من ينقذ المبدعين الموصوفين بالعفة والكرامة من معاناتهم مع المرض؟

> «الأيام» محمد صالح الداحمة:

> قرأت مقال الزميلة الكاتبة أمل عياش في «الأيام» الغراء في العدد 5685 بصفحة (الفن والفنانون) فيما يخص الفنان القدير محمد علي ميسري ومعاناته مع المرض الذي أنهكه من كل النواحي.

وسفرياته من أجل الغسيل من مديرية مودية إلى مدينة البيضاء لهذا الغرض، وإني إذ أشكرها على كلماتها القليلة، ولكنها صادقة فيها نداء إلى الجهات المسئولة والمتبوئة مناصب مرموقة والتي صعدت إلى هذه المواقع بفضل هؤلاء المناضلين المبدعين الذين أفنوا حياتهم من أجل تحقيق هذه الأهداف منذ عقود من الزمن مضت، قُسمت فتراتها مابين احتلال وإمامة وتشطير ووحدة. وكان لهؤلاء المبدعين دور كبير لايقل نضالا عن كل من ناضل في جبهات القتال لأجل تحقيق تلك الأهداف المنشودة، فهؤلاء المبدعون أيضا تعرضوا للملاحقات والاعتقالات بما قدموه.. فهم من غنى (لصنعاء وعدن وللثورة والجمهورية والوحدة والوطن) وهم من ألهب مشاعر الثوار والشعب آنذاك وفجر في قلوبهم ثورة الغضب التي رفضت حكم (الوصاية والظلم والاستبداد والاستعباد).

وللأسف إن هؤلاء المبدعين أصبحوا لاحول لهم ولا قوة ومحرومين من أبسط المقومات، بينما نرى هذه الجهات لاتحرك ساكنا رغم ما يكتب في الصحف والمجلات، بل ينعمون بالملايين والفلل والسيارات الفارهة والسفر للفحص والعلاج في أفخم المستشفيات في كبرى الدول غير مبالين بهؤلاء المبدعين إلا بعد أن يتوفاهم رب العباد أو في التأبينات إذا كلفوا أنفسهم.

وبما أنني أول من كتب عن معاناة الفنان محمد علي ميسري ومحنته بهذا المرض في صدر صحيفة «الأيام» ولما يجمعني به عن قرب معيشتنا في منطقة واحدة وهي مدينة مودية، لم أر طوال فترة مرضه سوى بعض الشخصيات المرموقة التي التفتت إليه بعين الاعتبار، ولاننسى لها ذلك الجميل.

ولكن معاناة مرضه ليس لها حد وبحاجة إلى الرعاية الدائمة، وبما أن الفنان الميسري من المبدعين القلائل الذين يتصفون بالعفة والكرامة وعدم التردد على الأبواب، فيجب أن يكون محط استجابة.. أو أنه لاحياة لمن تنادي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى