عبدالقادر الكاف.. يعلن «موطني أصبح شتات».. المكافأه والتكريم .. في شرطة تريم

> «الأيام» رياض عوض باشراحيل :

> المثقفون والمبدعون في كل أمة هم الذين يعطون رحيق آرائهم ومشاعرهم وعصارة عقولهم لأمتهم، ويمنحون لمجتمعهم وزنه الحقيقي.

وذلك لارتباطهم العميق بواجب نحو الأرض التي نبتوا فيها وترعرعوا في أحضانها والناس الذين نشأوا بينهم وعاشوا معهم.

الشاعر الكبير عبدالقادر الكاف (أبو حداد) هو ابن البيت العريق الذي التصق بتراب مدينة العلم والعلماء الغناء (تريم) بحضرموت وبوطنه اليمني كله منذ القديم ونهل من معين الريادات من أسرته ماطاب له، وكانت الرياده الفنية والشعرية والإبداعية في الماضي القريب لجده من أمه حداد بن حسين الكاف عليه رحمة الله .

إنها جذوة الإلهام والموهبة التي يهبها الله للأصفياء والرواد في كل أمة، وشاعرنا عبدالقادر الكاف هو أحد مواهبنا الكبيرة في فننا الغنائي، أعطى بسخاء، وعصر سني عمره ليخلق لأمته فنا أصيلا ويجسد في فن بلاده الإبداع الراقي الذي يشار إليه بالبنان، ويمنحه السمو اللازم لخروجه خارج حدود الوطن، فكان عبدالقادر الكاف ابن «تريم الغناء» بحق جزءا أصيلا من التراث الغنائي الحضرمي واليمني، حمل في وجدانه قضايا الوطن وهم المواطن، وعكس تلك القضايا والهموم في قصائده وفي فنه الذي أضحى كالشعلة الملهبة للوطنية وتعميق حب الأرض والقوة الدافعة للجماهير بالعمل لإصلاح المجتمع والوطن.

وقد تملك الوسط الثقافي والاجتماعي والفني في بلادنا الدهشة والعجب والاستغراب لاستداعاء مركز شرطة تريم شاعرنا الكبير وملاحقته ومساءلته دون وجه حق، وهذا السلوك يهدف إلى النيل من مكانة هذا المبدع ، في سابقة خطيرة ضاربين عرض الحائط بكل الإنجازات الوطنية والقيمة الحقيقية لهذا المبدع ومنزلتها السامية والرائدة في وطنه، بيد أن أولئك الذين حاولوا التسلق على أكتاف هذا العملاق سقطوا من القمة إلى السفح ، إذ إن مضايقتهم لم تضعف إيمان شاعرنا الراسخ بقضايا مجتمعه، ومساءلتهم له لم تثنه عن الاستمرار لخوض المعركة الاجتماعية والفنية في وطنه .

إن رسالة المبدع عبدالقادر الكاف نحو وطنه هي أن يعطي بلاده كل مايملك، يعطيها وزنها الحقيقي، وأن يشارك في صنع تاريخها وأن يصوغ قيمها وأفكارها وأن يرسم بريشته الشعرية صورتها الحقيقية بصدق.

إضافه إلى ذلك ومن خلال تأييده الإيجابيات ونقده السلبيات في مجتمعه فهو يساهم في توجيه دفة قيادة بلاده السياسية والاجتماعية إلى بر الأمان بما يخدم مصالح الشعب.. فهل يدرك رجال شرطة تريم هذا الدور المناط بمبدع في وزن عبدالقادر الكاف؟ وهل يليق باسم تريم الغناء التي أحبها الكاف وذاب عشقاً في وجدها وتغنى بها في شعره- بدلا من أن تكرم هذا المبدع بما يليق بمكانته تقديراً له ووفاء لأدواره الوطنية وعطائه الشامخ بدلا من ذلك تتسبب في إيذائه وإذلاله وذبح مشاعره وهدم معنوياته بهذه الصورة التي مارسها معه مركز شرطة مدينته؟ هل هذا هو وفاء وتكريم شرطة تريم لابن تريم البار عبدالقادر الكاف؟!

إن الواجب الوطني والثقافي نحو هذا المبدع الكبير يتطلب إدانة هذا الفعل المشين واستنكاره ، والمطالبة بشدة محاسبة من اقترف هذا السلوك ومعاقبة من تسبب في ذلك الإذلال والإهانة التي تعرض لها هذا الشاعر المبدع من قبل أولئك الذين لايعرفون وزناً لقيم الرجال ولا للقامات الشامخة من أمثال عبدالقادر الكاف، حتى لاتتكرر مرة أخرى مثل هذه المأساة مع شاعرنا أو مع غيره من مثقفينا حتى لانصل إلى ما وصل إليه شاعرنا بعد هذه الحادثة من الإحباط واليقين بشتات الحلم واقتلاع الأمل في إصلاح هذا الوطن.. فـ«المنزل» هو الوطن الذي يتمزق ويتشتت ويختطفه أصحاب النفوذ، حيث أضحى اليوم مصدراً للخوف لا للأمان وللقلق والنأي عن الراحة، و«الأمل» هو وحدة الوطن التي زرعها الشاعر في أحشائه وللأسف تم اقتلاعها بعد أن استغلت من قبل متنفذين لأهداف غير صادقة ولا نزيهة، هذا الألم والتمزق والأنين هو صدى الحادثة في وجدان شاعرنا الكبير، وهو ماعبر عنه بعد هذه الأزمة مباشرة في قوله :

«منزلي أصبح شتات ... فيه ما يهنا السبات ... والأمل اللي زرعته ... بين أحشائي زراعة ... للأسف تم اقتلاعه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى