وللفن أسراره .. هل فن الكاريكاتير مهنة الرجل فقط؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> الصحافة بصفة عامة مهنة المتاعب، والأكثر تعباً من مهنة المتاعب هو فن الكاريكاتير.. فرسام الكاريكاتير دائماً مستهدف ومعرض للانتقاد وربما للاعتداء بالضرب في بعض الأحيان.

كما أنه معرض للتوقف عن العمل أو للسجن من قبل السلطة الحاكمة في بلده لو حاد عن سياستها، ويحدث هذا بالطبع في دول عالمنا الثالث.

لهذا رسام الكاريكاتير الصادق يجب أن يكون صبوراً على اللوم، شجاعاً لا يخاف التهديد والوعيد، لأنه بهلوان يسير على سلك من علو شاهق في سيرك الصحافة.. يحاول أن يحمي نفسه من السقوط بين الجمهور و السلطة الحاكمة. فهل تستطيع المرأة أمام هكذا معاناة أن تعمل في مجال الكاريكاتير؟

في اعتقادنا على الرغم من أن المرأة كثيرة النقد والتذمر إلا أنها قادرة في الوقت نفسه أن تجامل وتزين ما سبق لها أن انتقدته، وهذا لا يعني أن المرأة منافقة، ولكنها بطبيعتها أكثر ميلاً للحفاظ على الروابط والعلاقات الاجتماعية، كما أن طبيعتها وتربيتها تفرضان عليها التزاماتها بقيم المجتمع.. الأمر الذي يجعل اقتحامها مجالاً كالكاريكاتير يحتاج إلى قدر كبير من الجرأة والإقدام والمواجهة وتحمل المشاكل، وهي أشياء قد تكون بعيدة إلى حد ما عن طبيعة المرأة.

إن رسم الكاريكاتير مهنة تجلب الشيخوخة، ومن يعمل فيها لا يعيش طويلاً، وثمة إحصائية علمية أجريت في كندا تشير إلى أن الصحفيين في العالم يموتون مبكرين، ويسبقهم رسامو الكاريكاتير.

والمرأة بطبيعتها كما هو معروف للجميع لاتحب أن تشيخ ولا ترغب بالموت المبكر، كما أن المرأة لاتحب تشويه الحقائق، والكاريكاتير يحتاج إلى بعض التشويه.

إن المرأة تنجح كرسامة للأطفال، لأنها تملك الخيال الواسع والعاطفة الفياضة، لكنها قد تخفق في الرسم السياسي والاجتماعي- أي رسم الكاريكاتير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى