عدن غالية ... إن هانتْ هنَّا

> المحامية/عفراء حريري:

> إلى أ. د. إسمهان عقلان ..نحن معك .. ضد العبث بوجه المدينة «الذكريات والأحلام»..نحن معك .. من أجل إيقاف استنزاف مقدرات ومقومات المدينة «الماضي المستقبل» نحن معك ...حفاظا على الحق «الأجداد والأبناء».

نحن معك ... من أجلنا .

عدن الروح وبؤبؤ العين، عدن المهد وبستان الطفولة، وريعان الشباب / عناده وتمرده ، عدن اللحد وحكمة الكهولة ، عدن جرحنا الدامي في جسد الوطن تعبث بها أيد وكفوف خفية / تطمس الملامح والمعالم / تجردها من هويتها التاريخية «الشط المدفون» بعمار لا يتناسق ولا يسر النظر لتفاوت لمسات الجمال في عدم اتفاق للون والمساحة والحجم وفقدانه فنون الهندسة، فأضفى على رمل الشط قبح متبرج لاغتصابه البيئة والطبيعة ، مبان خط التاريخ سطوره على أحجارها «أبان ، الهاشمي ، البادري» ...وغيره «يقرأ فيها الأهل والزوار قصص الحقيقة والأسطورة، ويستعيد المغترب العائد حكايات الذكرى وحلم الطفولة .. ولكن فيما يبدو قد أضحى من بين الانجازات التي حققتها الوحدة تغيير معالم عدن وانتهاك حق المواطن بأن يكون له هوية تاريخية، وهذا الانجاز يحول مفهوم العبث من مسألة تقع في نطاق الحياة الخاصة إلى مسألة تمثل مبعث قلق في إطار الحياة العامة – أي الوطن بمجموع مدنه – وهذا ما جعل مفهوم العبث يتحول إلى مفهوم الانتهاك لحقوق الإنسان بجزئياته المترابطة في المدينة «الأرض بما فيها وعليها وما يحيط بها ، والإنسان المواطن وحقوق مواطنته / بمعاناته ومآسيه» وهذا يعني أن السلطات العامة المحلية أولا والمركزية ثانيا مطالبة للقيام بالتحرك لإيقاف العبث والكف عن الانتهاك، لأن من شأن التطور المتوازي لحقوق الإنسان على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية أن تعزز هذه المساءلة – الحماية والدفاع– وكذلك من شأن اعتبار العبث والانتهاك كقضية تخص حقوق الإنسان أن تخلق لغة مشتركة بين الجميع للعمل على مناهضتهما.

على رغم الخطاب الشائع و مناهج التربية والتعليم و...غيرها بأن اليمن أصل الحضارات ولها تاريخ عريق، فلابد بالمقابل إذا من إرساء معيار عدم العبث والتمييز بين مدنها «الأرض والإنسان» كمبدأ أساسي من المبادئ التي يستند إليها الدستور والقانون إلا أن استمرار العبث والتمييز وما يتصل بهما يدل بوضوح على ضرورة إيجاد سبل جديدة لمعالجة هذه المشكلة بمزيدا من العزم والحزم بشكل عاجل، وليس آجل كما حدث بشأن الانتخابات.

وهنا ندعو السلطة والمعارضة أن تصب تركيزها على التفكير في جميع النواحي التي لم تتخذ فيها إجراءات حتى الآن، وعلى المجالات التي يمكن أن تفعل السلطة والمعارضة المزيد الواضح والمرئي والمسموع والملموس والمقروء وليس المبهم غير المنظور أو الذي لايمكن أن ينظر وينتظر- كما هو الحال الآن- لإيجاد وطن يظلله العدل والإنصاف ويخلو من العبث والتمييز بلى لابد من التسريع في اتخاذ إجراءات ومعرفة الكيفية التي يمكن أن يفعل بها ذلك.

إن التفاوض الذي وصل في نهاية المطاف إلى توافق الآراء على تأجيل الانتخابات وما لحقها من تبعات ، كان ينبغي عليه أن يستوعب كل ما يحدث من عبث وتمييز وانتهاك على «الأرض والإنسان» مهما ستكون المفاوضات كثيفة وعسيرة و رغم عن جميع الصعوبات، إذ أن الوثيقة التي ستستخدم في التفاوض (الحديث) عن الماضي هي علامة تاريخية لمدينة عدن وأن ما يحدث فيها من مآسي بشعة حتما سيشهدها تاريخ الإنسانية ولاسيما في ظل إلغائها كمدينة لها تاريخ بذاته ..

عدن عزيزة على القلب وحشاشة الروح، نستطيع جميعنا أن نسهم في الحفاظ على هويتها التاريخية ونقدم جهودنا ونوظف أنفسنا وقدراتنا إلى أن تصبح لها مكانة، مثلما كانت مكانتها وأفضل .. ، دعونا نقف معا ضد العبث بالهوية التاريخية «الأرض والإنسان»، فحين سنقف معا في هذا سنستطيع أن نقف في تحدي ضد الفساد والفاسدين وضد لصوص مستقبل هذا الوطن وضد العابثين بمقدرات المدن «الشط والبحر، الشجر، الجبل / الثروة التي بين طيات كل هذا» إني أثق بشرفاء هذه المدينة وهذا الوطن وهم كثر لن ترهبهم حملات التخوين وتجاوز الخط الأحمر - شماعة الثوابت الوطنية - وحملات التشكيك بوطنيتهم ..

سنثابر معا لنقف ضد العبث والتمييز والانتهاك / من أجل مدينة نعشقها .. عدن غالية فإن هانت هنا ..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى