شهر أبريل .. على قرنك وقرن بوك

> أحمد عبدالله امزربة :

> في بعض مناطق محافظة أبين وبعض المناطق المجاورة لها من محافظة البيضاء ، إذا أراد شخص أن يدعو عليك بمصيبة يقول: «يوم الربوع على قرنك وقرن بوك» لأن هذه المناطق تتشاءم من يوم الأربعاء (الربوع) من أيام الأسبوع.

ففي هذا اليوم لايلبسون ولايخيطون ثوبا جديدا حتى وإن صادف أول أيام عيد الفطر أو عيد الأضحى، فلا يلبسون ثياب العيد إلا بعد أن تدخل الساعات الأولى من اليوم الذي يليه (الخميس) أو يلبسونها في اليوم الذي قبل الأربعاء ولايسافرون من مناطقهم إلى مناطق بعيدة في هذا اليوم، ولايقيمون عرسا ولا يعقدون قرانا ولا يوقعون اتفاقيات ولايشترون سيارة جديدة ولا أنعاما للمتاجرة بها في هذا اليوم الأربعاء (الربوع).

وقد اختلفت الروايات حول التشاؤم بهذا اليوم في هذه المناطق، بعضهم يقول : إن في مثل هذا اليوم اجتاحت عساكر الإمام في بداية القرن العشرين مناطق الرصاص في البيضاء وعاصمة السلطنة العوذلية في زارة ولودر أو المناطق المجاورة لها، وكان من أصعب أيام حياتهم التي عاشوها، لهذا كان يوم الأربعاء (الربوع) عندهم يوما مشؤوما.. استمر التشاؤم به على مر الأجيال حتى يومنا هذا، لذلك فإن الناس في هذه المناطق إذا حصلت مشكلة لأحدهم أو تعرض لمصيبة أو فقد شيئا غاليا عليه تجدهم يقولون المقولة المشهورة «يوم الربوع على قرنك وقرن بوك» .

الظاهر أن الجنوبيين كافة سيتشاءمون من شهر أبريل لما فيه من مآس وانتهاكات تكررت عليهم في هذا الشهر بالذات، ففي أبريل من عام 1994م تم إعلان الحرب على الجنوب، وفي أبريل 2008م تم اعتقال نشطاء الحراك السلمي الجنوبي ومداهمة منازلهم بعد منتصف الليل واقتيادهم إلى السجون بملابس النوم في سابقة خطيرة وانتهاك صارخ للدستور والقانون، وفي أبريل 2009م تم الاعتداء على أهالي قرو في مديرية البريقة واقتياد النساء والأطفال إلى السجون في انتهاك فج لحقوق الإنسان دون أن يردعهم وازع ديني أو أخلاقي، وفي أبريل 2009م استمر مسلسل القمع والإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان ومصادرة الحريات وإذكاء ثقافة الكراهية بين أوساط المجتمع حين أقدم متنفذون على استحداث مواقع عسكرية في ردفان، وفي أبريل 2009م خرج المواطنون في ردفان في تظاهرات سلمية للتنديد بهذه الممارسات التعسفية والاستفزازية فتصدت لها أجهزة السلطة بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع مخلفة 3 قتلى و20 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال! ناهيك عن الخوف والرعب الذي أحدثته هذه القوات بين أوساط المواطنين، وفي أبريل2009م تم اعتقال باملعم من قبل الاستخبارات العسكرية في حضرموت وأخذه إلى جهة غير معلومة، وفي أبريل 2009م تم اختطاف واعتقال الشخصية الاجتماعية والسياسية السفير قاسم عسكر من الطريق.

وفي 22 أبريل 2009م تتزامن محاكمة «الأيام» والناشرين هشام وتمام باشراحيل في عدن مع محاكمة المناضل العربي أحمد عمر العبادي في صنعاء، مايؤكد أن الجنوبيين سيرددون مقولة: شهر أبريل على قرنك وقرن بوك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى