«الأيام» في وادي عمر .. المركز الثقافي للديس الشرقية كان حلما فصار صرحا

> «الأيام» محمد سالم قطن:

> منذ قرابة الـ3 أشهر جرى الإعلان عن تحويل (قصر الدولة القديم) في مدينة الديس الشرقية محافظة حضرموت إلى مركز ثقافي للأنشطة الثقافية والموروث الشعبي .

قبل هذا الإعلان بسنوات جرى حراك مطلبي وثقافي كبير بين أبناء هذه المدينة العريقة التي تعد واحدة من مدن الخاصرة الحضرمية التي تجمع بين مقومات البيئتين الحضرمية والريفية، قادت هذا الحراك هيئة شعبية ناشئة انتخبها أبناء المدينة تحت اسم (جمعية التراث والآثار بالديس الشرقية) ارتبط الاسم مع المسمى وتشابكت أيدي أعضاء الجمعية معا في مطالبتهم بتخليص قصر الدولة القديم بمدينتهم من حالة الإهمال التي اعترته وتهدم بعض أجزائه، وتطلع بعض المتنفذين للاستحواذ عليه وضمه إلى ممتلكاتهم الخاصة. جمعوا عشرات الوثائق التاريخية ونبشوا في ذاكرة معمدي المدينة وشيوخها عن موروث مدينتهم.

تكلل هذا الحراك بالنجاح وتسلمت الجمعية القصر المذكور وقامت بترميمه ترميما كاملا، وحولت بعض غرفه إلى متحف ضم العديد من المقتنيات التراثية.

عن مسيرة الجمعية ونشاط المركز الثقافي الجديد، التقت «الأيام» الأخ سعيد عبدالرب الحوثري، رئيس جمعية التراث والآثار رئيس المركز الثقافي للأنشطة الثقافية والموروث الشعبي في الديس الشرقية وأجرت معه هذا الحوار:

> جهود جمعيتكم كما علمنا نجحت مؤخرا في إظهار هذا المركز الثقافي وإعلانه، نرجو أن تحدثنا عن تلك الجهود ؟

- شكرا لـ«الأيام» صحيفتنا الرائدة ومرآة الشعب على هذه اللفتة الكريمة.. قصة هذه الجهود تستحق شرحا طويلا ونقول بأن أي جماعة متى ماتضافرت جهود أعضائها وأخلصوا لتحقيق هدفهم للمصلحة العامة فإنهم بالتأكيد سوف ينجحون.

لقد تحقق أخيرا حلمنا في الجمعية وحلم أبناء الديس الشرقية وأصبح مركزهم الثقافي حقيقة واقعة ومفخرة للمدينة ومبدعيها.. الجهد الطوعي للشباب أثمر رغم عدم توفر أبسط المقومات، ونحن سائرون إلى الأمام بإذن الله.

> ماهي الإمكانيات التي تعتمدون عليها في تسيير نشاط هذا المركز الثقافي ؟ وماهو الدعم الرسمي الذي يقدم لكم؟

- حقيقة لوعرف السبب بطل العجب .. نحن نفتخر بأن أهم مقوم لدينا هو اعتمادنا على الذات، وعلى بعض الأخيار من الأفراد حولنا في الديس الشرقية وفي الشحر وفي المكلا .. وهذه النماذج الناصعة نقدم لها جزيل الشكر والعرفان، أما الدعم الرسمي مع الأسف فلا شيء.. أبدا، رغم مناشداتنا ومتابعاتنا بل وصراخنا في بعض الأحيان .

حتى الآن لم نجد غير الآذان الصماء لاندري ما السبب ؟ هل لجهل هذه الجهات المسؤولة لمفهوم الثقافة والتراث؟ أم مكايدة لأبناء الديس الشرقية العريقة ذات المواقف الوطنية ؟ أم يستهدف البعض إفشالنا ووأد مبادرتنا؟ أم أن البعض يبني معلوماته على تقارير زبانية السوء وأعداء النجاح .

قد تستغرب يا أخ محمد نحن ناشدنا وزارة الثقافة وفرعها بالمحافظة رغم تعاطف الأخير معنا ولامجيب، وناشدنا وزارة الشؤون وفرعها بالمحافظة.. ناشدنا السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية ولامجيب .

إذن في مثل هذه الحالة ماذا نعمل؟ هل نحبط؟ هل نغلق المركز؟ كل هذا النشاط الذي أمامك وهذه العروض أقمناها بجهود ذاتية، قد يستغرب الزائر ماسوف يشاهده ونترك له المفاجأة .

وكان الفضل - بعد الله سبحانه- لجمعية التراث التي سخرت إمكانياتها المتواضعة.

> هل يوجد تنسيق وترابط بين مركزكم ومراكز ومنتديات أخرى في المحافظة ؟

- صراحة نحن في بداية المشوار.. إننا نتعلم من هؤلاء الذين سبقونا.. فالترابط موجود قبل ولادة المركز مع جمعية التراث التي صارت من أنشط الجمعيات بالمحافظة بإصداراتها المتميزة، وهي الأخرى معتمدة على الذات ولا تلقى دعما من أية جهة كانت.. لنا اليوم روابطنا الوثيقة مع المركز الثقافي بغيل باوزير ممثلا بشخص الأستاذ محمد سعيد مديجح، وروابط مع اتحاد الأدباء بالمحافظة ممثلا برئيسه الدكتور سعيد الجريري، وروابط في الشحر مع شخصيات ثقافية وباحثين، وشاركنا في كثير من الفعاليات باسم الجمعية، ونأمل أن نحقق الكثير .

> نريد معرفة مكونات هذا المركز الثقافي وأقسامه !

- يتكون هذا القصر (الحصن) -مقر مركزنا الثقافي حاليا الذي كان مقرا للحكم والحكام سابقا- من طابقين وسطح كبير للمناسبات .

الطابق الأرضي يحتوي على قاعات مكتبة (لدينا الآن نواتها فقط)، وقاعة للتراث والمقتنيات القديمة، وقاعة للفرق الشعبية والألعاب، وقاعة للثقافة والإعلام، والطابق الأول قاعة كبيرة للفعاليات، وقاعة للإدارة، وقاعة للكمبيوتر.. كما يوجد سور خارجي وساحة بداخلها مسرح .

> يقال أن الشيخ عبدالله بقشان زار مركزكم الثقافي ومنحكم بعض الدعم! ما حقيقة ذلك ؟

- نعم الشيخ بقشان قام بزيارة للمركز يرافقه نائب الدائرة في مجلس النواب م. عوض السقطري وممثل الدائرة في محلي حضرموت د. عبدالباقي الحوثري، وقد رتب المركز والجمعية له استقبالا حافلا وقدمنا له تصورا بما يمكن أن يقدمه لدعم المركز من أثاث وأجهزة، ووعدنا بتنفيذ ذلك، لكن حتى الآن رغم مرور بضعة أشهر لم نلمس شيئا ولم نتسلم شيئا .

> الأستاذ سعيد، يُعرف عنكم علاقتكم بأبناء الشحر ومواقفكم القديمة فيها.. ماهي رؤيتكم حول الوضع الثقافي في الشحر ؟

- في الواقع أنا حزين كثيرا للوضع المتردي في (سعاد الشحر) لاسيما وهي كانت القدوة لنا في كل شيء، وبها الكم الكبير من المبدعين الرواد على جميع المستويات، لكننا نراهم (كل دجاجة على مرعاض).

لايوجد كيان موحد يجمعهم ولا ارتباط وثيق بينهم، لاندري ماهي الأسباب في ذلك؟ هل هي أنانية البعض أم تغلغل الحزبية الضيقة في نفسيات البعض.. نتساءل عن مانسمعه اليوم من تجاذبات بينهم ومنشورات توزع مليئة بالشتائم، هل هو خلاف صادق أم وهمي على المصالح ؟ نحن نتعلم سابقا من رجالات (سعاد). أملي أن يتجاوز أبناء الشحر الأوفياء هذه المعضلة ويتفرغوا لمصلحة البلد.

> هل من كلمة أخيرة تود قولها؟

-أشكركم وأشكر صحيفة «الأيام»، ومن على منبرها نناشد الجهات المسؤولة بتقديم الدعم المطلوب للمركز الثقافي للديس الشرقية كمؤسسة ناجحة.. نحن سنبقى نناشد ولانستجدي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى