أغان عدنية في كلمات

> أحمد شريف الرفاعي:

> خايف على قلبي / سالم بامدهف .. هذه اغنية فيها تجربة صعبة لطبيعة سالم.. وفيها خروج على مألوف عادته.

إنها امتحان لصوت سالم وامتحان لقدرته على ادخال عديد من الآلات في التخت البدائي البسيط الذي يتكون من العود والدربوجة.

ولقد اثبت سالم انه ناجح حتى في استعماله هذه الادوات البسيطة للتعبير عن مشاعره.. فالموسيقى الناجحج ليست مجرد آلات، انها مجموعة من الأحاسيس... والأحاسيس ابداً تبقى يقظه، مرهفة حتى اذا افتقر صاحبها الى معظم وسائل التعبيرالموسيقية .. ذلك لان الآلات المتعددة في الهارموني الموسيقي ليست سوى فساتين يلبسها اللحن، فاذاكان اللحن قبيحاً فان من المستحيل ان تعمل على نجاحه اعظم التوزيعات الموسيقية.

وعبدالوهاب نفسه كان قد غنى «قللي عملك ايه قلبي» على عود منفرد. .

غناها مستصحباً كل معدات الاوركسترا فكان العود انجح تعبيراً من الاوركسترا لان المشاعر الخفاقة في اللحن تنبض والواسطة التعبيرية ليست بذات قيمة كبرى.

وهذا اللحن لسالم اكثر من ناجح لماذا..؟

اخشى ان اقول ان سالم كان يبكي قلبه حقاً ويعبر عن تجربة عاطفية يجتازها فعلاً .

وانا اتوقع لهذا اللحن نفسه النجاح الذي لقيه(لوحدي كنت انا ساهر). . لنفس السبب التجربة العاطفية التي يجتازها الفنان ذلك لان ( لوحدي كنت انا ساهر) حصاد لوحدة الفنان وسهرة وازمته العاطفية التي تتجمع اثناءها عواطف القلب كما تتجمع الابخرة في الاناء المغطى دون ان نجد المتنفس الوحيد الذي تنطلق اليه وتتبخر.

وعيب سالم في هذه الاغنية هو عيبه في كل اغنية: الترديد ... والتكرار الذي يكاد ان يكون مملاً ولحوحا.

وانا لا ادري لماذا يعمد سالم الى الاطالة والاعادة والتكرار واللف حول نفسه.. انه يفسد لحنه بتقليد ام كلثوم في اردا ما تصنعه ام كلثوم.

واخيراً:

لا يسعني الا ان اهنيء المؤلف (علي امان) على كلماته الموفقة.. الاكثر توفيقاً هنا من جميع ما كتب من كلمات اغاني.

ياناعس الطرف/ ياسين فارع

اول رائحة تفوح من هذا اللحن هو عدنيته: انه عدني لحناً واداء..

ولقد استطعت ان اعرف ياسين فارع في هذا اللحن اكثر مما كنت اعرفه من قبل.

انك تستمع اليه مرتين او ثلاث مرات فلا تمل وتشعر حقاً ان ياسين بيده ان يسمعه الناس افلا يطيقون سماعه دقيقة واحدة .

والنبرات في هذه الاغنية مطابقة تمام الملائمة. وعيب هذه الاغنية ان كلماتها مزيج من العامية والفصحى... فهي لا تلتزم جانباً من هذين الجانبين.

العدد 135 في 13 يناير 1959م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى