«يا أمة ضحكت» عمل مسرحي تونسي جديد يصور الوضع العبثي العربي

> تونس «الايام» نجاح المولهي:

> في مسرحيته الجديدة «يا أمة ضحكت» يبحث المسرحي التونسي نورالدين الورغي عن الذات ويكشف ما يعيشه العالم العربي من اهتزازات برؤية فلسفية سريالية لقيت استحسان النقاد في تونس.

وقال الورغي مؤسس فرقة «مسرح الأرض» أقدم الفرق التونسية الخاصة المحترفة لوكالة فرانس برس بمناسبة انطلاق سلسلة عروض عمله الجديد في مسرح الفنون بدار بن عبدالله في مدينة تونس العتيقة «إن مسرحية يا أمة ضحكت هي كتابة ملحمية عنيفة على مستوى الطرح والصورة والموسيقى».

وأضاف أنها «تعكس الحيرة من الوضع العبثي السريالي الذي يتخبط فيه العالم العربي الذي وصل إلى درجة من الانحطاط لم يسبق لها مثيل (..) هي محاولة للبحث عن الذات ..ذلك الدمل الذي يؤرقنا ولا نريد أن نكشف عنه».

وفي عنوان المسرحية إحالة إلى بيت شعر شهير لأبي الطيب المتنبي يقول فيه «أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم». وتبدأ بظهور زوجين يمشيان بخطى ثقيلة أنهكها التعب بحثا عن بصيص أمل يدلهما عن مكان اختفاء ابنهما «منور» الذي غادر أهله في ظروف غامضة وهو في ريعان الشبان.

وعلى خلفية هذه المأساة يبرز الورغي الآلام الكبيرة التي يشعر بها الزوجان ويلامس هواجسهما وصراعهما المستميت مع الزمن ويكشف الإحباطات المتتالية التي يتعرضان لها أثناء عملية البحث الطويلة والمضنية عن الابن الضائع.

ويمزج الورغي على مدى ساعة من الزمن معاني مليئة بالحزن ليبرز خيبة أمل الوالدين اللذين ضاعا داخل حلقة مفرغة وجدا أنفسهما فيها لينتقلا لاحقا من البحث عن فلذة كبدهما إلى البحث عن ذاتيهما.ويؤدي دوري الوالدين في المسرحية التي كتبها الورغي، كل من جمال المداني وناجية الورغي التي تعد من أبرز الممثلين المسرحيين في تونس وفي رصيدها عدد من الجوائز حصلت عليها في مهرجانات محلية وعربية وعالمية منذ انطلاق مسيرتها العام 1967.

وأشار نورالدين الورغي الذي أسس برفقة رفيقة دربه ناجية الورغي قبل نحو ثلاثين عاما «مسرح الأرض» أن كتاباته المسرحية «تخرج عن المألوف» وهو يبني الشخصيات «وفق إيقاعات تحمل صورا بلاغية متعددة الأبعاد على الممثل أن يكون متشبعا بهزاتها وينجح في إبلاغ معانيها الفلسفية من خلال تحركات داخل فضاء متكامل». واضاف «أدق نفس المسمار في نفس المكان بدون كلل منذ أكثر من ثلاثين عاما في محاولة للقفز إلى الأمام واستنهاض الفكر والعقول ...لأننا (العرب) نملك ذاكرة مثقوبة على عكـس غريمنا الذي يدون كل شـاردة وواردة».

وتابع «كمبدع لا أستطيع أن أكون أطرش أو أصم أو أعمى أمام ما نعيشه من اهتزازات ومآس وحروب وصراعات لها وقعها على الفن بصفة عامة والإنتاج المسرحي بصفة خاصة»، مؤكدا أن «المسرح مرآة الشعوب والمجتمعات وبدونه لا يمكن لأحد أن يرى نفسه». وعلى غرار بقية أعماله المسرحية العديدة التي أنتجها طيلة مسيرة زاخرة على مدى نحو أربعين عاما لقيت مسرحية الورغي «يا أمة ضحكت» استحسان النقاد في تونس.

ورأت هالة حزقي في هذا العمل الجديد الذي وصفته بـ«القصيدة الكبيرة» «مرآة تعكس الواقع المؤلم للإنسان العربي». أما الناقدة والصحافية فوزية المزي فأشارت إلى أن المسرحية «لم تمر مر الكرام بل نجحت في إحداث رجة بداخلنا وزعزعة الوعي النائم». وأنتجت فرقة «مسرح الأرض» طيلة مسيرتها الطويلة 20 عملا مسرحيا بينها «جاي من غادي (آت من هناك)» و «زنديان» و«حوافز السبول» التي تتناول في مجملها الأوضاع في العراق و «محمد الدرة» تحية للطفل الفلسطيني محمد درة الذي قتلته رصاصة إسرائيلية وهو بين أحضان والده و«تراجيديا ديوك» حول مأساة البوسنة.

ومن المقرر أن تعرض مسرحية «يا أمة ضحكت» في مهرجان المسرح في المغرب في السادس من مايو المقبل و في أكتوبر القادم ضمن فعاليات الاحتفال بمدينة القيروان التونسية عاصمة للثقافة الإسلامية العام 2009.

وكشف الورغي أنه بصدد التحضير لعمل مسرحي جديد ضمن مشروعه الثقافي «مسرحيات الحب والحرب»، يتناول «جانبا آخر من مآسي العرب المتكررة»، ومن المتوقع أن يفتتح به مهرجان الحمامات الدولي هذا الصيف. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى