في الذكرى السادسة عشرة لرحيل الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم 1/4/1993- 1/4/2009.. شقيقته نجاة أحمد قاسم في حوار خاص لــ «الأيام»:أتمنى الإسراع بإصدار كتاب عن حياة الفنان الكبير أحمد قاسم وأطالب الجهات المختصة حماية تراثه من العبث وسرقة ملكيته الفكرية

> «الأيام» لبنى الخطيب:

>
تربوية قديرة في مادة اللغة العربية درست في عدد من مدارس عدن الحكومية والثانوية التجارية وهي الآن متقاعدة، عملت بحب وإخلاص وكل اقتدار سكنت مع أسرتها في حافة «الشريف» والقريبة من( الزعفران والعجائز والقاضي) تلك أسماء «حوافي» في مدينة كريتر المميزة وحاملة عبق الحياة وتاريخ من مدينة عدن الطيبة والولادة بالطيبين. وكما سكن فيها الكثير من الفنانين.

احتضن منزلهم الكثير من الأهل والأصدقاء بالإضافة لبروفات الغناء، جمعهم الحب والهوى لعدن واليمن والغُنى بكل لون و معنى. و ضيفتنا العزيزة نجاة أحمد قاسم شقيقة الفنان أحمد بن أحمد قاسم الذي أحب وتغنى للحبيبة واليمن كما أحب وعشق فنه وإبداعه الكثيرون منذ بداية مشواره ومازال هناك عشاق لفنه رغم زخم الأغاني في زمننا هذا و بعضها تفتقد للذوق معتمدة على حركات الجسم من غير معنى ونغم وبل أصمت الأذن، و لنجاة أحمد قاسم أيضا إسهامات سابقة في الغناء بتشجيع من أخيها وأهلها.

> في ذكرى رحيل الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم ماذا تقولين ؟

> أشكرك يا لبنى وأشكر كثيرا الأخوين القديرين العزيزين الناشرين هشام وتمام باشرا حيل على إتاحتهم لي الفرصة للحديث على صفحات «الأيام» محبوبة أكثر من إنسان لأعبر بكلمات بسيطة وقوية عميقة في المعنى بذكرى رحيل الأخ والصديق والفنان والإنسان صاحب القلب الكبير الذي أحب الصغير والكبير أبدع وأعطى الكثير للأغنية اليمنية، وفراقه صعب علينا إلا أنها سنة الحياة و يرحمه الله، و يسعدني أنه لازال هناك الطيبين ومنهم الذواقين لفنه وإبداعاته ومقدرين ذلك الأصيل الفنان أحمد قاسم.

>هل كانت لك اهتمامات غنائية؟

> حينما كنت صغيرة شاركت ضمن «الكورس» في أغنيات أحمد قاسم، وعندما بدأت أكبر وتحديدا في عام 1963م شاركته الغناء في أول ثنائي مشترك «دويتو» أداه أحمد قاسم في أغنية «الأسرة» من كلمات الشاعر القدير أحمد شريف الرفاعي و ألحان أحمد قاسم ومضمونها يعالج المشاكل الأسرية وأهمية مساعدة الأهل في حلها وليس في تعميقها، مطلعها الأول بصوت أحمد قاسم:

اسمعي يا أختي أجيتك عندي لك والله كلام

قلت أجيلك لما بيتك أسمع القول والكلام

ترد الفنانة نجاة قاسم :

هات وقلي أيش كلامك بأسمعه منك تكلم

والله أنت جيت في وقتك قلبي من صبره تألم

يرد أحمد: شوفي زوجك جاء شكالي

قالي ما ترحم حالي العزائم كل يوم

سينما يوم بعد يوم

وفي مقطع آخر ترد نجاة قاسم تقول : كل يوم يأكل (عقاره) ما يحس أبدا خسارة ولما اطلب منه حق السينما يفعل شطارة ذي أبا كل الحقيقة جابلي كربة وضيقة

وختاما يرد أحمد قاسم :

بالمحبة والسعادة القليل يصبح زيادة والحياة العائلية بالوداد تصبح هنية بالتعاون بالشدائد تبقى عيشتكم رضية

> يا سلام صوتك غنائي و قوي و ما زلت تحفظي كلمات الأغنية ولحنها رغم مرور هذه السنين ؟

> طبعا لازالت كلماتها محفورة في القلب و الذاكرة والأشياء الجميلة لا تنسى رغم مرور السنين، سجلت لإذاعة عدن في ذلك الزمن وأرجو أن تكون محفوظة في المكتبة الصوتية الإذاعية ولم يطلها أي عبث و أتمنى أن يعاد بثها فهي لم تفقد قيمتها في الرسالة الهادفة لحل المشاكل الأسرية التي صارت كثيرة هذه الأيام. وكما أديت أغنية «رمضانية» و الأخرى عاطفية «مش حرام عليك». وهنا أذكر من عاصرنا واطلع الأجيال الجديدة من القراء الكرام قدمت أغنية «الأسرة» على خشبة مسرح سينما «بلقيس» العريقة في منطقة حقات في كريتر ،و قدمني في الحفل الفنان المصري ماهر العطار صاحب ألأغنية المعروفة «افرش منديلك على الرملة» ولقد صاحبت في العزف فرقة مصرية مكونة من خمسة وثلاثين عازفا، وبمشاركة وصلات راقصة للراقصة المصرية الشهيرة آنذاك «قطقوطة» على نغمات أغاني أحمد قاسم .

> من كان يدعو الفرق العربية للمشاركة في إحياء الحفلات الفنية في عدن ؟

> كانت تقام العديد من الحفلات الفنية، حيث يتحمل نفقات إقامتها وأجرها عدد من التجار المنظمين للحفلات في عدن، وكما أحضر أحمد قاسم في عامي 1963 و1964م الفرق المصرية الفنية إلى عدن وبينهم عدد من الفنانين محمود شكوكو ، و هيفاء علام ، شفيق جلال الذي غنى آنذاك أغنيته الشهيرة «جنة عدن ياجنة وطول عمري أتمنى» و المنلوجست ثريا حلمي وزينات علوي .

فريد الأطرش وأحمد قاسم

> لماذا ارتبط اسم أحمد قاسم بمصر كثيرا؟

> لقد خدمته الصدفة في ذلك وتلقي أحمد قاسم تعليمه العالي في المعهد العالي للموسيقى، بعد أن أحضر الإخوان حسن وحسين خدابخش إلى عدن الفنان فريد الطرش لتقديم الحفلات الفنية، وذات يوم أخبر الأخوان خدابخش أحمد قاسم للحضور إلى منزلهم وطلبوا من الفنان فريد الأطرش أن يستمع لموهبة جديدة في عدن ، غنى أحمد قاسم آنذاك أغنية فريد الأطرش «دمعك على الخدود سطرين» أعجب فريد الأطرش بصوته وأداه وأخبر الأخوان خدابخش بضرورة الاهتمام بهذه الموهبة الجديدة وإرساله إلى مصر لصقل إمكانياته الغنائية الكبيرة في معهد للموسيقى.

وسافر أحمد قاسم إلى القاهرة في عام 1957م عن طريق منحة دراسية من وزارة المعارف التي تحمل قيادتها خال الأستاذين الناشرين هشام وتمام باشراحيل، وفي 1960م أكمل أحمد قاسم دراسته وعاد إلى عدن وتجددت عودته إلى القاهرة عام 1962بعد فشل حبه من «كرستينا» الانجليزية وقرر تسجيل أغانيه في استيديوهات مصر ومنها « يا عيباه» و «أحبها» وأغان أخرى ، وتولدت لديه الرغبة أن يمثل دور البطولة في فلم مصري من إنتاجه يشرح تجربته الفاشلة في الحب فأخبر بذلك الفنان توفيق الدقن الذي ساعده في التعرف على المخرج عادل صادق . في 1965م قام بدور البطولة في الفلم العربي «حبي في القاهرة» أمام البطلة الرقيقة زيزي البدراوي إلى جانب عدد من النجوم منهم عبدالمنعم إبراهيم، محمود المليجي وتوفيق الدقن، الفلم نجح شهرة وجماهيريا ولكن للأسف لم تغط إيراداته نفقات إنتاجه.

إن شاء الله صوتي يوصل

> تمر الذكرى السادسة عشر لرحيل الفنان أحمد قاسم ولماذا لم يصدر حتى الآن كتاب يؤرخ مسيرة حياته الفنية الحافلة التي تعدت حدود اليمن ؟

> ماذا أقول؟! ماذا أحكي؟! لقد طرحتي سؤال محيرني ومؤلمني كثيرا أنا وأسرة الفنان أحمد قاسم نسأل لماذا إلى الآن لم يصدر كتاب عن أحمد قاسم؟، رغم أن هناك الوثائق والمعلومات وأغلبها شبه جاهزة منذ زمان ولكن ماذا أقول؟! وفرصة عبر «الأيام» وإنشاء الله صوتي يصل للجهات المعنية ويأتي الفرج القريب لإصدار الكتاب الذي يؤرخ مسيرة حياة حافلة لفنان أحب اليمن .

عشمي كبير في وزارة الثقافة

> وماهي الأسباب لعدم إصدار الكتاب ؟

> في حفل التأبين بأربعينية وفاة أحمد قاسم أعلنت النية الطيبة في إصدار الكتاب، و بدأت الفكرة ولكن مرت السنين ونحن الآن في الذكرى السادسة عشرة لوفاته والوعود الوهمية تتكرر وليس هناك متابعة واهتمام لتنفيذها من الجهات المعنية التي تبنت إصدار الكتاب ، وعشمي كبير في وزارة الثقافة، و لم نفقد الأمل في طبعه، و فكرت في خير صديق للأسرة وصممت أن أشركه للتعجيل في إصدار الكتاب حيث التجأت للأخ علي محمد يحيى كونه باحث وكاتب وفنان تشكيلي ممتاز طرحت عليه الفكرة و استجاب لرغبتي لحبه للفن وتقديره لمكانة أحمد قاسم وقال: «إن من واجبه الاهتمام والمساعدة لمكانة أحمد قاسم الكبيرة» .

رحب بالفكرة

> لماذا لم تخاطبي مباشرة مدير مكتب الثقافة عدن ؟

> لقد طرقت ذلك الباب وتحدثت مع مدير مكتب الثقافة /عدن الأستاذ الشاعر والأديب عبدا لله باكدادة في رغبتنا لإصدار كتاب عن الفنان أحمد قاسم، رحب هو بالفكرة وأبدى موافقته وأخبرني أن وزارة الثقافة سوف تتولى إصدار الكتاب وأبدى استعداده، الله يوفق الجميع للإسراع بإنجاز الكتاب و هو أبسط شيء إنصافا وتقديرا لمكانة الفنان الكبير أحمد قاسم .

سلمت جميع الوثائق

> وما الذي يعيق إصدار الكتاب؟

> بصراحة الأستاذ علي محمد يحيى تحمس لإصداره بالتعاون مع مكتب الثقافة في عدن، و طلب مني أسلمه جميع ما تملك الأسرة من الوثائق والصور من الأرشيف الخاص لأحمد قاسم، وأعطيته في 9 مارس 2007م قبل ذكرى ميلاد أحمد قاسم التي تصادف 11 مارس مستندات و وثائق أصلية و بعضها بخط يد أحمد قاسم بالإضافة إلى النوتة الموسيقية وصور تذكارية نادرة ولمراحل مختلفة من حياته الفنية، وعدد من النشرات من مركز إدريس حنبلة ومساهمات وشهادات من أحاديث الأساتذة القديرين عبدالله عبدا لكريم وأحمد الجابري وأحمد ناصر الحماطي، حيث طلبت منهم ذلك بالإضافة لأرشيف صحف قديمة نشرت عن أحمد قاسم، وتعازي ومراثي في رحيله، بالإضافة جمع ما ينشر من فترة إلى حين في صحفنا، و تحمس كثيرا لذلك أخونا علي محمد وبكل طيبة خاطر وتقدير دون أي مقابل مادي لتجميع وثائق أخرى لازمة للكتاب. لقد كبر كثيرا في نظري أخي علي محمد ومهما أعطيه لن أوفيه حقه باهتمامه لإصدار هذا الكتاب.

لا أعرف متى

> ومتى الموعد المحدد لإصدار الكتاب ؟

> هناك وعود والوعود الكثيرة ولكن حتى هذه اللحظة لا أعرف متى سوف يصدر الكتاب وأنا سلمت كل الوثائق على أمل الانتظار بتنفيذ ذلك الوعد وكنت أتمناها مع هذه الذكرى السادسة عشرة لرحيل فنان اليمن الكبير الموسيقار أحمد قاسم أو بعدها بفترة، و نفرح كاسرة ومحبين باستلام نسخ من الكتاب الذي سوف يظم العديد من المعلومات والذكريات الجميلة الطيبة وتليق بالنجم الخالد ومسيرته الحافلة بالعطاء الفني المبدع. و أملي كبير في وزارة الثقافة والخيرين في هذه البلاد.

> كلمة أخيرة تودين البوح بها؟

> في الأخير لا يسعني إلا أن أرسل تحية خالصة لكل من سوف يساهم في التعجيل بإصدار الكتاب عن أحمد قاسم وتنفيذ ما قيل في حفل التأبين بأن يمنح درجة وزير، حيث لم يصدر هذا القرار إلى الآن، ويا خسارة إن مبلغ المعاش الذي تستلمه أسرة الفنان الكبير يقدر بخمسة وعشرين ألف وخمسة مائة ريال يمني فقط !

هذا و كانت هناك وعود بإطلاق الشارع الذي سكنه في حافة «الشريف» و للأسف الكبير لم تنفذ تلك الوعود وهذه أبسط الحقوق للوفاء لأحمد قاسم، وأضيف هنا إن الإعلام اليمني مقصر كثيرا في نشر تراث أحمد قاسم الغنائي من خلال الكتابة الصحفية أو البث الإذاعي والتلفزيوني لأغانيه ويا عيباه مرات نادرة نسمع أغانيه وهي المتكررة فقط رغم إن أحمد قاسم قدم و سجل الكثير من الأغاني المتنوعة في الإذاعة والتلفزيوني اليمني في كل من عدن و صنعاء.

كما أطالب من الجهات المختصة أن تحمي تراث أحمد قاسم الفني من العبث وسرقة ملكيته الفكرية في الألحان والكلمات ونسبها لأشخاص آخرين .

وكم حز في أنفسنا أن وزارة الإعلام أغفلت تكريمه مؤخرا في يوم الإعلام اليمني متناسية أنه أسهم وقدم الكثير للفن و المكتبة الإذاعية والتلفزيونية اليمنية وعمل في إذاعة عدن .

وأجدها هنا فرصة لأتقدم بالشكر والامتنان لصحيفتنا التي تربينا عليها زمان ومواصلة السير إلى الآن في تناول كل ما يخص مجتمعنا اليمني والعدني وهي صحيفتنا «الأيام» الغراء والمحبوبة وإلى جانب عدد من الصحف الأخرى في بلادي اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى