نريد كفاحاً موحدا

> محمد سعيد أحمد:

> في جسم الشعب العربي تقوم بتغذيتها الرجعية التي لديها من القوة ما يكفل لها بث هذا السم الزعاف فينا الذي قضى على وحدة بلادنا وجعلها بعيدة عن معالجة مشاكلها الجاثمة علينا يكلكلها.

وهنا في الجنوب تنشط الدعوة المشبوهة الى القومية الضيقة اسمها القومية العدنية التي يدعو اليها بعض من اخواننا في الجنوب ممن لهم الصول والقول لدى الحكومة وهذه التفرقة الطائفية في الشمال التي تسندها الرجعية لتدعيم مركزها الذي يشرف على الهاوية والدعوة الى القومية الضيقة في الجنوب من يستفيد منها؟ لا شك الذي يستفيد منها هم الانتهازيون وذو المصالح الفردية والاغراض غير النزيهة اما السواد الاعظم او قل الامة التي تؤلف مجموع الشعب العربي في اليمن فهي كافرة بهذه النغمات والنظم المسطنعة الزائفة وتحاربها بكل ما تملك من قوة، ودليلنا على ذلك هو ما نشاهده في هذه الايام من المواقف النبيلة التي يقفها شعبنا في الشمال والجنوب تجاه هذه الهزات العنيفة والعواصف الرامية الى تفتيت وحدته ومستقبله وحياته، ومن خلال هذه الانواء والعواصف التي تريد ان تعصف بوحدتنا يجب ان نحدد معالم سيرنا، ونختار الطريق الصحيح الهادف وقد تكون هذه الطريق مليئة بالاشواك والعقبات وطبعاً لن تكون مفروشة بالورد ولكن اذا ما اتحد الشعب العربي في الشمال والجنوب وابتعد عن كل ما من شأنه تعويق سيره نحو الغاية المنشودة، فانه يستطيع ان يزحف بقلب ثابت ويجتاز كل الصعاب ويستطيع ان يدفع بالحركة النامية خطوات الى الامام ويختصر الطريق ويقترب من الهدف الذي نسعى اليه حثيثين.

فالرجعية البغيضة المتأصلة في الشمال تحارب كل تجديد وتنشر الرعب والفزع في نفوس المجددين والمخلصين..

والاستعمار البغيض عروق شجرته ضاربة في اعماق جنوبنا الحبيب، ومحال ان تزول قبل ان يكون هناك في الشمال حكومة وطنية تحب التجديد وتسعى اليه وتؤمن بالاشتراكية والوحدة وتساعد الحركة التحررية النامية في الجنوب.ان السودان لم يتحرر من الاستعمار في عهد الطاغية فاروق الذي كان يلقب نفسه باسم ملك مصر والسودان، بل تحرر عندما اندحر الطاغية وهنا في الجنوب لن يتحرر من الحكم الاجنبي الا متى ما تحرر الجزء الشمالي من الحكم الفاسد الذي هو عامل مباشر لمد عمر الاستعمار وهنا يجب على العناصر الوطنية في كل اليمن ان يتخذوا من ثورة مصر خير قدوة ويجعلوها بمثابة القبس الذي يضيء الطريق اننا في امس الحاجة الى التضامن وتوحيد الكفاح من اجل اجتثاث عروق الرجعية والفساد في شمال اليمن وجنوبه يجب ان نوحد أنفسنا واما تجزئة الكفاح هنا وهناك فانه لن تخرجنا من الحلقة المفرغة التي ندور حولها اليوم.

واننا لنامل ان يضع احرار الجنوب ايديهم في يد احرار الشمال لنتمكن من السير صفاً واحداً نحو غايتنا المقدسة .

والنصر لنا؟

العدد 149 في 29 يناير 1959م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى