مهرجان جماهيري وخطابي حاشد في المكلا احتفاء بانعقاد مؤتمر حركة النضال السلمي (نجاح)

> المكلا «الأيام» عبدالرحمن الشاطري

>
شهدت مدينة المكلا بمحافظة حضرموت مهرجانا جماهيريا وخطابيا حاشدا حضره عدد كبير من المواطنين توافدوا من مختلف المديريات القريبة.

وقد تحدث في مستهل هذا المهرجان الخطابي الأستاذ عبدالمجيد وحدين رئيس هيئة حركة النضال السلمي بمحافظة حضرموت، مشيرا إلى أن حركة (نجاح) هي إطار مدني جنوبي يغطي الخارطة الجغرافية والاجتماعية للجنوب وذلك من خلال هيئاتها المنتشرة في مختلف مديريات محافظات الجنوب السبع.

وأشاد وحدين بمؤتمر (الردوع) في الضالع، مؤكدا أن المؤتمر جسد لوحة جميلة للوحدة الجنوبية وشكل بحق خطوة جريئة للدفع بالقضية الجنوبية قدما نحو الانتصار.

وأوضح أن القضية الجنوبية هي قضية وطن مخطوف وشعب مقهور وهي قضية كل الجنوبيين وأن الانتصار لها مهمة كل الجنوبيين.

وقال «إن حركة (نجاح) ليست مع من يشكك في جدوى أساليب النضال السلمي فتجارب الشعوب وتجربتنا في الجنوب تثبت عكس ذلك، فالتعبير لن يتحقق بمجرد الشكوى أو البقاء في مقاعد المتفرجين ولابد من رفع الصوت حتى يصل إلى كافة المستويات».

وتطرق وحدين في كلمته إلى ما حدث مؤخرا بين صيادي المكلا وصيادي روكب، وقال «لقد كانت فرحتنا كبير بانعقاد مؤتمر الضالع، لكننا صدمنا عندما وجدنا المكلا وروكب تسيران بالاتجاه المعاكس بعد أن نجحت الأيادي الخفية في بذر بذور الفتنة بين أبناء الأسرة الواحدة، فاستحالت السعادة حزنا عميقا، ولكننا أبدا لم نفقد تفاؤلنا لأننا ندرك أنها سحابة صيف وستنجلي».

وحمل وحدين السلطة المسئولية كاملة عن ما حدث، مؤكدا أن «ما حدث هو صناعة رسمية خالصة، إن لم يكن بالتحريض فبالتقصير وهو حالة نموذجية لنهج السلطة الثابت في العبث بالثروة وتكريس سياسة فرق تسد»، مشيرا إلى أنه «عندما يتراخى القانون أو يغيب تشتد العصبيات وتجتهد الأطراف المختلفة في فرض قانونها الخاص».

وطالب وحدين السلطة بإصلاح ما أفسدته وتعويض المتضررين، وقال: «إن ما حدث يفرض علينا التحلي بقدر أكبر من الوعي وعدم السماح لأي كان بأن يجرنا إلى مربع العنف والفتنة خاصة في هذا الظرف الحساس، حيث تتجه الجهود من أجل توحيد الصفوف خلف قضيتنا المشتركة ومن أجل رفع الظلم الذي يطالنا جميعا بدون استثناء»، منبها إلى أنه «إذا نجحت محاولات الفتنة في أي مكان آخر، فلا يجب أن تنجح في حضرموت وخاصة بين أبناء المكلا وروكب، الذين يشكلون بالمعنى الحرفي أسرة واحدة».

وأثنى وحدين على الجهود الخيرة التي بذلت من أجل احتواء الأزمة، داعيا في ذات الوقت «إخواننا الصيادين (أفرادا وتعاونيات) لدراسة إمكانية تشكيل مجلس للعقلاء من كل التعاونيات يكون بمثابة مرجعية للصيادين وصمام أمان لتفادي تكرار ماحدث».

وأكد وحدين في كلمته أن «النظام القائم قد انقلب على الوحدة، كما انقلب على الثورة من قبل».

ومضى وحدين قائلا: « ليست لدينا أية أوهام أن القضية الجنوبية سهلة وأنها ستحل بين ليلة وضحاها، وبدون تضحيات، ولكننا على ثقة تامة أننا وضعنا أقدامنا على الطريق، ولا يخلو أي طريق من المنعطفات والمطبات، مشيرا إلى أن الحراك الجنوبي فرض معادلة جديدة في الساحة السياسيين، حيث بدأت العجلة تدور ولكن من أجل استمرارها في الدوران لابد من تزويدها بالطاقة من خلال الانخراط الواسع للجنوبيين في النضال السلمي بمختلف أشكاله من الكتابة، شعرا ونثرا إلى الاعتصام والمسيرة والأحزاب والعصيان المدني ومن كل حسب قدرته».

وألقيت في المهرجان كلمة أحزاب اللقاء المشترك بحضرموت ألقاها الأخ يمين صالح بايمين، الرئيس الدوري لمشترك حضرموت، مشيرا إلى أن «إنجازات الحراك الجنوبي قد برزت في إظهار القضية الجنوبية على المستويين الإقليمي والدولي باعتبارها قضية عادلة ذات دلالات عميقة في فهم مشكلة الحكم وسياساته التي أساءت إلى الوحدة في ظل نظام المركزية المفرطة الذي أديرت به البلاد وروابط مشبوهة ناشئة من ولاءات قبلية وعشائرية أجهضت المشروع الوطني نحو بناء الدولة الحديثة ليحل محلها نظام التخلف والفوضى والفساد».

واستعرض بايمين في كلمته «الكيفية التي تتعامل بها السلطة مع حركات النضال السلمي في الجنوب وإصرارها على عدم الاعتراف وممارسة القمع والتخوين والمطاردات، ومحاولات إحداث خلخلة وتمزيق التلاحم بين قيادات الحركة وتشجيع العناصر المتطرفة لتشويه سمعة الحراك من خلال جعل المشترك خصما للحراك ولذا وجب استهدافه وهو ما أنجرت إليه وللأسف بعض الحركات المناضلة في الجنوب».

وتحدث في المهرجان الداعية الإسلامي سالم سعيد بادقيدق، داعيا فيها أبناء الأمة لرفض الظلم والعدوان.

كما ألقى الشاعر الشعبي المعروف رمضان عمر باعكيم قصيدة شعبية تحدث فيها عن المعاناة والقهر الذي لحق بالمواطنين.

وفي كلمة عبر الهاتف تحدث الناشط والنائب البرلماني صلاح الشنفرة إلى أبناء حضرموت قال فيها: «إننا منتصرون وقضيتنا واضحة لاتقبل المساومة»، ولم يتواصل حديث الشنفرة عبر الهاتف بسبب انقطاع الاتصال لأسباب غير معروفة.

وأصدر المشاركون في المهرجان بيانا سياسيا أعربوا فيه عن ارتياحهم الكبير لانعقاد المؤتمر العام الأول (الدورة الأولى) لحركة النضال السلمي في الجنوب (نجاح) بالضالع يوم 23/3/2009م، سواء من حيث إقرار الوثائـق أو انتخاب الهيئات وخاصة اللجـنة التنفـيذية برئاسة المناضـل صلاح الشـنفرة.

وأكد المشاركون في المهرجان «أن مجرد انعقاد المؤتمر بالضالع، في هذا الظرف بالذات، يعتبر نجاحا كبيرا بحد ذاته»، مشيرين إلى ان «انعقاد المؤتمر جاء في وقت كان الجنوبيون يتطلعون إلى خطوة جريئة تنتقل بالحراك الجنوبي إلى مرحلة متقدمة على طريق الانتصار للقضية الجنوبية، وفي وقت كان الجنوبيون يتوقون فيه إلى لم الصفوف، وتوحيد الكلمة ونبذ الخلافات».

وأوضح أن البيان الصادر عن المهرجان أن «مؤتمر الضالع قد جاء إلى جانب أدبياته الأخرى، مستجيبا للكثير من تطلعات الجنوبيين، وقدمت جهدا مشكورا في تشخيص القضية وفي بلورة رؤية متوازنة يمكن أن تشكل أساسا لمزيد من الحوارات والمناقشات على طريق توحيد الصف الجنوبي وإنتاج آلية العمل الموحد».

ودعا المشاركون في المهرجان في ختام بيانهم إلى «ضرورة من الجهود لتوسيع دائرة الحوار لتشمل كافة الأطراف الفاعلة في المجتمع الجنوبي من شخصيات اجتماعية وأكاديمية وأحزاب وهيئات ومنظمات مجتمع مدني وذلك على طريق تعزيز وحدة الجنوبيين خلف قضيتهم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى