عملاقا الفن الأصيل.. وأبريل الرحيل

> «الأيام» نعمان الحكيم:

> هما تاريخان محفوران في الذاكرة والوجدان، لايذهب بهما النسيان أبداً، لأنهما خالدان متأصلان في فكر وعقل الإنسان.. في هذه المدينة التي أنجبت الكبار، هذا أو ذاك الفنان.

وكان لهما ما كان في تاريخ هذه المدينة وفنها، وهو ما سيرويه التاريخ في كل عصر وأوان.. وبعد، فهذه السطور السالفة المبنية على (سجع الكهان) إنما أردنا بها الحديث عن تاريخ عملاقين فنيين، تقاربا في المولد والوفاة، أما العطاء فكان زاخراً وخالداً، وفي النفوس له وقع وخلجان يكاد ينخلع لها القلب من بين الضلوع.. كيف لا وهما النجمان الساطعان: الفنان الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم، والفنان الشاعر محمد سعد عبدالله.. وهل يخفى القمران المنيران؟!

ساعة الموت.. وتقارب الزمن!

ونحن في هذا الشهر، شهر أبريل الذي به فقدنا هذين العلمين والقمرين المنيرين نستذكر ملاحم الرجلين ورحيلهما المفجع.. ياسبحان الله أحمد قاسم يتوفى بحادث مرور في أول أبريل 1993م، وتنساه الحكومة والدولة ويهمل راتبه وحياة أسرته.. ولكنه يظل بين الناس حياً بأعماله الفنية الخالدة إلى أبد الآبدين.

ويأتي بعد (تسع سنوات) وفي الشهر نفسه، لكن بتاريخ مقارب لذلك في 16 أبريل 2002م ليرحل بن سعد، غريد الفن والطرب، بعد معاناة مع المرض، وإهمال ونكران له، حتى وهو في سرير الطوارئ بمستشفى الجمهورية.. لم يحظ بزيارة رسمية قبل وداعه الدنيا، وهو الذي أطرب الدنيا قاطبة، مثلما عطرها أريج ألحان وأغاني الموسيقار أحمد قاسم العدنية الرائعة.

الرحيل في أبريل ما بين أوله ومنتصفه، وبفارق نحو عقد من الزمان، ربما أن الأول لم ير الهوان والذل والإخضاع الحاصلين اليوم لنا، وكأن رحمة الله كانت أرأف به من أن يرى هذا الواقع الذي لو عاش معه إلى اليوم كان فقد صوابه.

وهي حكمة في أن يكون الثاني هو الذي ذاق فيها (الأمرّين) ليتحمل عبء الجحود، ولينقل إلى زميله (في دار البقاء) ما هو هائل ومميت بعد تسع سنوات عجاف عاشها بن سعد بعد وفاة بن قاسم، أما نحن فقد أمد الله في أعمارنا لنسطر هذه الكلمات الخرساء وربما الجوفاء، لكنها قد تكون بمثابة الحجر الذي يلقى في بركة مياه راكدة، فتحرك مياهها أو هي تكاد.. حتى لا ينطمس تاريخ وعطاء وشموخ هذين الكبيرين اجتماعيا وفنيا وثقافيا، بل وسياسيا لأنهما وجه عدن الجميل.

وما بين هذين العملاقين هناك عشرات من الكبار الذين كانوا نجوما في سماء عدن والوطن، لا يتسع المجال لذكرهم.. ولكن لنا مع عديد منهم تناولات إن شاء الله.

فلـ (أحمد قاسم ومحمد سعد) الخلود ولنا ولأسرتيهما جميل الصبر، وعسى أن يتغير الحال لننقل لهما الأفضل والأجمل في حياة قادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى