في دائـرة الضـوء..كريسبو (العقرب) الذي لا يستعاد ولا يضاهى ولا يقبل الفقد!

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> بالنسبة " للعقرب " هيرنان كريسبو فالقصة مختلفة وهو ولد صغير دخل هيرنان على أبيه ببعض النقود وقال له " سدد ديونك "! كاد أن يموت الأب خوفاً من أن إبنه اشتغل مع تجار المخدرات أو الدعارة، ولم يصدق أن هذه الأموال من نادي "ريفربليت " حتى ذهب معه إلى التمارين واندهش وتفاجأ وجن جنونه حين شاهد الاهتمام الكبير من المدربين بولده.
* لماذا العقرب؟
حينما زار والد هيرنان تدريبات الريفرعرف المدرب باساريلا أنه والد كريسبو فجاءه يصرخ : هذا إبنك؟ كيف أنجبته!؟ أخبرنا عن الطريقة فعاد الأب للبيت فخوراً ضاحكاً (وهو يفكر بالإنجاب مجدداً) كما وصف الأمر لاحقاً .. لا أحد يعرف كيف بدأت تسميته بالعقرب ، فيبدو أن كل محللي وصحفيي ومحبي الكرة في العالم حين يرون كريسبو لا يخطر على بالهم سوى هذه التسمية ! لن يفهم أحد كيف لموهبة مثل موهبة كريسبو أن تضطهد بهذا الشكل من مدربين يعتبرون من أفضل مدربي العالم! هل هو سيناريو باجيو يتكرر!!؟ .. بعمر الثامنة عشرة تم تصعيده لكبار الريفر وحقق معهم الدوري مرتين، والليبرتادوريس (سجل هدفين في النهائي)، وشخصياً كان هداف الدوري الارجنتيني .. كل هذا في ثلاثة مواسم فقط قبل أن ينتقل بعدها إلى جنة كرة القدم ، بارما تحديداً ، ويدخل معهم التاريخ بتحقيق كأس الإتحاد الأوروبي لأول مرة.
سجل 116 هدفاً في أربعة مواسم (فقط) مع بارما..انتقل كريسبو إلى حامل اللقب ، لاتسيو ، بـ50 مليون كهدية هي الأغلى بالعالم من كرانيوتي للجماهير، وحتى نعرف حظ هذا العقرب " الساخر" ليس أمامنا إلا التذكير بهذه القصة :
ا شترى فلورينتينو بيريز فيغو من برشلونة بـ 54 مليون بعد ثلاثة أيام فقط من صفقة كريسبو للاتسيو ثم أفلست شركة " تشيريو " (لاتسيو أحد أصول الشركة) ولم يعد لكرانيوتي خيار سوى بيع أغلى جواهره : أليساندرو نيستا وهيرنان كريسبو الأول انتقل للميلان بعد حرب دامية مع الإنتر، والعقرب إلى الإنتر بصفقة خيالية أخرى ليشكل ثنائياً فتاكاً مع البوبّو فييري كان يدرب الإنتر هيكتور كوبر، مدرب عظيم ولكنه غير محظوظ أيضاً..لم يكن معجباً بعقلية الفينومينو رونالدو وكان يدفعه دفعاً للرحيل عن الإنتر وحين كبر موضوع انتقال رونالدو عن الإنتر ظهر هيكتور كوبر بكل ثقة معترفاً للعالم بعدم رغبته بالفينومينو وأطلق وعداً بأنه سيشتري أحسن منه!!
* الفلاشات تلاحقه..وليس العكس!
وفعلاً، في أول مؤتمر صحفي لكريسبو بقميص الإنتر قال المدرب "هذا حلمي، هذا هو المهاجم الذي أبحث عنه، مهاجم تلاحقه الفلاشات، وليس العكس" بالبداية لم أتوقع أن كريسبو قادرا على تشكيل ثنائي مع لاعب أناني وجامد ويحب نفسه زيادة عن اللزوم مثل كريستيان فييري، ولكنه فعلها.
لقد أثبت كريسبو خطأ بيلسا في مونديال اليابان حين قال نظريته الحمقاء "لا يمكن لكريسبو وباتيستوتا أن يكونا معاً في الملعب" واختار الباتي أساسياً وقد اعترف بيلسا بنفسه بعد سنوات بأنه غبي وأن هذه الفكرة كلفته شرف الأرجنتين الذي خرج من الدور الأول وبهدف واحد فقط سجله (البديل) كريسبو.

* في تشيلسي كريسبو لا ينام!
بعد موسم واحد فقط مع الإنتر أرغم موراتي كريسبو بالانتقال إلى تشيلسي - رغم أن تشكيلته الحالية كانت أقرب للاسكوديتو من أي وقت مضى - ثار فييري وفقد إيمانه بالرئيس وطموحاته وقد انتقده بالعلن على بيع كريسبو وسخر منه بل وطلب بشكل مباشر وغير مباشر أن يباع لناد آخر هذه المشكلة كانت الشرارة لمشكلة كبيرة جداً في وقت لاحق أدّت لقضايا وبلاوي ولازالت حتى الآن عالقة في المحاكم) بعد بارما ولاتسيو .. إلتقى كريسبو وفيرون مجدداً في تشيلسي تاركين خلفهما جدلاً واسعاً في محطتيهما الأخيرة من باب أنام ملء جفوني ..عاد كريسبو من التمرين فوجد زوجته وزوجة فيرون مقيدتين وقد تعرض بيته للتو لعملية سطو - وكانت موضة آنذاك لحرامية لندن بالسطو على بيوت المشاهير .. لم تعد لندن مريحة للعائلتين ، خصوصاً زوجة كريسبو - الإيطالية -، وفيرون أيضاً كسب قضيته التي تسببت بانتقاله للدوري الانكَليزي.
* جوازات مضروبة
في التسعينيات عاشت الأندية الإيطالية طفرة عجيبة، مئات الملايين تصرف في كل ميركاتو والدوري مليء بالنجوم بشكل لا يصدّق وبسبب قانون الأجانب اضطرت الأندية (أو الوكلاء) لتزوير جوازات إيطالية، حتى لا يعتبر اللاعب أجنبياً، أو لتزوير الوثائق التي تمنحه جوازا حقيقيا سقط فيرون ضحية هذه اللعبة من أحد وكلائه في إيطاليا وتسببت بهروبه من الكالتشيو إلى المانيو، فحتى كرانيوتي نفسه أتهم في هذه القضية وبعد الكالتشيو قرأتُ اعترافاً (أو شهادة ربما) لأحد موظفي الإتحاد الإيطالي يقسم أن كريسبو كان مسجلاً كانتقال من ريفربليت إلى نابولي!
ريكوبا أيضاً ثبت عليه تزوير الجواز الإيطالي ولكن لي لي أوريالي حمل القضية عنه وعن الإنتر وقال أنه فعلها لوحده (هذا الرجل طرده موراتي) عموماً، قصة الجوازات المضروبة لها مرجع تاريخي وقصة طويلة، لهذا السبب نجدها محصورة على اللاتينو ولم يتورط فيها الأفارقة والصرب وغيرهم المهم .. أندية كثيرة طلبت كريسبو ولكنه فضّل الميلان الذي يدربه آنشيلوتي، مدربه في بارما، فانتقل إليهم بصيغة إعارة فقدم أداءاً مبهراً مع الميلان ووصل معهم لنهائي التشامبينزليغ في أسطنبول، وفي الشوط الأول كان قد سجل وساهم بثلاثية نظيفة في مرمى ليفربول أبى انشيلوتّي إلا أن يتحيون، فبدأ الشوط الثاني بإستبدال كريسبو بالاسكندنافي يان ديل توماسون! فتعادلت ليفربول ثم فازت بضربات الترجيح وتكررت هذه الحوادث : مع الإنتر (في الإنتقال الثاني) كان مانشيني يتعمد أحياناً ويضعه على الدكة فيخسر مباراة سهلة وثلاثة نقاط كانت بالمتناول، لكنه وفي سوبر إيطاليا كان خاسراً من روما بثلاثية، فدخل كريسبو الشوط الثاني ولوحده تقريباً قلبها إلى رباعية للإنتر.
* "مستر إكس" في بارما ختاماً
في صيف العام 2009 أعلن كورفينو تعاقده مع "مستر إكس"، ويقصد هيرنان كريسبو، ولكن بطريقة غامضة انتقل وبشكل مفاجئ، ومخيب للظن، إلى جنوى كان الانتقال خطأً فادحاً لرجل لم يرد منه سوى بيع قمصانه فقط. ثم انتقل إلى بارما على أمل دخول تاريخ اللاعبين مسجلي 200 هدفا في الكالتشيو ولكن الاصابات المتتالية وكبر السن ومنح الفرصة للجيل الجديد كلها ظروف لم تساعده لتحقيق هدفه رقم 200 (رغم تسجيله في كامل مسيرته 273 هدفا عموماً) .. ومع بداية سنة 2012 فسخ كريسبو العقد بينه وبين بارما بالتراضي وكان يوماً حزيناً في إيطاليا كلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى