رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> 1-العلامة أحمد كعيتي المحضار.. الميلاد والنشأة.. ورد في كراس «صفحات من حياة العلامة الشهيد الواعي إلى الله أحمد كعيتي المحضار 1313/1392هـ».

الذي تولى جمعه وترتيبه الباحث الزاهد عبدالقادر بن عبدالله بن علي الحوت أن «أول من انتقل من آل عمر المحضار بن الشيخ أبوبكر بن سالم من عينات إلى حبان هوالسيد جعفر بن أبي بكر بن عمر المحضار في منتصف القرن الحادي عشر الهجري، حيث سكنها وبها كانت وفاته سنة 1086هـ وأعقب ثلاثا من البنين هم عيدروس وأبوبكر وعلي، وأعقب علي بن جعفر ذرية مباركة طيبة وانتشرت في اليمن والحجاز وجاوه وإفريقيا وغيرها من الأصقاع الإسلامية».

هوالعلامة الشهيد الداعي إلى الله السيد أحمد بن عبدالله بن سالم بن عبدالله بن جعفر بن عمر بن عبدالله بن علي بن جعفر بن أبي بكر من عمر المحضار بن الشيخ أبي بكر بن سالم... لقب بـ«كعيتي» نسبة إلى سنبوق كان ينقل البضائع من مسقط إلى دبي، وكان يملكه السيد عبدالله المحضار، فانتقل هذا اللقب على سائر ذريته، كما ورد في كراس الباحث عبدالقادر المحضار، كما ورد في المعجم الوسيط بأن الكعيت هو طائر من جنس البلبل صغير الحجم جم النشاط لايكف عن الحركة طول اليوم..

كانت ولادته رحمه الله عام 1313هـ بمدينة حبان من والدين صالحين، فوالده هوالطيب الذكر عبدالله بن سالم المحضار، وكان تاجرا أمينا نشطا بين مسقط ودبي، وكانت وفاته رحمه الله بمسقط، أما والدته فهي الشريفة فاطمة بنت أبي بكر بن عبدالله بن جعفر المحضار.

أخذ العلامة أحمد كعيتي المحضار علومه على أيدي علماء أجلاء منهم: أحمد بن سالم بن عبدالله المحضار، وأبوبكر بن سالم بن عبدالله المحضار، وسالم بن أحمد بن علي بن عمر المحضار، ثم شد الكعيتي الرحال إلى تريم والتحق برباطها الشهير لتلقي العلم على أيدي علمائها الأفذاذ منهم العلامة أحمد بن حسن العطاس (1257-1334هـ) والعلامة علوي بن عبدالرحمن المشهور (1262-1341هـ) والعلامة صالح بن عبدالله الحداد وصاحب نصاب (1279-1352هـ) والعلامة عبدالباري بن شيخ العيدروس (1290-1358هـ) والعلامة عبدالله بن عمر الشاطري (1290-1361هـ) والعلامة مصطفى بن أحمد المحضار (1282-1374هـ).

مدرسة الزهراء وأياد بيضاء للعلامة كعيتي:

كان المغفور له بإذن الله تعالى العلامة أحمد كعيتي المحضار واحدا من كبار مؤسسي مدرسة الز هراء عام 1356هـ وتجشم الجهود الكبيرة المباركة في التعليم والإشراف على التعليم في ذلك الصرح العلمي الذي استمر مشعل نور وهداية في المنطقة حتى عام 1392هـ، وكان من أبرز مدرسي تلك المدرسة العلامة محمد بن حسين بن أبي بكر المحضار والعلامة محمد بن علوي الحداد (الحباني) والسيد الفاضل أحمد بن محسن الجنيدي باعلوي الأستاذ القدير علي بن محمد البحر المحضار رحمهم الله.

كما كان للعلامة أحمد كعيتي المحاضر أياد بيضاء في قضايا العلم، حيث كان - رحمه الله - يقيم الدروس العلمية بمسجد باسيلان في الحديث والفقه والتفسير والأصول واللغة وغيرها من العلوم، كما عمل - رحمه الله - على تأسيس الرباط العلمي بحبان عام 1382هـ بمساعدة الدولة الواحدية، ويفيد الباحث عبدالقادر المحضار:«وقد استمر لفترة قصيرة، حيث انتقل التعليم إلى مدرسة الزهراء وفي تأسيس هذا الرباط يقول الشاعر الشعبي الشهيد محمد بن صالح باسردة:

أحمد كعيتي ذا المعظم عندنا

أحمد كعيتي عندنا مثل الزبيـر

أسس رباط العلم في هذا البلد

خطوة عزيزة ربنا يجزيه خير

ويستطرد المحضار في إفادته وشهادته للتاريخ: «كما ترك - رحمه الله - مكتبة عامرة تحتوي على أمهات المراجع والكتب الإسلامية القيمة في شتى أنواع العلوم، إلا أنها فقدت ضمن مافقد من تراث هذا الإمام رحمه الله، وقال العلامة أبوبكر بن علي المشهور أطال الله عمره ومتعه بالصحة وأدام عطاءه العلمي في كتابه قبسات النور: «ومما يؤسف له بيقين ضياع وإهمال العطاء العلمي والقضائي والأدبي لهذا العلامة والشهيد، حيث لم يكتب أحداعنه شيئاولم يوجد من ذريته أو من حوله من يحافظ ولوعلى اليسير من تراثه الضخم وأعماله الجليلة في وادي حبان ونواحيها، كما أن له مكتبة عامرة عدت عليه العوادي، كما عدت على شخصيته الشريفة ولانقول إلا ما قاله الصابرون:

«إنا لله وإنا إليه راجعون» ص 249

العلامة كعيتي وحصر بعدد من تلاميذه والآخذين عنه

يفيد الباحث المحضار في كراسه السالف الذكر (ص 13): «انتفع به (رحمه الله) أناس كثيرون ومن خواص من انتفع به: الشيخ العلامة محمد بن عمر مسواط المتوفى بعدن سنة 1377هـ والعلامة السيد عبدالله بن حسين لروس المحضار 1336-1402هـ والسيد حسين بن محمد بن قاسم المحضار المتوفى بحبان في 1405هـ والسيد عمر بن سالم الفهد المحضار حفظه الله.

والسيد الشهيد محمد بن عبدالله بن علي المحضار دفين حبان 1348-1426هـ والأستاذ الكبير علي بن محمد البحر المحضار 1355-1401هـ والشيخ صالح بن محمد ذيبان حفظه الله 1348هـ والشيخ علي بن محمد بن ناصر عليوه (رحمه الله) المتوفى في 14 رمضان 1385هـ والأستاذ عبدالله بن أحمد بن ناصر عليوه (حفظه الله) (1345هـ ) والسيد الصالح سالم بن عبدالله الطعزوز المحضار (1361-1413هـ) ومفتي حبان وعالمها السيد محمد بن عبدالله بن محمد الحوت المحضار (1368هـ والعلامة السيد صادق بن محمد بن عبدالله العيدروس (1353هـ ) والأستاذ القدير عبدالرحمن بن جعفر المحضار (1369هـ ).

العلامة الشهيد الكعيتي في سجل الخالدين

كانت وفاة العلامة أحمد كعيتي المحضار (رحمه الله) ليلة 27 رجب 1392هـ وسجله التاريخ شهيدا في إطار الحملة الظالمة التي استهدفت علماء صالحين كان منهم العلامة الكبير أحمد بن صالح الحداد صاحب نصاب (1329هـ -1392هـ) الذي استشهد في نفس اليوم الأسود لاستشهاد العلامة أحمد كعيتي المحضار، ومنهم أيضا العلامة الكبيرمحمد بن سالم بن حفيظ، والشيخ الجليل علي محمد باحميش، وقد تلوثت ذمة النظامين في كل من صنعاء وعدن بسلسلة تصفيات جسدية.

دفن العلامة كعيتي بمسقط رأسه حبان وأعقب (رحمه الله) ذرية مباركة هم: عبدالله وسالم ومحسن ومحمد وحسين وأبوبكر.

2-السيد أحمد بن علي الرفاعي

الميلاد والنشأة:

ورد في كراس «أبو الشيوخ.. السيد أحمد بن علي الرفاعي».. شيخ الطريقة الرفاعية بعدن تغمده الله بالرحمة والرضوان (1338-1428هـ)» الذي أعده الباحث الزاهد عبدالقادر بن عبدالله المحضار: «هو السيد الشريف العربي العارف بالله أحمد بن علي بن عتيق بن علي بن علي بن محمد.. يمر نسبه الشريف بسيدنا عبدالكريم بن صالح عبدالرزاق بن محمد بن علي بن أحمد الصياد سبط الإمام الشهير أحمد الرفاعي.. وينتهي بسيدنا إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم بن جعفرالصادق إلى آخر النسب الشهير».

وجاء في الكراس الذكور أيضا: «ولد (رحمه الله) في مدينة عدن سنة 1338هـ ونشأ في طاعة الله ورضاه وتربى في أسرة معروفة بالتقوى والصلاح، فتعلم القرآن، وشرع في تلقي العلوم الشرعية على أكابر علماء عدن آنذاك، وعلى رأسهم جده العلامة الشهيرالشيخ عتيق بن علي الرفاعي المتوفى سنة 1365هـ والعلامة الفقيه محمد بن أحمد باحلوان الجفري المتوفى سنة 1379هـ وغيرهما، حتى تأهل للإفادة والاستفادة، وظهرت عليه بركة العلم وآثار ملازمة مشايخه مما كان له الأثر الواضح في شخصيته المباركة في مراحل حياته رحمه الله».

السيد أحمد الرفاعي وشياخة الطريقة الرفاعية بعدن:

كما ورد في الكراس السالف الذكر للباحث المحضار: « ظهرت على المترجم له مخايل النجابة منذ صغره، وكان جده الشيخ عتيق يتفرس فيه تأهله للقيام بتحمل مسؤولية مشيخة الطريقة بعدن من بعده فأجازه وقدمه على أقرانه، وهو في ريعان شبابه، ولهذا ما إن انتقل جده إلى الرفيق الأعلى إلا وآلت إليه مقاليد المشيخة بإجماع الكل دون منازع، فقام بتحمل أعبائها خير قيام وانتفع به الخاص والعام وازدادت به الطريقة رونقا وبهاء لما كان عليه من التفاني في خدمة المريدين وطلاب العلم خاصة وجميع أبناء الأمة المحمدية عامة خلال نصف قرن من الزمان».

السيد أحمد الرفاعي والتراكم الرفاعي في عدن

نشرت «الأيام» الموضوع الموسوم «السيد أحمد الرفاعي.. دعا إلى الله ونشر العلم وسار تلاميذه وذريته على طريقته» وكاتبه أحمد بن عبدالغفور بن زين الدين، وذلك في العدد (4512) بتاريخ 12 جمادى الأولى 1426هـ الموافق 20 يونيو 2005م أورد الكاتب تفاصيل قيمة عن الأسرة الرفاعية في عدن ضمنها المؤرخ الشهير بامخرمة في كتابه المرجعي «تاريخ ثغر عدن» ومن الإفادات بأن الشيخ علي بن علي الرفاعي تولى المقام بعد وفاة الإمام أحمد الرفاعي، وأن الشيخ علي كان من كبار الشخصيات البارزة في القرن الثاني عشر الهجري وأنه ولد بعدن ونشأ بها نشأة صالحة في محيط علمي مبارك...».

«... وكان يقيم دروسه العلمية في جامع العيدروس بالإضافة إلى مسجد حسين الأهدل وإلى حلقات الذكر التي تقام بالزاوية الرفاعية كل ليلة اثنين من الأسبوع وظل على هذا المنحى المبارك حتى دعاه داعي مولاه فلباه وذلك يوم 13 جمادى الأولى سنة 1313هـ بعدن ودفن بكود الأسرار بالوهط تنفيذالوصيته...».

«الأيام» تنشر خبر وفاة السيد الرفاعي

نشرت «الأيام» في عددها (5110 ) الصادر يوم الإثنين 18 جمادى الأولى 1428هـ الموافق 4 يونيو 2007م الخبر الموسوم «انتقال (أبو الشيوخ) إلى جوار ربه» الذي أعده عبدالقادر المحضار ورد فيه:

«انتقل إلى جوار ربه الشيخ المعمر والرجل الصالح شيخ الطريقة الرفاعية بعدن السيد أحمد علي عتيق الرفاعي ظهر أمس الأحد بعدن، وما أن تناقل الناس الخبر حتى سارع أهالي عدن إلى الزاوية الرفاعية بموقعها المعروف في حافة حسين بكريتر».

«والشيخ أحمد علي عتيق (رحمه الله) غني عن التعريف اشتهر بتواضعه ولين جانبه ودماثة خلقه بالإضافة إلى صلاحه وتقواه مما أكسبه محبة أهالي عدن وسكانها واعتبروه والدهم، ولهذا لقب واشتهر بأبي الشيوخ، وهو من أعيان عدن وصلحائها، تولى مقام مشيخة الزاوية الرفاعية بعدن مايقارب نصف قرن من الزمان كان خلالها قائما بخدمة الناس متفانيا في قضاء حوائجهم ومساعدتهم، وهو (رحمه الله) من مواليد سنة 1338هـ قضى معظم حياته في إصلاح ذات البين وجمع الكلمة والنصح للأمة، حتى أقعده المرض وكبرالسن في المراحل الأخيرة من حياته حتى انتقاله إلى جوار ربه..

وقد أقيمت مراسم الصلاة عليه، وتشييعه في موكب مهيب حضره جمع غفير من وجهاء عدن والأعيان والشخصيات البارزة فيها، وتمت مواراته الثرى بجوار والده بمقبرة القطيع وسيقام عليه العزاء مدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم في مسجد حسين الأهدل بكريتر بعد صلاة العشاء، والجدير بالذكر أنه (رحمه الله) قد تصدر مساء أمس الأول احتفالات الزاوية الرفاعية بذكرى تأسيسها»

«الأيام» بهذا المصاب الجلل تتقدم بأحر التعازي إلى السادة آل علي بن عتيق الرفاعي وإلى جميع تلاميذ فقيد الأمة الشيخ أحمد علي عتيق الرفاعي ومحبيه، وإلى شيوخ الطرق المختلفة ومنتسبيها كافة في عدن، سائلين الله أن يتغمد الفقيد بالرحمة والرضوان وأن يسكنه أعلى الجنان ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى