثار الكارثة موجودة رغم مرور فترة طويلة عليها, بالإضافة إلى وجود قصور في جوهر الموضوع من الجانب الحكومي، فالحكومة يجب أن تكون عند مستوى المسئولية وأن تسعى لطمأنة الناس الذين حلت بهم الكارثة».

وأضاف: «وللأسف الشديد أرى أن النية الصادقة غير موجودة فليس لدينا حكومة قادرة على التخطيط وإدارة الأزمات، وما حل بالبلاد كشف عورة هذه الحكومة، فإذا كانت تدعي أن ثمة من يثيرون البلبلة في أوساط المتضررين عليها أن تقطع الطريق على هؤلاء وأن تعمل بشكل صحيح حتى تخرس كل الأصوات التي تبلبل على حد قولها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى