في دائـرة الضـوء.. أياكس أمستردام " والقضية اليهودية .. المزحة التي أصبحت شعاراً..!!

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> في أواخر ليلة يوم الأحد 30/1/2005 كانت جماهير فريق أياكس أمستردام تقول وهي على يقين : "جماهير فريق أدو دين هاغ كانوا هم المخرّبين "، وذلك بين مظاهر الشغب التي حدثت في ذلك اليوم بعد مباراة الفريقين في العاصمة الهولنديّة " أمستردام " وبقيت الشرطة تبحث في الأمر لمدّة أسبوعين من ذاك التاريخ ، وهناك نديّة كبيرة وقديمة بين الفريقين ، وهما ليسا الوحيدين في هولندا، حيث هناك العديد من الجماهير التي ارتبطت بالقيام بأعمال غير رحيمة أبداً منذ القدم، ففي شهر 3 من عام 1997 اندلع قتال بين عصابات من مشجّعي فريقي " أياكس أمستردام " و " فينورد روتردام " ممّا أدّى إلى مقتل مشجّع شاب، لكن العنف في هولندا قد يكون لفظيّاً أيضاً حيث منذ بدء العديد من أفراد جماهير الأياكس بمناداة أنفسهم بـ "Joden" أي " اليهود " في ملاعب كرة القدم وفي الاحتفالات، واجه جمهور الأياكس بشكل عام أصوات الإستهجان وهي شبيهة بصوت تسرّب الغاز " سسسسسسسس " من جماهير الأندية الأخرى، ذلك بالإضافة إلى العبارات المناهضة للساميّة بالعودة إلى تسمية المشجعين لأنفسهم باليهود!
بالرغم من أنّ جزءاً كبيراً من عشّاق نادي العاصمة الهولنديّة ليس لهم علاقة بمضمون الديانة اليهوديّة، إلا أنّهم اكتسبوا عادةً غريبةً تقتضي رفع أو وضع رموز يهوديّة، كما أنّ ملعب الأياكس كان يمتلئ خلال المباريات بأعلام الدولة المزعومة " إسرائيل "، وأصبحت مشاهدة " نجمة دايفد " - كما يطلق عليها - أمراً شائعاً جدّاً بين جماهير الأياكس، سواء كانت على الملابس أو القبّعات أو الأوشحة، وفي أيّام المباريات يقوم ما يقارب الـ 5 آلاف مشجّع أياكسيّ بترديد "Joden .. Joden"، بالإضافة إلى التلويح بأعلام إسرائيليّة كبيرة جدّاً، ويقول " Erwin Pieters " المنتمي لنادي Onafhankelijke Fanclub Ajax أو ما يدعى بالـ (OFA) : " هذه الأناشيد والأفعال جزءٌ من مجتمعنا، وهي مهمّة جدّاً لنا، فنحن ندعو أنفسنا باليهود كي نحرم مشجّعي الأندية الأخرى من المتعة في تسميتهم لنا باليهود، حيث كنّا نشعر بالإهانة عندما يفعلون ذلك ".
وفي نظرة حول هذا الموضوع، وهي نظرة جديرة بالاهتمام، مع أنّها قد تحتمل الخطأ والصواب، وقد أثارها صحفيّ من الجريدة الأمسترداميّة اليوميّة " Het Parool " يدعى " Henk Spaan " الذي يرى أنّ هؤلاء الأطفال - كما يفضّل تسميتهم - يريدون فقط خلق نوع من " الفولكلور" حيث يقول الصحفي Henk : " إنّها ليست مسألة معاداة للساميّة أو العنصريّة، بقدر ما هي بالنسبة لهم لا تتعلّق أبداً بأيّ عرق أو دين معيّن، وهم ليسوا منتسبين إلى أيّ مجموعة سياسيّة، وأنا أرى أنّها مجرّد صرعة أو موضة، فهم يتباهون بمقولة " أنا مشجّع أياكسيّ .. أنا يهوديّ".
بالنسبة لتاريخ الأياكس مع اليهود فمن المعروف أنّ أمستردام كانت تضم دائماً أكبر عدد من الجالية اليهوديّة في هولندا، وقد مرّ على تاريخ الأياكس رئيسان يهوديّان خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي بالإضافة إلى أنّه ضمّ في صفوفه لاعبين يهود في أوقات مختلفة، كما أنّ نادي أياكس أمستردام "بشكل عام وليس فريق كرة القدم فقط" يحتوي الآن على يهود ضمن أعضائه الـ 400 لكنّ تظل نسبتهم في النادي أقل من نسبتهم في المدينة، مع العلم بأنّ فريق كرة القدم لا يضمّ أي عضو يهودي في صفوفه حالياً، ويقول رئيس الفريق Jaakke : " ليس للفريق أي جذور يهوديّة "، لكن انطبع في الذهن العام أنّ الفريق مرتبط باليهود خلال الخمسينيات، وبحلول السبعينيات بدأت جماهير الفرق الأخرى تطلق لقب اليهود على جماهير الأياكس، ويقول Jaakke أنّ الموضوع برمته أقلق إدارة الفريق خلال الـ 10 سنوات الماضية، كما أنّ بعض الجماهير اليهود اعترفوا بأنّ هذا الموضوع يضايقهم كثيراً، فعقدت مناظرة وطنية حول اللغة المستخدمة في الملاعب، ومن الأسباب الرئيسية التي دفعت إلى عقد هذه المناظرة هو شتم خطيبة لاعب أياكسي معروف بألفاظ نابية أثناء إحدى المباريات من قبل جماهير أحد الفرق المنافسة.
أصبحت مباريات الأياكس مشحونة للغاية وليس فقط خلال المباريات المحليّة ففي إحدى المباريات أمام فريق ألماني قبل فترة وجيزة رفعت جماهير الأياكس لافتة كبيرة كتب عليها (اليهود ينتقمون لـ 40-45) وفي ذلك إشارة إلى الهولوكوست " المحرقة " على يد الزعيم الألماني "أدولف هتلر" , ويقول اليهودي يوري الذي سبق له التواجد في إدارة الأياكس خلال التسعينيات ليتكلّم : " أعتقد أنّنا كنّا متساهلين كثيراً " , ويضيف بأنّ الجو في مباريات الأياكس أصبح لا يطاق وذلك لأنّ تبنّي الجماهير الاياكسية للهوية اليهوديّة تم فهمه بطريقة خاطئة على أنّه أمر إيجابي ويقول: "الكثير من يهود العالم يعتقدون أنّ جماهير الأياكس فخورين لمناداة أنفسهم باليهود لكن في الحقيقة هذا نوع من الشغب لا أكثر".
الأمر لم يتوقف عند حدود ما صوره الإعلام عن نادي أياكس فقد تم عقد مقابلة مع ممثلي جمعيات تشجيع الفريق لإيصال مخاوف الإدارة لهما وقد تحدث معهما الهولندي من أصول يهودية، وأحد أعضاء مجلس إدارة النادي يوري " إبن أحد الناجين من المحرقة " الذي أعرب للجميع عن وقع الألم الذي تحدثه هذه الهتافات بالنسبة لليهود وفي خطابه بمناسبة السنة الجديدة أفصح أحد المسئولين في النادي عن رغبة الإدارة بترك الجماهير لهويتهم اليهودية المزعومة حينما قال : " ليس اليهود فقط منزعجين من ذلك أنا لست يهودياً وأكره هذا الأمر أيضاً ".
فيما بعد أوضح بعض المسئولين في نادي العاصمة الهولندية أمستردام أنّ هناك بعض الاقتراحات حول إحلال كلمة " Goden " أي " الرب " بدلاً من كلمة "Joden" أي "اليهود" , وذلك انطلاقاً من الاعتقاد بأنّ الأسطورة Ajax كان من الآلهة نوعاً ما وأنّ إجبار المشجعين على تغيير تصرفاتهم هو أمر صعب حيث قال : " إنّه لأمر صعب على الجماهير لأنّه أصبح جزءاً من هويتهم , فالعديد من الناس نراهم حولنا وقد وشموا النجوم اليهودية على أجسامهم مع أنّهم ليسوا يهوداً على الإطلاق !" وفي إحدى المباريات صرّح أحد قائدي الجماهير الذي عرّف عن نفسه بـ Henk بأنّه يتفهم الألم الذي تحدثه الهتافات لليهود الذي فقدوا عائلاتهم خلال الحرب مضيفاً أنّ الخطأ كان من جماهير الفرق الأخرى وقال Henk : " نحن لا نقول أي شيء يضر بأي أحد وحتى لو توقفنا فإنّهم سيستمرون بمناداتنا باليهود".. ثم انطلقت أصوات الجماهير من حول Henk وهي تردد "هيا بنا يا يهود هيا بنا " ثم أكمل Henk كلامه : " هذه الحال لن تتغير فهي هويتنا لـ 30 سنة تقريباً ببساطة لن تستطيع إزالتها" ثم نزع قميصه وقد وشم على صدره نجمة دايفد الزرقاء الفاتحة ومعها أحرف AJAX.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى