> اعتصم طلاب وطالبات جامعة الحديدة صباح أمس داخل حرم الجامعة، استنكارا لفاجعة الغرق الكبيرة التي راح ضحيتها ثمانية طلاب و11 آخرين في غرف العناية المركزة في مستشفيي العلفي والثورة بالحديدة.

وعبر الطلاب والطالبات المعتصمون عن سخطهم واستنكارهم وحزنهم العميق ومواساتهم لأسر وعائلات الطلاب المتوفين.. مؤكدين أن «الحادث كان نتيجة التقصير الواضح والاستهتار بأرواح زملائهم من قبل المسؤولين بالجامعة والكلية، وهو عدم توفير أدنى وسائل السلامة المتبعة في مثل هذه الحالة للطلاب وعدم تبليغ خفر السواحل».

ثم تحول الاعتصام إلى مسيرة سلمية انطلقت من الجامعة وجابت شوارع الحديدة حتى وصلت إلى مبنى المحافظة، حيث التقى بهم الأخ أحمد سالم الجبلي محافظ المحافظة، وقام الطلاب بتسليمه مذكرة -تسلمت «الأيام» على نسخة منها- جاء فيها: «الأخ محافظ محافظة الحديدة رئيس المجلس المحلي .. المحترم

تحية طيبة.. وبعد

لاشك أنكم تعلمون مدى الفاجعة التي أصابت القطاع الطلابي في حادثة وفاة ثمانية من الطلاب غرقا وربما يزيد العدد.. وعليه، نحن الطلاب المعتصمين اليوم (أمس) نطالبكم بالتالي: إقالة رئيس الجامعة وعميد كلية التربية البدنية بسبب القصور الذي صاحب عملية التدريب، وتشكيل لجنة محايدة للتحقيق مع كل المتسببين والمقصرين في جامعة الحديدة وإشراك مندوبين من الطلاب في اللجنة، وكذا إعطاء درجة البكالوريوس للطلاب الغرقى وتوظيفهم في الخدمة المدنية، وتعويض المتوفين والمصابين التعويض العادل، وإلزام الجامعة بإنشاء المسابح التي تكفل عدم تكرار ما حصل، وإلزام رئاسة الجامعة بالسماح بانتخاب اتحاد الطلاب في الجامعة.

ولكم جزيل الشكر التقدير».

ووعدهم الأخ المحافظ بتنفيذ جميع الطلبات التي قدمت له من قبلهم، وأبدى حزنه وأسفه لما حصل لزملائهم.. مؤكدا أنه لن يتهاون مع أي شخص مقصر في أداء واجبه ومحاسبة من كان السبب في الإهمال وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الطلاب.

كما صدر بيان عن اتحاد طلاب الحديدة في هذا الصدد، جاء فيه:

«لقد علمنا جميعا بالفاجعة التي حلت بإخواننا طلاب كلية التربية البدنية أثناء أدائهم واجبهم العلمي في الجانب العملي باستشهاد ثمانية طلاب غرقا في البحر.. وإننا في اتحاد طلاب جامعة الحديدة بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نتقدم بأحر التعازي وعظيم المواساة إلى أسر إخواننا الشهداء.

سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ورضوانه وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان».

وأضاف البيان: «إننا نؤمن بالقضاء والقدر بأن كل نفس ذائقة الموت، ولكن كل شيء بسبب، ونريد أن نعرف ماهي الأسباب في حدوث هذه الكارثة.

ونطالب رئاسة الجامعة وعمادة الكلية بتشكيل لجنة تحقيق لتوضيح ماهي الأسباب والقصور التي أدت إلى هذه الكارثة، وإحالة من كانوا السبب في ذلك إلى جهة الاختصاص لينالوا جزاءهم، والعمل على تفادي حدوث مثل هذه الكوارث حتى لاتكون حياة إخواننا الطلاب عرضه للمخاطر والإهمال».

وفي هذا الصدد عقد مجلس الجامعة صباح أمس اجتماعا طارئا في مكتب رئيس الجامعة برئاسة د. قاسم محمد برية رئيس المجلس، وبحضور اللجنة المكلفة من قبل الأخ وزير التعليم العالي والبحث العلمي برئاسة أ. د. علي قاسم إسماعيل، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وعضوية د. عدنان ناشر، مدير عام المؤسسة التعليمية بالوزارة، وبحضور أعضاء مجلس الجامعة.

وفي الاجتماع تم الوقوف أمام الفاجعة الأليمة التي أدت إلى غرق طلبة قسم المستوى الثاني بكلية التربية البدنية والرياضية بالجامعة صباح أمس الأول.

وبعد مناقشة مستفيضة اتخذ المجلس القرارات التالية:

-1 اعتبار الطلاب الثمانية المتوفين غرقا شهداء الواجب العلمي.

-2 إطلاق أسماء الشهداء على القاعات الكبرى بالجامعة.

-3 تشكيل لجان من مجلس الجامعة لزيارة أسر الشهداء لتقديم واجب العزاء والمواساة العيني والمادي.

-4 منح الشهداء شهادة البكالوريوس في التربية البدنية والرياضية.

-5 المطالبة بتوفير درجات وظيفية لهم بعد منحهم الشهادة والتنسيق مع كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية والجهات ذات العلاقة.

-6 إقامة حفل تأبيني في اليوم الأربعين.

-7 إعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام في جميع كليات ومراكز الجامعة ابتداء من اليوم (أمس).

-8 التقيد بنظام الأمن والسلامة في كليات الجامعة وفي المقررات التطبيقية الخارجية.

-9 إعادة المطالبة بإنشاء مسبح داخلي لكلية التربية البدنية والرياضية بالجامعة.

-10 تقديم كافة أشكال التعاون مع اللجنة المشكلة من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومحافظ الحديدة.

-11 استمرار انعقاد جلسات مجلس الجامعة لتدارس المستجدات واتخاذ القرارات إزاءها.