> تـعتبـر كلمـة الحريـة من أكـثر الكلمات التي تتردد في الأفواه وعلى الأسماع، وهي تتردد في الحديـث اليومي مرارا..

وتستعمل في الصحف وفي المناقشـات البرلمانية وفي الخطب وفي المؤتـمرات وفي المنظمات الدولية..

كما تحتـل كلمة الحـرية مكانـة كبيـرة في الدساتـير وإعـلانات الحـقوق العـامة.

وكلمة الحرية عندما تستعمل لها سحرها، نظراً لارتباطها الوثيق بحياة كل إنسان ارتباطا يجعلها تؤثر تأثيرا مباشرا على سعادته الشخصية..

ونظرا لسحر هذه الكلمة فقد كانت سببا في سقوط الكثير من الضحايا وإشعال الكثير من الحروب.. وليس للحرية مفهوم واحد مطلق، إذ أن لفظة الحرية لها معان مختلفة باختلاف المجالات التي تستعمل فيها.

وتعني كلمة الحرية ذلك الحيز الذي يمكننا من التمتع بجميع الخيرات الأخرى، وهي تعني قدرة الإنسان على فعل واختيار سلوكه بنفسه، أو كما قيل «قدرة الإنسان على فعل ما يراه ومن عنده وسائل أكثر يكون عادة أكثر حرية لعمل ما يريده»، ومعنـى ذلك أن الحرية ليست مجـرد أمنية وحـلم وإنما هي إرادة واستطاعة.

وتأسيسا على ما تقدم فإنه إذا كان هذا هو مفهوم الحرية فإننا سنخلص بسهولة إلى أن الحرية المطلقة لا وجود لها، فلا يمكن أن يكون الإنسان حراً حرية مطلقة في جميع الأوقات وفي جميع المواقف، والإنسان تكون حريته نسبية.

ويندر أن تكون حريته مطلقة، وهذا ناتج عن إمكانيات أي شخص، وهي دعامة الحرية المحدودة، فأمواله محدودة، ووقته محدود وذكاؤه محدود.