اتحاد إمارات الجنوب العربي
> علي صالح عوذلي:
> أغلب الناس في عدن ينظرون إلى اتحاد إمارات الجنوب العربي نظرة حقد وكراهية واشمئزاز، ويرون في ذلك بابا فتح على مصرعيه لكي يتغلغل الاستعمار في هذا الجزء من الوطن العربي.
فينشب أظافره في لبه ويغرس مخالبه في مخه ليمتص دماء أبنائه ويجني ثمرات بلاده ويكسب ايرادات محصولاته والناس الذين يحملون هذه الفكرة ولا يجد ابن الجنوب لديهم تعبيراً منطقياً يقنعه لينصرف بفائدة مما يهذون به حول موضوع يراه بعينيه ويحسه بيديه ويدركه بفكرة وعقله.
والمرء الذي يعيش في بلد قد نحصل فيها على كل شيء إرادة وموفرة لديه أسباب الراحة التي يأمر بها الزمان والظروف الحاضرة وعنده كل التسهيلات والحاجات التي يستطيع بواسطتها خلق نفسه واعالة اهله و تعليم ابنائه شخص مثل هذا يرى ان الحكومة الجديدة للجنوب قد اتجهت بموكبها الحالي الى هاوية سحيقة ذاهبة الى غير رجعة،وستحل الكارثة الكبرى المتوقعة حينما يصبح الاستعمار المتصرف الوحيد والحاكم الفذ للجنوب، ولكن ابناء الجنوب في الامارات المتحدة، لايحملون هذه الآراء ولا تدور في عقولهم التكهنات الخرساء، فهم الذين مضى عليهم الوقت الطويل يعانون فيه البؤس والحرمان ويقاسون الشقاء والعذاب ويتجرعون غصص الحياة المرة سنين عديدة مملؤة بالفقر المدقع والمرض المزمن والجهل المخيف.. ولوقدر لاحد لاولئك الذين نسمعهم يتشدقون بافواه ملؤها السخرية والانتقاد غير راضين عن خطوة الجنوب وزار الامارات وقضى في بقاعها اياماً قلائل وتفقد بعقل حكيم وقلب رحيم مفتشاً عما يكمن في باطنها لوجد جوابا شافيا لكل سؤال يسأل نفسه ولربما ثار ضميره اذا كان لديه ضميرحي عندما يرى سحب الجهل السوداء المتكافئة على مجتمعه البائس.
ذلك الجهل الذي يزيد المرء خوفاً ووحشه لعطف هذا الزائر، ورق قلبه وشعربالرثاء والاسف لسكان تلك البلاد الذين مازالوا يذكرونه بحياة الانسان الاول. انني كواحد من ابناء الجنوب العربي أعرف تماما بما يفكر به الناس هناك وما يدور في خلد كل فرد منهم وما يحملون في أنفسهم من كره للوضع الذي مضى وهم يرزحون تحت أعبائه الثقيلة.
ان كل شخص يسخرمن اتحاد الإمارات غبي جاهل لايعرف الحقيقة التي يعيش فيها ابناء الجنوب ولا يدر ي عن أي شيء يتكلم، بل كلمات جوفاء يرسلها من فيه لايلقى لها معنى.ان املنا كبير في هذه الخطوة المباركة التي توصل اليها امراءنا ونرجو ان يكونوا عند حسن ظننا بهم فيحققو آمالنا الحسام ويعوضنا مافقدناه على مر الايام والسنين من حرمان ابنائنا واحفادنا من وسائل التعليم وتشريدهم في شتى البلاد الاخرى تاركين اوطانهم مهجورة تدعو ربها ان يرسل عليها الرحمة من السماء ولاشك انها اجيبت دعوتها فكونت دولة الاتحاد التي ستكون السبب الوحيد في اسعاد الجنوب العربي ورفع مستواه الثقافي وتقديم الصناعة فيه التوسع في التجارة والعناية بالصحة والزراعة وخلق جيل جديد صالح يحمل معنى كاملا للوطنية والحرية الكاملة التي ينادي بها الكثيرون دون ان يجدوا السبيل الصحيح لبلوغها وادراكها.
فالى اتمام هذه الفكرة العليا يا ابناء الجنوب نشد الرحال وتساق ضمائر الرجال فلنكن جسداً واحداً في تمكينها وتوطيد عرشها على نسق واحد ونظام كامل حتى تصبح دولة قوية لها حق مصيرها في المستقبل ومن اتمام هذا المرغوب هو الاتحاد والتعاون والتناصر وكلمة الشورى كما قال تعالى(ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)وليكن نصب اعيننا هو التقدم الى الامام والزيادة فوق مانروم. واخيراً وليس آخرا نرجو الله من كل قلب ان نجد في حكومتنا المتحدة الامل الذي طالما بحثنا عنه من أمد بعيد ويجب ان لايبعد عن فكرنا ان الاتحاد والقوة عنصر من عناصر الحياة الحقه،ويد الله مع الجماعه والله ولي التوفيق.
العدد(186) في 13/مارس/1959م
فينشب أظافره في لبه ويغرس مخالبه في مخه ليمتص دماء أبنائه ويجني ثمرات بلاده ويكسب ايرادات محصولاته والناس الذين يحملون هذه الفكرة ولا يجد ابن الجنوب لديهم تعبيراً منطقياً يقنعه لينصرف بفائدة مما يهذون به حول موضوع يراه بعينيه ويحسه بيديه ويدركه بفكرة وعقله.
والمرء الذي يعيش في بلد قد نحصل فيها على كل شيء إرادة وموفرة لديه أسباب الراحة التي يأمر بها الزمان والظروف الحاضرة وعنده كل التسهيلات والحاجات التي يستطيع بواسطتها خلق نفسه واعالة اهله و تعليم ابنائه شخص مثل هذا يرى ان الحكومة الجديدة للجنوب قد اتجهت بموكبها الحالي الى هاوية سحيقة ذاهبة الى غير رجعة،وستحل الكارثة الكبرى المتوقعة حينما يصبح الاستعمار المتصرف الوحيد والحاكم الفذ للجنوب، ولكن ابناء الجنوب في الامارات المتحدة، لايحملون هذه الآراء ولا تدور في عقولهم التكهنات الخرساء، فهم الذين مضى عليهم الوقت الطويل يعانون فيه البؤس والحرمان ويقاسون الشقاء والعذاب ويتجرعون غصص الحياة المرة سنين عديدة مملؤة بالفقر المدقع والمرض المزمن والجهل المخيف.. ولوقدر لاحد لاولئك الذين نسمعهم يتشدقون بافواه ملؤها السخرية والانتقاد غير راضين عن خطوة الجنوب وزار الامارات وقضى في بقاعها اياماً قلائل وتفقد بعقل حكيم وقلب رحيم مفتشاً عما يكمن في باطنها لوجد جوابا شافيا لكل سؤال يسأل نفسه ولربما ثار ضميره اذا كان لديه ضميرحي عندما يرى سحب الجهل السوداء المتكافئة على مجتمعه البائس.
ذلك الجهل الذي يزيد المرء خوفاً ووحشه لعطف هذا الزائر، ورق قلبه وشعربالرثاء والاسف لسكان تلك البلاد الذين مازالوا يذكرونه بحياة الانسان الاول. انني كواحد من ابناء الجنوب العربي أعرف تماما بما يفكر به الناس هناك وما يدور في خلد كل فرد منهم وما يحملون في أنفسهم من كره للوضع الذي مضى وهم يرزحون تحت أعبائه الثقيلة.
ان كل شخص يسخرمن اتحاد الإمارات غبي جاهل لايعرف الحقيقة التي يعيش فيها ابناء الجنوب ولا يدر ي عن أي شيء يتكلم، بل كلمات جوفاء يرسلها من فيه لايلقى لها معنى.ان املنا كبير في هذه الخطوة المباركة التي توصل اليها امراءنا ونرجو ان يكونوا عند حسن ظننا بهم فيحققو آمالنا الحسام ويعوضنا مافقدناه على مر الايام والسنين من حرمان ابنائنا واحفادنا من وسائل التعليم وتشريدهم في شتى البلاد الاخرى تاركين اوطانهم مهجورة تدعو ربها ان يرسل عليها الرحمة من السماء ولاشك انها اجيبت دعوتها فكونت دولة الاتحاد التي ستكون السبب الوحيد في اسعاد الجنوب العربي ورفع مستواه الثقافي وتقديم الصناعة فيه التوسع في التجارة والعناية بالصحة والزراعة وخلق جيل جديد صالح يحمل معنى كاملا للوطنية والحرية الكاملة التي ينادي بها الكثيرون دون ان يجدوا السبيل الصحيح لبلوغها وادراكها.
فالى اتمام هذه الفكرة العليا يا ابناء الجنوب نشد الرحال وتساق ضمائر الرجال فلنكن جسداً واحداً في تمكينها وتوطيد عرشها على نسق واحد ونظام كامل حتى تصبح دولة قوية لها حق مصيرها في المستقبل ومن اتمام هذا المرغوب هو الاتحاد والتعاون والتناصر وكلمة الشورى كما قال تعالى(ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)وليكن نصب اعيننا هو التقدم الى الامام والزيادة فوق مانروم. واخيراً وليس آخرا نرجو الله من كل قلب ان نجد في حكومتنا المتحدة الامل الذي طالما بحثنا عنه من أمد بعيد ويجب ان لايبعد عن فكرنا ان الاتحاد والقوة عنصر من عناصر الحياة الحقه،ويد الله مع الجماعه والله ولي التوفيق.
العدد(186) في 13/مارس/1959م