في الذكرى الأولى لوفاة الأستاذ الفاضل : عبدالله فاضل فارع

> «الأيام» جيهان عثمان:

> كان ياما كان في قريب الزمان، كان هناك رجل فاضل اسمه «عبدالله فاضل فارع»، كان هذا الأديب والمربي والمعلم والمترجم والناقد والشاعر من أوائل المؤسسين لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.

وأول وكيل وزارة للتربية والتعليم وأول عميد لكلية التربية العليا عند افتتاحها في بداية السبعينيات في عدن .. له إسهامات ثقافية وأدبية وترجمات لمسرحيات منشورة في سلسلة من المسرح العالمي والدار العربية للكتاب إلى جانب ترجمات منشورة في بعض المجلات .. كما له إسهامات من الشعر وتحديداً الشعر الغنائي، أغنية «بروحي وقلبي» التي أنشدها الفنان محمد مرشد ناجي على الرغم من أنه لايحب أن تطلق عليه صفة الشاعر، لأنه كما يقول: «لم أبلغ فيه أسمى مراتب ما أصبو إليه فيه ..».

كان عبدالله فاضل معلماً شريفاً وأديباً مثقفاً .. يستقبل بتواضع طلابه ومريديه في بيته للاستزادة في العلم والثقافة والأدب وأحياناً لاستعارة الكتب الممتلئ بها «صالونه الأدبي»، كما يسمونه الذي هو أيضاً غرفة عمله ونومه .. وليس لقلة غرف المنزل، ولكن لامتلائها أيضاً بالكتب التي كان يجمعها طوال سني عمره .. رائحة الكتب تتشبت بك عند تجوالك بين أرجائها وربما قد يقع عليك بعضها إن حاولت الاقتراب، إلا صاحبها الذي ألفته !

كان يعمل كاتباً في وقت فراغه ومدرساً يحضر ما يلقيه على طلبته معتزاً بخط يده الجميل، ومازلت أحتفظ ببعض الأوراق التي صحح لي فيها غلطاتي اللغوية والنحوية.

كان يقرأ ويترجم ويكتب ولم يتوقف عن الكتابة يوماً، ولكنه كان يقول «لا أجد وقتاً للترويج لما أكتب بضاعة مزجاة، وما لا أستطيع عمله قد يقدر على فعله غيري يوماً ما». وكان يقول إنه ينطبق عليه المثل اليمني القائل من عدن «من يدري بك يامن تغمز في الغدرة»، ولكن أمله وثقته بذاته وبقيمة ما يؤدي من عمل وماينتج من كتابة يرجوها ثمراً لا سماداً، يطمئنه بأن ماينفع الناس حتى وإن ظل مطموراً لابد له من بعث ونشور.. وما لا يتم اليوم يبلغ تمامه غداً وأن «من يهن يسهل الهوان عليه». هذا هو الرجل العظيم .. رحمك الله ياعبدالله، لقد أديت رسالتك على أكمل وجه وتعلمنا منك ومازلنا نتعلم ونعلم أبناءنا أنه : كان ياما كان، في رجل فاضل اسمه عبدالله فاضل، أو كما كان يحب : عبدالله فاضل فارع بن زيد المكابري المقطري .

توفي الأستاذ الفقيد عبدالله فاضل فارع في 14 أبريل 2008م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى