المسيمير بين كابوس مشروع المياه المتعثر والتسويق العشوائي للمحاصيل

> «الأيام» محمد مرشد عقابي:

>
أطفال يحاولون أن يسدوا أنبوب مياه
أطفال يحاولون أن يسدوا أنبوب مياه
سحابة ألم ماتزال مخيمة على رؤوس أهالي المسيمير حتى بات الأمل بزوالها وشروق شمس يوم يصحو عليه المواطن ليجد رشفة الماء قريبة شبه معدومة.. عشرون عاماً مضت ومشروع مياه الشرب مازال غائبا و آلية التسويق التي يضمن بها المواطن حل مشكلة طرفين أولهما مزارع والآخر مستهلك .

مع المواطن نبدأ مشوارنا للحديث عن معاناة (الماء) الذي تقف عليه كل الحياة ومع المحاصيل سنبحر لنعرف ماهي معوقات بيعها.

«الأيام» تسلط الضوء على مشروع ماء غائب لأكثر من عشرين عاما ومحصول جوافة كأحد أهم المحاصيل التي غائب عنها التسويق الحقيقي في السطور الآتية :

مضت سنوات والمنطقة تعاني الحرمان من مشروع الماء الذي أدى لأزمة حقيقية في المسيمير، بل وماجاورها يقول عنها الأخ عبدربه حربي: «تركت وضعا مأساويا حين غابت البدائل لحلها، وظل الخلاف بين الأخوة في إدارة المشروع ليقع المواطن ضحية».

وأضاف: «هناك اعتمادات مالية تصرف بشكل لايلمس الفائدة منه والتصاميم سيئة واجتماعات متوالية ولم نلمس شيئا !».

وقال: «استبشر المواطن المسكين خيرا حين اقترح بناء خزان جديد، إلا أن الأخوة في المياه لايزالون يفضلون الأنابيب المائية التي تغذي الأحياء والمنازل بالماء والمصابة بالصدأ ».

أنبوب مياه يسرب وسط ذهول طفل
أنبوب مياه يسرب وسط ذهول طفل
أما شوقي محسن علي قال: «مشكلة انقطاعات الماء وتلوثها جراء قِدم وتهالك الأنابيب مشكلة لايختلف عليها اثنان، واللجنة الخاصة بالمشروع غير قادرة على أداء مهامها بشكل سليم يخدم المواطن، فكل الإجراءات ترقيعية والحلول عشوائية دون دراسات متأنية، فعلى سبيل المثال الشبكة الحالية تخلو تماماً من التصاميم الهندسية اللازمة والحسابات الهيدرولكية وتحديد مناسب لأرض وأعماق المشروع».

وأضاف: «تم تنفيذ مشروع الشبكة الداخلية عام 1971م وهي إلى اليوم لم يتم إزالتها رغم تهالكها، وهناك العديد من أنابيب توصيل المياه للأحياء السكنية قد انسدت بالحجارة والحصى والأتربة».

واختتم المواطنان حديثهما لنا بدعوة إدارة المشروع للعمل صفا واحدا لإيصال الماء إلى كل أسرة، بعيداً عن المماحكات والمماطلات التي عكست الأزمة على حياة البسطاء .

ولأن الإنسان ليس وحده من يحتاج إلى الماء، فالحياة كلها قائمة عليه، لأنه دعامتها تعتمد المحاصيل عليه بدرجة رئيسية، ومن بين تلك المحاصيل التي تعد مصدر رزق العديد من العائلات، محصول الجوافة، فعلى غير العادة التي اعتاد عليها الأجداد في ظل التحولات المجتمعية أصبح هذا المحصول يتوقف بيعه على الآلية التسويقية التي تضمن للمزارع جني المال منه بعد ليال العناء في زراعته، فالمزارع يحتاج للوسائل والمعدات التي تضمن تصدير منتج عالي الجودة .

يقول المزارعان علي عبدالله باهميل الوبر، و محمد محمود صالح: «إن الخسائر التي تكبدناها كبيرة خاصة في الموسم الماضي، فلم نستطع أن نوفر أجرة عمال جني المحاصيل وسيارات النقل، ووقفت السلطة المحلية مكتوفة الأيدي، فلا توجد سياسة تسويقية واضحة لها، وأصبح جهدنا طوال الفترة الماضية في مهب الريح».

أنابيب مياه متهالكة
أنابيب مياه متهالكة
وأضافا:«نريد أن تتدخل السلطة وتعمل لنا سوق لبيع محصولنا لتحمينا من محتكري الأسواق الذين قضوا على محاصيلنا رغم بيعها بأسعار رخيصة».

وقالا: «بسبب غياب الدعم للمزارع وسوء تخطيط المزارع لإنتاج محاصيله وكثرة من يزرع ويورد لمحصول واحد أدت لانخفاض أسعار المحاصيل، وبالتالي ضعفت وسائل توفير الحياة لعائلات المزارعين والسبب الأكبر هو أن عددا غير بسيط من الهكتارات تزرع نفس المحصول».

التربوي وحيد عتيق طالب قال: «على الجهات المسؤولة إنشاء سوق عام لاستيعاب المحاصيل الزراعية أولاً وتوفير الوعي لتعدد المحاصيل حتى لايجد المزارع نفسه يبيع محصوله بثمن بخس لايلبي حاجته ولايغطي مصاريف عمل الشهور، وحتى لايتجه المزارع لجعل القات محصوله الأهم والمفضل للكسب السريع».

وأضاف: «نطالب كذلك جهات الاختصاص أن تشرف على نوع المحصول وسعره بعد أن تنشىء سوقا مركزيا لتسويق هذه المنتجات وتتخذ منحى التعليب الجيد والحفظ لبيع المحصول بطريقة تساعد على جلب مزيد من المشترين».

وقال :«وأدعو إلى إيجاد معامل لمعالجة المحاصيل والتقليل من فاقد الإنتاج ونريد رقابة صحية على مايبتاع للحفاظ على سلامة الناس باستخدام المبيدات والأسمدة الصحية السليمة ثم التسهيل الجمركي لتحقيق رواج جيد».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى