النمط المعماري القديم في مديرية القبيطة

> «الأيام» أنيس منصور

>
في إحدى رحلاتنا إلى واحدة من قرى القبيطة وبالتحديد قرية الجاح وأثناء مرورنا بجوار منازلها استوقفتنا دار قديمة، فاقترحت على أصدقاء الرحلة التعرف على محتويات الدار وأقسامها.

وأثناء دخولنا شاهدنا أقسام الدار المختلفة والمنشأة على النمط المعماري القديم والقريب إلى جو الطبيعة الخلابة، صعدنا سلم الدار المظلم وشاهدنا باستخدام الإضاءة المتاحة لنا بعض مقتنيات وأدوات كانت تستخدم ومازلت في زماننا الحاضر وتحديداً في الريف. وفي أحد أقسام الدار المسقوفة بأخشاب الأشجار المختلفة والتي قد مضى عليها الدهر، ولكنها على مارأينا مازالت قوية .

وهناك وجدنا السلال المصنوعة من الحصير المعلقة على جدار الغرفة، التي تستخدم لجلب الأشياء أو الاحتفاظ بها، وكانت هنالك بعض الأعواد المستخدمة لأغراض عدة سواء في الزراعة أو في صناعة الأثاث المنزلي.

بعدها اتجهنا إلى قسم آخر وهو قسم طحن الحبوب، وكما يظهر في الصورة النظام القديم في طحن الحبوب الغذائية (المطحنة)، وقد أمسك أحد رفقاء الرحلة بعود رحاها محاولاً استخدامها، ولاحظنا بعض الأدوات الأخرى البسيطة المستخدمة لهذا الغرض .

فكرت في نفسي متعجباً من براعة أسلافنا في تسخير الطبيعة لكل ما يخص معيشتهم، وكيف عاشوا واكتسبوا مصدر عيشهم في مثل هذه البيئة الطبيعية ، بعدها دخلنا إلى الديوان (غرفة الجلوس والمقيل) وشاهدنا الجدران المطلية باللون الأخضر المستمد من خضرة الطبيعة، وكذلك النوافذ والأرضية. قررنا أخذ قسط من الراحة، بعدها صعدنا إلى السطح فشاهدنا الطبيعة الخلابة في أوج زهوها، وكذلك المنازل الأخرى المبنية على مناطق وعرة جداً ظاهرة للعيان ومحاطة بالحقول الزراعية مصدر العيش الوحيد آنذاك .. التقطنا بعض الصور لنحتفظ بها للذكرى وللتاريخ أيضاً، إنها حقاً نزهة في تاريخ أجدادنا القدماء، وفي رأيي يجب الاهتمام بأرشفة فتراته المختلفة وجوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية وكل شيء عرفه الإنسان القديم. وإلى لقاء آخر إن شاء الله .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى