عائلات المعتقلين الذين افرج عنهم الاميركيون بين الفرح والمرارة

> الطارمية «الأيام» جوزف كراوس :

> لم تكتمل فرحة اثنين من المعتقلين العراقيين الذين اقتادهم الاميركيون الى الطارمية بشمال بغداد للافراج عنهم، اذ اعتقلا مجددا ما ان استعادا حريتهما.

وصدرت مذكرتا توقيف في اللحظة الاخيرة بحق الرجلين وفيما كان المعتقلون الثلاثون الاخرون يقبلون اقرباءهم اقتاد شرطيون عراقيون بتكتم الرجلين مجددا الى السجن.

واوضح الكابتن كولي انجيل من اللواء السادس والخمسين في الجيش الاميركي المكلف الاشراف على عملية اطلاق سراح المعتقلين "نقوم بما في وسعنا لتحديث القائمة باستمرار، لكننا نتلقى احيانا مذكرة توقيف في اللحظة الاخيرة".

ويعمد الجيش الاميركي الى اخلاء سجونه مطلقا سراح الاف المعتقلين لطي صفحة ست سنوات من الحرب في هذا البلد، غير ان قوات الامن العراقية تبقى حذرة.

وشهد العراق منذ مطلع الشهر سلسلة اعتداءات تسببت بمقتل سبعين شخصا واصابة نحو 300 بجروح وفي هذا السياق، اعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا انه سيتم التدقيق في ملفات الاشخاص الذين اطلق سراحهم في الاونة الاخيرة.

وافرج الجيش الاميركي منذ مطلع السنة عن 20% من العراقيين ال15 الفا المعتقلين في مراكزه.

وكان من المقرر ان تستقبل بلدة الطارمية السنية شمال العاصمة التي كانت في الماضي معقلا لتنظيم القاعدة، خمسين معتقلا، غير ان 32 فقط نقلوا اليها بسبب مذكرات توقيف صدرت في اللحظة الاخيرة.

وينص الاتفاق الامني الموقع بين واشنطن وبغداد في تشرين الثاني/نوفمبر على ان يسلم الاميركيون الى العراقيين المعتقلين الذين يشكلون خطرا ويطلقوا سراح الاخرين، غير ان لجنة مختلطة تتولى تحديد ما اذا كان المعتقل مؤهلا ام لا لاطلاق سراحه، ما يضفي تعقيدات الى الآلية.

ويثير هذا الامر الكثير من الخيبة والاحباط بين عائلات المعتقلين.

وحين يدخل اولى الذين افرج عنهم قاعة المؤتمرات في مقر البلدية، يغمر الفرح شفاء جاسم وهي تترقب دخول شقيقها وزوجها.

لكن حين تدرك ان زوجها ليس ضمن المجموعة، تنهار منتحبة على مقعد وهي تؤكد انها رأت صورته واسمه على قائمة.

وقال شقيقها "لقد اعتقل الاثنان في الوقت نفسه في القضية ذاتها".

واوضح عضو في قوات الصحوة ان الزوج ما زال معتقلا بموجب مذكرة توقيف اصدرتها السلطات العراقية بحقه.

وبحسب السلطات، فان العديدين من الذين ما زالوا معتقلين مقاتلون من القاعدة وقد يعودون عند اطلاق سراحهم الى حمل السلاح.

وقال رئيس البلدية الشيخ سعيد جاسم حميد "لا شك ان غالبية الذين اطلق سراحهم اخيرا ينتمون ايضا الى القاعدة".

واوضح ان "القاعدة كانت نافذة في الطارمية. وكان في وسعها السيطرة على المدينة والمنطقة برمتها بالترهيب".

وتؤكد جميع العائلات انه تم اعتقال اقربائها "بالصدفة" في مساجد او مقاه او حتى في منازلهم.

ويجلس عبد الرحمن خليل على كرسيه مترقبا بقلق ظهور ابنه البالغ من العمر 28 عاما والمعتقل منذ سنتين، لكنه يخرج بعد دقائق ويقول مغالبا دموعه "ليس هنا. ربما في الدفعة المقبلة ان شاء الله". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى